القائمة الرئيسية

الصفحات



بقلم د. نجلاء كثير


من كل مكان اتينا لكم بكل جديد وغريب فى عالم الاساطير والحكايات التى ظلت متوارثه لدى الأجداد والأحفاد وظل صداها حتى الآن فهيا نبدا قصه جديده حدثت بالفعل .....


اشرق يوم الزفاف الذى كانت تنتظره سعاد كل يوم منذ خطوبتها لمحمود .....

وخرجت من غرفتها بمنزل ابيها لتجد كل من بالمنزل فى مشغولين للاستعداد لحفل الزفاف وتعلو الضحكات فى أرجاء المنزل وكذلك الزغاريط والهمسات والأحاديث المليئة بالفرح والسعادة البالغه لتلك العروس الجميلة ذات الحسب والنسب .....

وتمر الساعات بسرعه ويتم الزفاف وسط الجميع لتذهب العروس لبيت العريس الذى سوف يعيش مع اسرته فى بيت ريفى بسيط ....

وتمر ليلة الدخله بسلام ويأتي الصباح مسرعاً ويتوافد أهل العروسين للمباركه والاطمئنان عليهم وهكذا عدى اليوم الثانى والثالث بسلام ولا يعكر صفو العروسين شىء سوى ذلك الحلم المزعج الذى كان مرافق للعروس فى الفتره الاخيره قبل الزفاف وبعده والذى حدثت أهلها عنه فأخبروها بالكتمان لعله من أضغاث أحلامها ولعله ناتج عن الضغوط الاخيره التى تسبق الزفاف ......

ولكن لماذا لم يختفى بعد الزفاف رغم حالة الفرح والسعادة التى تغمر العروسين والأحلام التى أصبحت حقيقيه للأثنين فماذا بعد يدعو لذلك الحلم ....

ففى ليلة الدخلة استيقظ العريس على صرخات مكتومة تصدر من عروسه ونظر إليها ليجدها مغموره بعرق غزير وتصيح بزعر لا لا لا ارجوك اتركنى وارحل والدموع تسيل على خديها وتنهج كأن أقدامها تسابق الريح فى حلمها ......

فأيقظها عريسها فوراً لترتمى فى أحضانه معلنة انا خايفه جدا يا محمود خايفه ....

ولكن ما الذى يفزع العروس إلى هذا الحد ؟؟؟!!!!

وحاول العريس معرفة مابها وبماذا كانت تحلم ولكنها بعد أن أهمت لتخبره تذكرت كلام أهلها وان تكتم ما تحلم به فهو مجرد حلم ليس إلا رغم تكراره مراراً و تكراراً ......

وهكذا الليله الثانيه والثالثه كادت تمر مثلهم لولا أن محمود أصر أن يعرف لتخبره سعاد انى فى الشهور الاخيره قبل الزفاف تحديداً منذ ثلاث شهور وانا جالسه مع صديقتى أمام المنزل إذ بكلب اسود يمر من أمامنا فناديت عليه واحضرت له كسرة خبز فأخذها واكلها وانصرف ومنذ ذلك اليوم أجده ورائى فى كل مكان يرمقنى بنظرات مفزعه لا يفارقنى ابداً سواء أن كنت خارج المنزل أو داخله لا اعرف لماذا أجده فى كل مكان وكيف حتى إذا سافرت لتحضيرات الفرح أراه فى كل مكان لدرجة انى فقدت رشدى وتساءلت هل انا احلم أن أن ذلك حقيقى وأنه يسافر ويعود ويدخل ويخرج فى كل مكان بلا تحفظ حتى أنه أصبح ياتى لى فى احلامى وهو يلاحقنى وانا أجرى وهو ورائى وعندما التفت إليه أجده لا ينبح بل يتكلم بصوت مرعب ويقول سعاد انى احبك انتى زوجتى ولن اتركك انتى لى انا فقط .....

وتستيقظ مفزوعه من هو شكله وصوته ليعود الحلم فى اليوم التالى وعند خروجها من المنزل يتعقبها فى كل مكان .....

وهنا تتفاجىء سعاد بضحكات محمود وقوله ياشيخه فزعتينى عليكى حلم مجرد حلم تلاقيكى بتخافى من الكلاب ليس إلا نامى نامى 

وتعود سعاد للنوم ويعود الحلم للمجيئ ...

وها هو ثالث يوم بعد الزفاف وقد نزلت سعاد لقضاء شغل بيت اسرة زوجها وطلبت منها حماتها أن تنظر من بالباب أنه والدها ولكن ما هذا الواقف من بعيد ينظر إليها أنه الكلب الاسود يرمقها بتلك النظرات المخيفه وتدخل سعاد والدها وهى تحاول أن تقنع نفسها أن هذا ليس هو الكلب فهى متزوجه فى بلد تبعد عن بلدتها بضع كيلومترات ....

وياتى المساء وتجمت أسرة الزوج لاول مره بعد الزفاف أمام المنزل يتبادلون الأحاديث والضحكات ولكن فى لحظه من تلك اللحظات ظهر كلب ينظر لسعاد ويتسمر أمامها دون غيرها فارتعدت جوارحها خوفا ولاحظ الجميع وقامو بطرد الكلب وتمضى الليله ويذهب الجميع للنوم لتمر بسعاد نفس الاحلام .....

وتستيقظ سعاد ويمر اليوم وياتى المساء ولكنه كان مميز جدا هادىء نسمة رياح رقيقة وتجمع أهل الزوج كعادتهم على المصطبه ( مكان معد للجلوس جنب الحائط) واليوم قرر الجميع العشاء خارجا على تلك المصطبه وأثناء الطعام ظهر الكلب الاسود من جديد يرمق سعاد بنظرات العتاب والحزن ولاحظ محمود فنظر للكلب وقال يوووه ماله الكلب دا كل يوم يبص لمراتى كدا وكأنه بيستعطفها ويعاتبها وقال فى صوت عالى عجباك خدها !!!

....

وهنا كانت الصدمه الكبرى فقد اختفت العروس بمجرد أن قال عريسها تلك الكلمات ( فص ملح و داب )....

بحث الجميع عليها فى كل مكان بلا جدوى وعلم أهلها بما حدث فى بداية الأمر لم يصدقوا احاديث الزوج وأهله ولكن وصل هذا الحديث لشيخ جليل بالبلده وذهب لاهل الزوج والزوجه واخبرهم أن هذا الكلب هو جنى عاشق وقد اخذها بعد أن سمح له الزوج بذلك عندما قال عجباك خدها وأنها أصبحت وفقا لمعتقداتهم زوجته و لن تعود إلى عالم الانس مره اخرى 

وهنا كان الوضع السائد هو الصمت والفزع والبكاء ذهبت سعاد بلا عوده ...

وتحمل أهلها مرارة عدم تصديقها والسعى وراء حلمها لو كانوا يعلمون أنه لم يكن مجرد حلم ربما كانوا انقذوها من براثن الجنى العاشق ...

ويسدل الستار على قصة سعاد والجنى ...

والى اللقاء فى قصة أخرى حقيقيه 100%

تعليقات