يكتب رضا عبد السلام.. حين انتصر الوعي على المال في برلمان المنصورة
في وقتٍ ازدادت فيه السياسة ضجيجًا، وتحوّل التنافس الانتخابي إلى ساحة صراع بين المال والإعلانات، ظهر من قلب المنصورة صوتٌ مختلف، صوتٌ لا يعلو بالصراخ، بل بالمعرفة. رجلٌ لم يحمل في يده حقيبة أموال ولا ميكروفون دعاية، بل حمل عقله، وسيرته، وإيمانه بأن الشعب حين يفكر بعقله لا يُخدع ببريق الصور، ولا يُشترى بوعودٍ جوفاء. إنه الأستاذ الدكتور رضا عبد السلام، المفكر والاقتصادي والعالم الذي خرج من الجامعة إلى الشارع لا ليتحدث من برجٍ عاجي، بل ليعيش هموم الناس، ويشاركهم تفاصيل يومهم، ويستمع قبل أن يتكلم، في زمنٍ أصبح فيه السياسيون لا يرون في المواطن إلا رقمًا في كشف الأصوات.
من يقترب من شخصية الدكتور رضا عبد السلام يكتشف أنه ليس مجرد مرشح برلماني، بل مشروع فكرٍ وطني في حد ذاته. إنسانٌ آمن بأن الكرامة الحقيقية للمواطن لا تُشترى بالمال ولا تُمنح بفضل أحد، بل تُبنى بالعدالة والعلم والمساواة. حين يتحدث عن الفقر، لا يصفه كإحصائية، بل كجرحٍ مفتوح في جسد الوطن، وحين يناقش قضايا الناس، لا يستعرض معلوماته كأستاذ جامعي، بل يفتح صدره كأبٍ يشعر بآلامهم. ولعل أكثر ما يميزه أنه يرى في السياسة وسيلة للارتقاء بالإنسان، لا سلّمًا للوجاهة أو الشهرة، لذلك تراه يسير بين الناس ببساطة من يعرف أن قوته الحقيقية ليست في السلطة، بل في حب الناس وثقتهم.
لقد بنى الدكتور رضا عبد السلام مسيرته على العلم والعمل والضمير. حصل على ليسانس الحقوق من جامعة المنصورة بتقدير جيد جدًا وكان الأول على دفعته عام 1992، ثم واصل التخصص بتميز نادر فحصل على دبلوم القانون العام والمالية بتقدير جيد (الأول)، وبعدها دبلوم العلوم الاقتصادية بتقدير جيد جدًا (الأول)، ثم نال الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد من جامعة أولستر البريطانية، برسالة علمية عنوانها “محددات جذب الاستثمار الأجنبي المباشر”، وهي دراسة فكرية استشرافية سبقت عصرها وتُرجمت للعربية عام 2002. هذا التكوين العلمي العميق لم يبعده عن هموم الوطن، بل جعله أكثر إدراكًا لجوهر المشكلة: أن التنمية ليست مشروعات إسمنت وحديد، بل عدالة فكر، وإدارة واعية، وإنسان يعرف قيمته.
حين قرر النزول إلى الشارع لم يرسل حملة دعائية من فوق، بل نزل بنفسه، يتحدث مع الناس بلغتهم، بلا مسافات ولا حواجز. لم يرتدِ عباءة الأستاذ الجامعي المتعالي، بل سار على قدميه، يدخل الأسواق والمنازل، يتحدث مع الفلاح والعامل والموظف، يضع يده على كتف الغلبان، ويستمع قبل أن يعد، ويعد بما يستطيع تحقيقه لا بما يضمن التصفيق. لم يتعامل مع السياسة كسباق أصوات، بل كحوار وطني، فيه الفكرة تنتصر على الصورة، وفيه الكلمة الصادقة أقوى من كل يافطة.
