الأديبة والمفكرة الدكتورة جعدوني حكيمة.
مقتطف من كتاب تأويل الأحرف في القرآن الكريم.
الحروف المقطعة نجدها على شكل حروف هجائية في بدايات 29 سورة من القرآن العظيم.
{الم}: البقرة، آل عمران، العنكبوت، الروم، لقمان، السجدة، {المص}: الأعراف، {الر}: يونس، هود، يوسف، إبراهيم،
الحجر، {المر}: الرعد، {كهيعص}: مريم.
{طه}: طه، {طسم}: الشعراء، القصص.
{طس}: النمل، {يس}: يس، {ص}: ص.
{حم}: غافر، فصلت، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف، {حم، عسق}: الشورى.
{ق}: سورة ق، {ن}: سورة القلم.
ما نلاحظه في بادئ الأمر، هو أن بعد هذه الأحرف تأتي آيات تشير إلى أنها عبارة عن كتب، وما سنتطرق إليه من خلال هذا الفصل، لتبيين أنها لم تذكر هكذا عبثا.
{الم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) } سورة البقرة.
{المص (1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ(2)} سورة الأعراف.
{الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ(1)}سورة يوسف.
{حم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }سورة الأحقاف.
{ق ۚ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ(1)}سورة ق.
من بين الأسماء المذكورة في القرآن الكريم، والتي علّمها الله لآدم عليه السلام، هي أسماء الفعل في مطالع بعض السور. تلك الأسماء هي الأفضل والأكمل، غريبةٌ على إدراك الشخص العادي، إذ لم يسبق وأن لفضها أحد بشكل صحيح. وإذا نزل هذا الاسم عبر السماوات، حفّت به الملائكة من كلّ جانب، نظرا لقوته النورانية وهيبته في الكون.
بسم الله الرحمن الرحيم
{قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ} سورة البقرة 32.
{قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ}سورة البقرة 33.
وهنا الملائكة تقرّ أنها لا تعرف الكثير عنها أيضا، ولذلك ذكر علم الأسماء في القرآن العظيم بشكل مرمز في قول الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
{كَلَّا لَو تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ 5 لَتَرَوُنَّ الجحيم 6 ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ}
سورة التكاثر.
وهنا، يقصد أن علم هذه الأسماء يدعى "علم اليقين"، ولذلك قلت إن القرآن العظيم فيه علوم أخرى غير التي ألفها الإنسان، وهي أيضا من مفاتيح الغيب.
سأعطيك مثالا بسيطا:
لما يكون لديك جملة من عدة كلمات وتريد أن تبسّطها، تستخدم رموز معينة، في علم الكتاب يسمى "اسما"، وهذه الأخيرة لديها مفتاح، وهو عبارة عن اسم من بين تلك الحروف التي تكون في بدايته ووسطه ونهايته حسب التغيير في حركة الحرف.
مثلا:
{ألم} في كل سورة لديها اسم مختلف، وذلك بإضافة حرف في الوسط وفي الأخير فيصبح كتابا، كما يسمى عند الله تعالى، وأما بالمفهوم الآدمي فيكون رسالة. وسأوضح طبعا
{ألم} التي في بداية سورة البقرة، هي مفتاح إذا استخدمته، تنزل الملائكة عبر السماوات نحو الأرض مثل الشيفرة، وتفتح لك أبواب السماوات، الواحدة تلوى الأخرى.
بسم الله الرحمن الرحيم
{ألم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) } سورة البقرة.
يعني {ألم} حين نضيف إليها بقية الحروف، تصير اسما لمفتاح غيبي ويطلق عليه كتاب، لما تحمله وتمرّ على ملائكة السماوات فيقرؤونه، ويسمحون لك بالعبور.
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ} سورة المدثر 31.
العلم الغيبي في هذه الآية ورد ذكره في الاسم {يس} من سورة يس، بإضافة حروف له، هو اسم لجنود الغيب، التي تنقل كل ما يخصّ المخلوقات، باستثناء الإنس.
بسم الله الرحمن الرحيم
{ حم عسق } سورة الشورى.
{حم} اسم لمفتاح غيبي يتعلّق بحركة الكواكب والمجرّات والكون، ويعني تسخير "حجر الملائكة" الذي يتمنّى "السامريّ" امتلاكه.
{عسق} مكوّن من اسمين، بعد إضافة أحرف أخرى له. يستعمل في تهيئة المستقبل والحاضر، وإذا تمّ استخدامه كما يجب، فإن الأرض تتصدّع فجاجا فجاج.
{كهيعص} هي أسماء ثلاث؛ لمنح الحياة بشتى أنواعها.
{ص} هي اسم، بعد إضافة حروف أخرى له، يكون مفتاح غيبي لكلّ شيء مقفل ومبعد وغائب وغير متوفر ومستحيل.
فهذا الاسم له القدرة على جعله بين أيديهم، وإذا استعمل كما يجب فلن ترى سحابا في السماء أبدا.
{المص} هو اسم ومفتاح بعد إضافة حروف له، يصبح اسمان اثنان، ودورهما هو إيقاف كل شيء متحرّك؛ الأول في السماوات والثاني في كلّ أرض، وذلك في لمح البصر.
{ألمر} هي اسم لمفتاح غيبي؛ بعد إضافة حروف أخرى له، يجعل الهواء جافّا لا يُستنشق وبكلمة يموت كلّ شيء.
{ق} هذا الاسم أعطي لسليمان النبي عليه السلام، وبه أخضع الجنّ والشياطين كلّهم، وهو مفتاح للغيب، بعد إضافة حرفين له.
{طسم} اسم لمفتاح غيبي، به يستخرج كل ما هو مدفون أو مطمور.
{ن} اسم لمفتاح غيبي، من خلاله تتنزّل الكتب المقدسة عبر السماوات إلى الأرض، وتعني أيضا كائن حيّ له القدرة على العيش والانتقال بين الماء واليابسة وتختصر في كلمة نون.
مثال:
حينما ابتلع الحوت يونس النبي عليه السلام وجد نفسه في ظلمات جوفه وبقي على تلك الحالة فترة طويلة، يتعرّض للأذى في بطنه، بسبب الكائنات الحيّة التي تلتقم من جسده الشريف، وحتى يتحرّك الحوت من قاع المحيط إلى اليابسة ويتحرّر يونس النبي عليه السلام من بطنه؛ ألهمه الله تعالى التسبيح كما جاء في قوله:
بسم الله الرحمن الرحيم
{.. فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أن لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}. سورة الأنبياء 87.
إذا أخذنا الآية: {أن لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}، نجد أن عدد حروفها 35 حرفا، مرتبة من الحرف أ، ...إلى ...ن، ترتيب هذه الحروف ولفضها يعطي تردّدا كهرومغناطيسيا، يعمل كما البوصلة الأرضية المغناطيسية، مما أدّى في الأخير إلى انتقال الحوت من أعماق المحيط إلى السطح ثم إلى اليابسة، وهكذا تمكّن يونس النبي عليه السلام من النجاة.
. . .

تعليقات
إرسال تعليق