تغطية / نـافال نـيوز — الترجمة والتحرير: أيمن بحر
نشرت صور أقمار صناعية التقطت فى حوض بناء سفن بالصين تظهر هيكلاً بحرياً غامضاً بطول يقارب 65 مترًا، ويتميز بتصميم شبيه بالترماران وغطاءات مكثفة على أجزاءه العلوية. محلّلون عسكريون يشيرون إلى احتمال أن تكون المنصّة إما حاملة للطائرات المسيرة البحرية أو سفينة ترسانة شبه غاطسة مزوّدة بخلايا إطلاق عمودية، ما يجعل منها «ترسانة عائمة» محتملة تؤشر إلى تحول تكتيكي في استراتيجية البحرية الصينية.
التفاصيل — ماذا تُظهر الصور وما دلالاته؟
أظهرت لقطات الأقمار الصناعية بناء هيكل طويل ونحيف مع بنية أمامية مكعبة ومناطق مغطاة بأغطية كبيرة (tarpaulins) بشكل غير مألوف، بالإضافة إلى مؤخرة تحمل هدبَي؛ سمة توحي بالتصميم الترماراني (trimaran) الذي يمنح استقرارًا عاليًا وسرعة أفضل مقارنة بالهيكل التقليدي.
طريقة التخفي والتغطية غير الاعتيادية في الحوض دفعت المحلّلين للحديث عن مشروع حساس للغاية قد يحمل أنظمة غير معلنة.
الاحتمالات الفنية: حامل مسيّرات أم «ترسانة عائمة»؟
المحلّلون العسكريون يضعون احتمالين رئيسيين بناءً على الشكل والقياسات المرصودة:
1. منصة لحاملات الطائرات المسيرة (Drone Carrier):
سطح عمل محدود ومنطقة أمامية مكعبة يمكن أن تستوعب منصّات انطلاق أو حظائر لتخزين وطَيّ الطائرات المسيرة البحرية.
تصميم الترماران يساعد على ثبات السفينة أثناء عمليات إطلاق واستعاد ة الطائرات على سطح البحر.
2. سفينة «ترسانة» شبه غاطسة (Arsenal Ship / Semi-submersible missile carrier):
مساحة سطحية تبدو مهيأة لتركيب خلايا إطلاق عمودية (VLS-like cells) أو حاويات عمودية متعددة الصناديق.
إذا أُخذ الاحتمال بعين الجدّ، فستكون السفينة قادرة على حمل أعداد كبيرة من الذخائر الصاروخية القابلة للإطلاق بعيد المدى، ما يجعلها بمثابة «مخزن ناري عائم» يدعم عمليات الضربات الصاروخية.
دلائل التصميم التقنية ولماذا تُشير إلى هذه الوظائف
نحافة الهيكل وقلة البنية الفوقية: يتّسق مع سفن غير مأهولة أو طاقم محدود، حيث تقل الحاجة لمساحات إقامات واستيعاب بشرى واسعة.
الترماران: يوفر استقرارًا جانبيًا أفضل (أهمية عند إطلاق من منصّات على السطح) ويُحسّن الأداء البحري عند سرعات متوسطة إلى عالية كما يقلل من غياب الاستجابة أثناء إطلاق ذخيرة.
غطاء أجزاء السفينة بكثافة: دلالة على سرية مشروع أو اختبارات لم تُراد الإفصاح عنها للجمهور أو المنافسين.
إمكانيات التسليح والأنظمة المتوقعة (توضيح فني)
خلايا الإطلاق العمودية (VLS — Vertical Launch System):
نظام شائع يسمح بإطلاق صواريخ متنوعة (مضادة للسفن، مضادة للجو، وصواريخ صاروخية بعيدة المدى).
تركيب خلايا VLS على منصة صغيرة يستلزم تصميمًا داخليًا كثيفًا للطاقة والتهوية وأنظمة الحماية من الانفجار، لكن يظل ممكنًا في منصّات متخصّصة أو شبه غاطسة.
أنظمة طائرات مسيّرة بحرية:
يمكن أن تشمل حظائر تجهيزية، منصّات قذف ميكانيكية/قابلة للطي، ومحطات تحكم أرضية/بحرية.
الاستفادة من أسراب المسيرات تستهدف توسيع قدرات المراقبة والضربات دون تعريض الطواقم.
قدرات التخفي المنخفض البصمة:
تصميم الترماران والغطاءات يمكن أن يخفض البصمة الرادارية والمرئية، خاصة إذا دمج مع عمليات تعويم جزئية أو تقنيات شبه غاطسة.
الأهداف الاستراتيجية المحتملة إن صحت الفرضية
توسيع إمكانية توجيه ضربات بحرية وصاروخية بعيدة المدى من منصات متنقلة غير تقليدية.
نقل جزء من القوة النارية بعيداً عن الموانئ والسفن الكبيرة التقليدية، ما يقلل نقطة الضعف أمام الضربات المباشرة.
تقديم حلول شبه مأهولة أو غير مأهولة للعمليات المتواصلة في مناطق حساسة مثل بحر الصين الجنوبي أو مضايق المرور الاستراتيجية.
تحفّظات المحلّلين وضرورة التحقق
من المهم التأكيد أن التفسيرات الحالية اعتمدت على تحليل بصري لصور تجارية للأقمار الصناعية، ولا توجد حتى الآن تصريحات رسمية صينية تؤكد الطابع التسليحي أو أية مواصفات فعلية على متن السفينة. الاحتمالات المذكورة تبقى تحليلية وتحتاج لتأكيد عبر:
صور إضافية تظهر معدات إطلاق أو منصّات مسيرة بوضوح.
تصريحات أو مستندات نُسْبت لمصادر رسمية.
بيانات استخباراتية أو صور تمويهية تكشف البنية الداخلية.
ما الذى سيعنيه الظهور الفعلي لمنصة من هذا النوع؟
ظهور «ترسانة عائمة» إن تأكدت سيُغير حسابات التهديد والإجراءات المضادة: يتطلّب تتبُّعًا مستمرًا من الأقمار الصناعية، تطوير تقنيات الاستطلاع البحري، وتعزيز قدرات الدفاع المضاد للمسيرات والصواريخ. كما قد يسرّع من اختبارات وتطوير نظم مضادة على مستوى بحري وبرّي لدى الدول المجاورة والقوى الكبرى.
خاتمة
الصور الفضائية كشفت عن مشروع سفينة غير تقليدية بطول يقارب 65 مترًا في الصين، وتحليلات متخصصة تقترح أن تكون المنصّة إمّا حاملة مسيرات بحرية أو سفينة ترسانة صاروخية شبه غاطسة. حتى تتوفر دلائل أوسع أو تصريح رسمي، يبقى التقرير استقصائيًا تحليليًا يفتح كثيرا من الأسئلة حول مستقبل تصميمات السفن الحربية وتقنيات القوة النارية البحرية.
المراجع (مختصر)
تقرير Naval News بشأن صور الأقمار الصناعية وتحليله.
تحليلات خبراء الدفاع والصور المتاحة تجاريًا (تقارير مفتوحة المصدر وملاحظات تحليلية متخصصة)

تعليقات
إرسال تعليق