ما يلفت النظر في تجربة الدكتور رضا عبد السلام أنه نموذج لرجلٍ يملك مفتاح النهضة، لكنه لا يطالب الناس أن يصدقوه بالكلمات، بل بالأفعال. في كل خطوة من حياته أثبت أن التغيير يبدأ من الداخل، من ضمير الإنسان. فحين عمل مستشارًا اقتصاديًا في مؤسسات عربية ودولية كبرى مثل صندوق التنمية السعودي، وزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لم ينعزل في المكاتب، بل حمل معه فكرة الوطن إلى كل مكان، ليعود بعدها إلى مصر مؤمنًا أن التنمية لا تأتي من الخارج، بل من وعي المواطن بنفسه. هو الرجل الذي كان بإمكانه أن يعيش حياة مترفة خارج حدود بلده، لكنه اختار العودة إلى الجامعة والمنصورة وأهلها، لأنه يرى أن خدمة الوطن شرف لا يُقاس بالمال بل بالواجب.
في زمنٍ أصبح فيه المال لغة السياسة، اختار الدكتور رضا عبد السلام أن يجعل الوعي هو حملته الانتخابية. لم يطبع آلاف اليافطات، ولم يملأ الشوارع بصوره، لأنه يعلم أن صورة واحدة يعيشها بين الناس أصدق من ألف ملصق. لم يشترِ الدعاية، بل كسب القلوب بمواقفه، وقدم للناس رؤية لا تقوم على الوعود الجوفاء، بل على مشروع وطني يؤمن بأن “من يريد النهضة، فالمفتاح في يده”. ولذلك فإن دعم هذا الرجل ليس دعمًا لشخص، بل دعم لفكرة مصر الجديدة التي تحترم عقل المواطن، وتمنح الفقير فرصة حقيقية للحياة الكريمة دون مِنّة أو تفضل.
على المستوى الفلسفي، يمكن القول إن تجربة الدكتور رضا عبد السلام تعكس صراع الوعي مع الفوضى، فهو ينتمي إلى مدرسة فكرية نادرة ترى أن السياسة إن لم تكن أخلاقًا فهي تجارة، وأن النائب الذي لا يحمل ضميرًا لا يستحق أن يحمل لقب ممثل الشعب. في وجه الصخب السياسي، يقف هذا الرجل كصوتٍ هادئ لكنه عميق، يؤمن أن بناء الوطن لا يكون بالتصفيق بل بالتفكير، وأن البرلمان ليس مسرحًا للشعارات بل ساحة للمعرفة والرقابة والتشريع. هو يؤمن بأن العدالة الاقتصادية هي الطريق الوحيد للكرامة، وأن الفقراء هم الأساس الحقيقي لأي نهضة، لأنهم الذين يحملون الوطن على أكتافهم كل يوم دون أن يُسمع صوتهم.
ولذلك، حين يمد الدكتور رضا عبد السلام يده للفقراء، لا يفعلها بمنطق الصدقة، بل بمنطق المشاركة، فهو لا يعطي ليُقال كريم، بل ليقول للفقير: “مكانك هنا، لك حق في وطنك مثل أي مسؤول”. هذا المعنى هو جوهر مشروعه الإنساني، فبينما يتحدث الآخرون عن الإصلاح بلغة الأرقام، هو يتحدث عنها بلغة الإنسان. يرى أن كل قانون بلا عدالة اجتماعية هو جدار بلا أساس، وأن كل تنمية لا تلمس يد الغلبان لا تستحق أن تُسمى نهضة.
لقد آن الأوان أن نعيد التفكير في معنى من يمثلنا داخل البرلمان، فالدكتور رضا عبد السلام لا يعد بالمعجزات، لكنه يعد بالمواجهة الفكرية الصادقة، بالاجتهاد الحقيقي، وبأن يكون صوتًا لمن لا صوت لهم. هو لا يسعى إلى كسب المقعد من أجل ذاته، بل ليحمل قضايا الناس بضميرٍ حيّ يعرف أن الشرف في السياسة هو ألا تبيع مبدأك مقابل مصلحة. في زمنٍ امتلأ بالصور المزيفة والعبارات المكررة، يطلّ هذا الرجل كصوتٍ للعقل والرحمة والعدالة، وكأنه يذكّرنا أن مصر لا تزال بخير طالما فيها من يؤمن أن القوة ليست في الجاه، بل في الفكر والضمير.
يا أهل المنصورة، إن دعم هذا الرجل ليس موقفًا سياسيًا فحسب، بل موقفًا وطنيًا وأخلاقيًا وإنسانيًا. هو اختيارٌ بين من يتاجر بالناس ومن يعيش بينهم، بين من يرفع شعاراته على الحوائط ومن يرفع همومكم على كتفيه. الدكتور رضا عبد السلام لا يطلب مجدًا، بل يطلب فرصة ليخدم، ليعيد إلى البرلمان وجهه الحقيقي كمكان للعقل والعدالة والكرامة.
ولذلك فإن دعم هذا الرجل يعني دعم مستقبلٍ مختلف، مستقبلٍ تُحكمه الكفاءة لا القرابة، والفكر لا الدعاية، والحق لا المصلحة. إن فكر الدكتور رضا عبد السلام لا ينتمي إلى الماضي ولا إلى الحاضر وحده، بل إلى مستقبلٍ تُدار فيه السياسة بالعلم، ويُصنع القرار بالوعي، ويُحترم فيه المواطن كأصلٍ لا كرقم. ومن هنا، يمكن القول إن الرجل لم يأتِ ليطلب تأييدًا، بل جاء ليوقظ ضميرًا، ليقول للناس إن الوطن يُبنى بالعقول الصادقة لا بالأموال الصاخبة، وأن من يؤمن بالعدل لا يخاف من الصندوق، لأن الشعب إذا فكر، اختار من يشبهه في صدقه، لا في صوره.
«الاقتصادي الذي أراد أن يُصلح البرلمان بالعقل لا بالصوت»
في زمنٍ أصبحت فيه مقاعد البرلمان تُقاس بمدى الضوضاء التي تُحدثها الحملات الانتخابية، يخرج من بين الصفوف رجلٌ اختار أن يُعيد تعريف السياسة على طريقته الخاصة، رجلٌ آمن بأن الإصلاح لا يبدأ من المنابر ولا الشاشات، بل من العقل، من وعيٍ يُنير الطريق، من فكرٍ يضع الحق فوق المصلحة، ومن ضميرٍ يرى في المواطن إنسانًا لا وسيلة. إنه الأستاذ الدكتور رضا عبد السلام، الاقتصادي الذي حمل فكره إلى ميدان السياسة ليقول إن النهوض بالوطن لا يحتاج أصواتًا عالية بقدر ما يحتاج عقولًا عميقة.
حين تقرأ في سيرة هذا الرجل تدرك أنك أمام حالة استثنائية، ليس لأنه جمع بين القانون والاقتصاد فحسب، بل لأنه فهم العلاقة بينهما كما لم يفهمها أحد. فهو يدرك أن التشريع بلا وعي اقتصادي قد يظلم، وأن الاقتصاد بلا ضمير قانوني قد يفسد. لذلك، حمل فلسفة قائمة على الموازنة بين العقل والعدل، بين الفكر العلمي وروح العدالة الاجتماعية. تخرّج من كلية الحقوق بالمنصورة، ثم سافر في رحلة علمية انتهت بحصوله على دكتوراه في فلسفة الاقتصاد من جامعة أولستر البريطانية، ليعود بعد سنوات محمّلًا برؤية واسعة للعالم، لكنه لم يتعالَ على بلده، ولم يتكبر على ناسه، بل عاد ليخدم المنصورة والمصريين بفكرٍ عالمي وجذورٍ محلية صادقة.
ولأن فكره الاقتصادي لم يكن نظريًا، بل متصلًا بحياة الناس، فقد آمن دائمًا بأن الإصلاح لا يأتي بقرارات فوقية، بل بمشروعات واقعية تُعيد توزيع الثروة بعدل وتفتح أبواب الأمل للفقراء. في برامجه ومقالاته كان دائمًا يتحدث عن العامل الصغير، عن الفلاح اللي بيزرع وما بيكسبش، عن الشاب اللي عنده حلم صغير لكن ماعندوش فرصة. كان يرى أن المشكلة الحقيقية في مصر ليست نقص الإمكانيات، بل غياب الرؤية، وأن مهمة البرلمان مش بس مناقشة القوانين، لكن رسم مستقبل اقتصادي عادل يشعر فيه المواطن أنه جزء من اللعبة مش مجرد متفرج عليها.
حين قرر الدكتور رضا عبد السلام أن يخوض التجربة الانتخابية، لم يكن يسعى لمنصبٍ يزيده مكانة، بل كان يسعى لفتح باب العقل داخل مؤسسةٍ تحتاج إلى أصوات المفكرين لا مجرد المتحدثين. لم يرفع شعار “أنا الأفضل”، لكنه رفع فكرة “يستحق المواطن الأفضل”. لم يتعامل مع البرلمان كمنصةٍ للجدل، بل كمختبرٍ حقيقي لتطبيق فكره في التنمية والإصلاح. يرى أن النائب ليس موظفًا في خدمة الحكومة ولا خصمًا لها، بل حلقة وصل بين الشعب وصناع القرار، يحمل هموم الناس بلغةٍ علمية تضع الحلول بدل الشكوى.
من يتأمل خطابه السياسي يكتشف أنه رجل يملك رؤية متكاملة لإصلاح البرلمان من الداخل، فهو يدرك أن التشريع لا قيمة له دون رقابة حقيقية، وأن الرقابة تفقد معناها إن لم تُمارس بعلمٍ ونزاهة. لذلك يؤمن أن وجود الأكاديميين والمفكرين داخل البرلمان مش رفاهية، لكنه ضرورة وطنية، لأن العاطفة وحدها لا تبني دولة، والصوت العالي لا يصنع قوانين، بل الفكر الهادئ العميق هو الذي يُغيّر الواقع.
في أحاديثه مع الناس، لم يكن الدكتور رضا عبد السلام يقدّم نفسه كسياسي تقليدي، بل كأستاذٍ جاي يعلّمنا يعني إيه سياسة بمعناها النبيل، يعني إيه إن النائب يكون عين المواطن وضميره. هو يرى أن البرلمان يجب أن يتحول من ساحة للشعارات إلى مدرسة للتفكير الوطني، تُناقش فيها مشكلاتنا بالعلم والمنطق لا بالانفعال. لذلك فهو لا يعد الناس بأنه سيُغيّر كل شيء، بل يعدهم بأنه لن يصمت حين يرى الخطأ، ولن يساوم حين يُمسّ الحق.
وربما ما يميزه حقًا أنه جمع بين التواضع والفكر، بين العمل الميداني والمشروع العلمي، فهو لا يجلس في المكاتب ينتظر تقارير، بل يسير على قدميه بين الناس، يسأل الفقير قبل الغني، ويستمع لمن لا يسمع له أحد. حين يتحدث عن التنمية، يتحدث عنها بعيونٍ ترى الغلبان أولًا، لأن في نظره العدالة مش أرقام في الموازنة، لكنها وجبة سخنة على طاولة كل بيت، ومدرسة محترمة لكل طفل، ومستشفى يليق بكرامة المواطن.
تجربته تضعنا أمام سؤال فلسفي مهم: هل يمكن للاقتصاد أن يكون وجهًا للرحمة؟ وهل يمكن للسياسة أن تُمارس بنزاهة؟ الإجابة تتجسد فيه، لأنه أثبت أن الاقتصادي حين يمتلك ضميرًا، يصبح أكثر إنسانية من السياسي، وأن العالم حين ينزل إلى الناس، يصير أكثر قربًا من قلوبهم من كل الوعود الرنانة. فبينما يلهث آخرون وراء المناصب، هو يسعى إلى بناء وعيٍ يجعل المواطن هو صاحب القرار الحقيقي.
في فكره، الدولة ليست سلطة فوقية بل عقد اجتماعي قائم على التفاهم والعدل. البرلمان في نظره ليس حلبة للصراع بين أحزاب، بل منبر لتكامل العقول. وهو يؤمن أن مصر تحتاج إلى من يُعيد تعريف السياسة على أسس جديدة: السياسة كفكر لا كحيلة، كمسؤولية لا كشهرة، كواجب وطني لا كلعبة انتخابية. لذلك فإن وجوده في البرلمان – إن تحقق – لن يكون مجرد رقمٍ جديد على المقاعد، بل سيكون إضافة فكرية تعيد التوازن بين الضجيج والعقل.
لقد مرّ على مصر كثير من النواب الذين وعدوا، لكن القليل منهم من فهم أن السياسة ليست فن الممكن فقط، بل فن الصدق أيضًا. والدكتور رضا عبد السلام ينتمي إلى هذا القليل النادر، لأنه لا يطلب من الناس تصديق كلماته، بل يطلب منهم أن يتذكروا مواقفه. هو الرجل الذي لم يبع فكرًا لأجل صوت، ولم يخضع لمنطق “اعمل شو تكسب”، لأنه يعلم أن الشو عمره قصير، لكن الوعي يعيش.
وفي النهاية، يمكن القول إن الدكتور رضا عبد السلام يمثل جيلًا جديدًا من المفكرين الذين قرروا النزول من قاعات المحاضرات إلى ميادين السياسة، لا ليغنوا على الأطلال، بل ليصنعوا واقعًا أفضل. هو الاقتصادي الذي أدرك أن العدالة الاجتماعية ليست حلمًا، بل معادلة يمكن تحقيقها إذا اجتمع عليها الفكر والإرادة. وإن كان البرلمان هو مرآة الشعب، فإن وجوده فيه سيجعلها مرآةً أكثر صدقًا، لأن من ينتمي للناس لا يخونهم، ومن يعرف الفقر لا يتاجر به.
ربما لم يُعلن القدر بعد عن نتيجة الانتخابات، لكن المؤكد أن التجربة نفسها كانت درسًا في الوعي، وأن هذا الرجل، سواء فاز بالمقعد أو لم يفز، فقد فاز بقلوب الناس وباحترام عقولهم. لأن الفوز الحقيقي ليس أن تدخل البرلمان، بل أن تُحدث فرقًا في عقول الناس، وهذا ما فعله الدكتور رضا عبد السلام، الاقتصادي الذي أراد أن يُصلح البرلمان بالعقل لا بالصوت.
رجل يمشي بين الناس.. وفكره يسبق زمانه
في زمنٍ امتلأ بالضجيج والوجوه المتكررة والشعارات المستهلكة، يطل علينا رجل مختلف في كل شيء، لا يسعى إلى الضوء لكنه يصنعه، لا يرفع صوته ليُسمع بل يسمعه الناس لأنهم يعرفون أنه صادق. الأستاذ الدكتور رضا عبد السلام ليس مجرد مرشح لكرسيٍ في البرلمان، بل هو حالة فكرية واجتماعية وإنسانية نادرة، تجسِّد الفارق بين من يريد السلطة ومن يريد النهضة، بين من يبحث عن صوتٍ في الصندوق ومن يبحث عن أثرٍ في الوعي. هذا الرجل لم يأتِ من عالم المال أو من دهاليز السياسة المغلقة، بل خرج من قلب الجامعة، من قاعات الفكر والبحث، من أرضٍ شربت من علمه ومن كتبه، ومن تاريخٍ يُحكى لا عن كلماتٍ فقط، بل عن مواقف وسلوكٍ يترجم معنى الانتماء الحقيقي للناس وللوطن.
حين تتأمل سيرته، تكتشف أنك أمام عقلٍ من طرازٍ نادر، يجمع بين القانون والاقتصاد والفلسفة، بين النظرية والتطبيق، بين المبدأ والواقعية، عاش في قلب العالم، درس في بريطانيا، وعمل في السعودية والكويت وقطر، ومع ذلك عاد إلى مصر، إلى المنصورة تحديدًا، ليكمل رسالته بين طلابه البسطاء الذين يرونه أستاذًا وأبًا، لا مجرد أستاذ جامعي يُلقي محاضرة ثم يرحل. هذا الوعي الإنساني هو ما جعله قريبًا من الناس أكثر من أي دعاية، لأنه لم يأتِ ليبيع وعودًا بل ليقدّم فكرًا، ولم يوزع أموالًا بل وزّع معرفة.
في زمنٍ صار فيه "الشو" عنوانًا للسياسة، اختار الدكتور رضا طريقًا أصعب وأشرف؛ طريق النزول للشارع بقدميه، والسير بين الناس وجهًا لوجه، لا حراسة ولا لافتات ضخمة ولا وعود زائفة، بل كلمة من القلب تصل إلى القلب. هناك من يشتري الدعاية بالمال، وهناك من يشتريها بالمصداقية، وشتّان بين الاثنين؛ فالأول يختفي بانتهاء الانتخابات، أما الثاني فيبقى صوته في وجدان الناس حتى لو غاب عن الكاميرا.
ليس غريبًا أن يلتف حوله الغلابة قبل المتعلمين، والبسطاء قبل النخب، لأنه يتكلم لغتهم ويشعر بأوجاعهم، ويؤمن أن النهضة الحقيقية تبدأ من الإنسان لا من الشعارات. فحين يتحدث عن الاقتصاد لا يتحدث كخبير في برجٍ عاجي، بل كأبٍ يعرف كيف تؤثر الأسعار على بيتٍ بسيط، وكيف يمكن أن يكون الإصلاح طريقًا للعدالة لا للمعاناة. يؤمن أن التنمية ليست مجرد أرقام على الورق، بل كرامة تُسترد، وبيت يتعمّر، وطفل يجد مدرسة تليق به.
في فكره ترى ملامح الفيلسوف الوطني، الذي يقرأ التاريخ بعين القانون، ويرى الاقتصاد بمنظار الأخلاق. هو لا يرى الدولة مجرد مؤسسات، بل كيانًا أخلاقيًا وروحيًا يجب أن يخدم الإنسان لا أن يستغله. وربما لهذا السبب لم يكن طريقه مفروشًا بالورود، لأن من يختار طريق الصدق دائمًا يدفع الثمن، لكنه أيضًا يحصد الاحترام الذي لا يُشترى.
فوز الدكتور رضا عبد السلام – إن تحقق اليوم أو غدًا – لن يكون مجرد فوزٍ انتخابي، بل سيكون انتصارًا لفكرة، فكرة أن السياسة يمكن أن تكون نظيفة، وأن رجل الفكر يمكن أن يكون صوت الشعب، وأن الإنسان المتعلم الشريف ما زال قادرًا على أن يقف أمام المال والنفوذ ويكسب بالعقل والإخلاص. ومن لم يصوّت له اليوم، سيذكر غدًا أنه مرّ بينهم ذات يومٍ بصدقٍ لم يتكرر.
هو لا يحمل مشروعًا لنفسه، بل لمستقبل جيلٍ كاملٍ يريد أن يرى في البرلمان وجوهًا تمثّله بضمير، لا تتاجر بهمومه. ومن هنا كانت حملته الحقيقية ليست في الشوارع بل في العقول، لأنه علم أن النهضة تبدأ من فكرة صادقة، وأن التغيير لا يحتاج إلى لافتة بل إلى نيةٍ خالصة.
ربما تختلف حوله الآراء، لكن لا يمكن لأحد أن ينكر أنه يمثل نموذجًا نادرًا في زمنٍ فقد البوصلة، نموذج المثقف العملي، القانوني الفيلسوف، الذي يرى الوطن مشروعًا فكريًا قبل أن يكون سياسيًا. فإذا كانت المنصورة تفكر في مستقبلها، فإن دعم هذا الرجل ليس مجرد تصويت، بل مشاركة في صناعة وعيٍ جديد، في كتابة فصلٍ مختلف من تاريخ مدينةٍ لا ترضى إلا بالتميّز.
إن الدكتور رضا عبد السلام ليس مجرد أستاذ جامعي يترشح للبرلمان، بل هو درسٌ مفتوحٌ في معنى الشرف، والجدّ، والوعي، والكرامة. هو تجربةٌ نحتاج أن نمنحها الفرصة، لا لأنها كاملة، بل لأنها صادقة، ولأنها تمثل الخط الفاصل بين من يستخدم الوطن ليعلو، ومن يعلو ليرفع الوطن.
معركة الوعي.. حين يصبح الصوت مسؤولية وطن
في كل انتخاباتٍ تشهدها المجتمعات، لا تكون المعركة الحقيقية على المقاعد، بل على العقول. فالأصوات تُحصى بالأرقام، لكن الوعي يُقاس بالمواقف، وهنا بالضبط تكمن رمزية ترشّح الأستاذ الدكتور رضا عبد السلام، الرجل الذي لم يدخل الساحة ليتصارع على مقعد، بل ليعيد تعريف السياسة ذاتها. لم يطلب من الناس أن يختاروه، بل دعاهم أن يختاروا وعيهم، وأن يستردوا حقهم في أن يُمثَّلوا بشرفٍ لا بمصلحة، بعقلٍ لا بشعار، وبفكرٍ لا بمال.
في بلدٍ يئن من غلاء الأسعار وتعب المواطن، خرج هذا الرجل من قاعة الجامعة إلى قلب الشارع، بلا موكبٍ ولا إعلانٍ ضخم، حاملاً حقيبة فكرٍ أثقل من أموال الآخرين، ومشروع وعيٍ أعمق من أي دعاية. نزل بين الناس يسأل عن حالهم، يربت على كتف الغلبان، ويشاركهم الطريق والطين والحر، لا من باب التجمّل، بل لأنه يرى في المواطن البسيط جوهر الدولة وركيزة النهضة. في كل خطوةٍ له كان يؤكد أن الكرامة لا تحتاج إلى تكلفة، وأن من أراد أن يمثل الناس، عليه أولًا أن يعيش بينهم، يسمعهم ويشعر بهم.
إن معركة الوعي التي يخوضها الدكتور رضا ليست ضد منافسين في دائرة انتخابية، بل ضد ثقافةٍ ترسخت في عقول البعض بأن "السياسة تجارة" وأن "الكرسي وجاهة". هو يقف على الضفة الأخرى، ضفة الفكر والضمير، يواجه تيارًا جارفًا من المال والنفوذ، ويقول ببساطة: "لن أشتري الناس، سأكسبهم بعقلي واحترامي". وربما هذا ما جعل كثيرين يرون فيه أملًا مختلفًا، رجلًا لم يبع نفسه لمنصبٍ أو حزب، بل وقف مستقلًا كما كان علمه دائمًا مستقلًّا، وكلمته حرة لا تُشترى.
حين نقرأ تاريخه، نفهم أن حديثه عن الإصلاح ليس شعارًا انتخابيًا، بل امتداد لمسيرةٍ فكرية وإنسانية عاشها في الوطن وخارجه، من أروقة الجامعات إلى مقاعد الأمم المتحدة، ومن مكاتب الاقتصاد الدولي إلى برامج التنمية في الخليج. لم يكن يومًا بعيدًا عن الواقع، بل عاش بين نظريته وتجربته، بين مصر والعالم، يحمل فكرًا مؤسسًا على العلم، لا على الارتجال. من هنا، فإن صوته في البرلمان – إن اختاره الناس – لن يكون صوت منطقة أو دائرة فقط، بل صوت فكرٍ يُعيد للتشريع روحه، وللرقابة معناها، وللسياسة أخلاقها.
السياسة في فكر الدكتور رضا ليست صراعًا على النفوذ، بل شراكة في بناء الإنسان. هو يؤمن أن "الاقتصاد لا ينجح إلا إذا بدأ من ضميرٍ عادل"، وأن "القانون لا يحمي إلا من يملك الوعي بأن العدالة ليست نصًّا بل ممارسة". لذلك فهو يرى أن البرلمان الحقيقي هو الذي يُحاسب الحكومة باسم الشعب، لا الذي يتقاسم معها المنافع. في زمنٍ انقلبت فيه المعايير، جاء هو ليعيد التوازن بين الفكر والواقع، بين الأخلاق والمصلحة، بين الحلم والعمل.
الناس اليوم في المنصورة أمام لحظة فارقة، لحظةٍ لا تختار فيها شخصًا فقط، بل تختار مصيرها، تختار إن كانت تريد نائبًا يُغنيها بالشعارات، أم مفكرًا يُنير لها الطريق. فالصوت الذي يُمنح في صندوقٍ صغير، قد يُغير وجه المدينة والوطن بأكمله، إن وُضع في المكان الصحيح. والاختيار للدكتور رضا عبد السلام ليس مجاملةً لأستاذٍ جامعي، بل إيمانٌ بأن مصر تحتاج لصوتٍ عاقلٍ وسط الصخب، لصاحب رؤيةٍ وسط الغوغاء، لرجلٍ يرى الوطن مشروع نهضة لا ساحة صفقات.
وحتى إن لم يفز اليوم، ففكره قد فاز بالفعل، لأنه أيقظ في الناس سؤالًا غاب طويلًا: هل نحن ننتخب لنُغيّر، أم لنكرّر؟ وهل النائب هو من يوزّع الوعود، أم من يزرع الوعي؟ لقد انتصر الدكتور رضا في المعركة الأهم، معركة استعادة معنى الشرف في السياسة، حين جعل المواطن البسيط يفكر قبل أن يختار، ويتأمل قبل أن يضع صوته. هذه وحدها ثورة صامتة تستحق الاحترام.
قد يظن البعض أن مثله لا مكان له في ساحةٍ تسيطر عليها المصالح، لكن الحقيقة أن التاريخ دائمًا ما يبدأ من المختلفين، من الذين لم يسيروا مع القطيع، بل اختاروا أن يقولوا: "كفى". وإذا كانت السياسة في مصر تبحث عن وجهٍ جديدٍ يليق بها، فإن الدكتور رضا عبد السلام هو ذاك الوجه النظيف الذي يذكّرنا أن الوطن لا يُبنى بالصراخ، بل بالعلم، ولا يُقاد بالشعارات، بل بالعقل.
وفي النهاية، من أراد النهضة فعليه أن يصوّت للفكر، لا للوجه، للصدق لا للزيف، للذي يعيش بين الناس لا فوقهم. فالصوت الذي يُمنح لرجلٍ من طينة الدكتور رضا عبد السلام ليس تصويتًا لشخص، بل لوطنٍ يحاول أن ينهض من جديد.
النهضة تبدأ من الفكر.. والبرلمان طريق لا غاية
في عصرٍ تكثر فيه الوعود، وتزداد فيه الشعارات، تصبح الكلمات مجرد رياحٍ تهب على وجوه الناس، لكن الفكر الصادق يظل كالنور الذي لا يخبو. ومن هنا تظهر رمزية تجربة الأستاذ الدكتور رضا عبد السلام، الرجل الذي لم يدخل السياسة ليبحث عن مقعد أو سلطة، بل ليقدّم رسالة أعمق: أن النهضة الحقيقية تبدأ من الوعي، وأن البرلمان طريقٌ لا غاية، وأن أي قوة حقيقية للمواطنين تبدأ من فهمهم، لا من تصفيقهم.
النهضة في فكر الدكتور رضا ليست شعارًا يُكتب على لافتة، بل مشروع حياة، تبدأ من الإنسان البسيط الذي يكافح يوميًا من أجل لقمة عيشه، وتمتد إلى مؤسسات الدولة لتعيد ترتيب أولوياتها بحيث يصبح الشعب هو الأصل، لا الوسيلة. من خلال مسيرته الطويلة في القانون والاقتصاد، ومن خبرته الدولية والمحلية، يرى أن كل سياسة بلا فكرٍ عميق لا تختلف عن سفينةٍ بلا دفة، وكل تشريع بلا رؤية اجتماعية يظل مجرد حبرٍ على ورق.
لذلك نراه يسير بين الناس، لا يختبئ خلف واجهات الدعاية، ولا يركن إلى المال أو النفوذ. يضع يده على كتف الغلابة، ويستمع لكل همسة، ويترجم كل معاناة إلى فكر وإلى خطة، ليس كي يعد بشيءٍ مؤقت، بل ليزرع بذرة وعيٍ طويل الأمد. وهو يعلم أن السلطة ليست غاية، بل وسيلة، وأن البرلمان أداة لصناعة فرقٍ حقيقي، لا منصة للظهور.
في هذا السياق، يصبح انتخاب الدكتور رضا عبد السلام أكثر من مجرد قرارٍ شخصي، بل فعل وطني وفلسفي: فعل يقول إن المواطن قادر على اختيار من يُمثله بعقل ونزاهة، فعل يرفض أن يُخدع بالمال أو بالوجوه، فعل يؤكد أن السياسة ليست لعبة صغار، بل مسؤولية كبرى تبدأ من الضمير قبل الصندوق. وهو يعلم أن هذا الطريق صعب، لأن النزاهة والوعي لا يُستعان بهما بسهولة في عالمٍ يركض وراء المال والشهرة، لكنه يعرف أن الاستمرارية في الصدق تثمر أكثر من أي حملة دعائية.
ومن هنا، تحمل فلسفته الاقتصادية والاجتماعية بعدًا إنسانيًا: كل قرار يتخذه يجب أن يراعي من يعيشون على هامش الحياة، من يسكنون الضواحي والأرياف، من يكافحون من أجل أبسط الحقوق، لأن النهضة ليست للكبار فقط، بل للجميع. يرى أن التنمية لا تُقاس بالمصانع والطرق وحدها، بل بالقدرة على الوصول إلى قلب كل مواطن، وبتمكينه من اتخاذ قراره بثقة، وبأن يعرف أن صوته يُسمع ويُحتسب.
البرلمان في فك

تعليقات
إرسال تعليق