القائمة الرئيسية

الصفحات

الكتاب الأزليّ الذي لا تُدركه أدوات المخابر.



الأديبة والمفكرة الدكتورة جعدوني حكيمة.


مقتطف من كتاب تأويل الأحرف في القرآن الكريم.


هل حقّا تعرفون ما هو علم الكتاب، أيّها الملاحدة العقلانيّون، ويا أيّها المبجّلون للتكنولوجيا وللمريخ، والقمر الذي استنتجتم أن لا وجود لشيء حوله غير صفير الفراغ، 


طبعًا، تعرفون أن العلم هي تلك الأسئلة الوحيدة التي تطرحونها على صفحاتكم ومجموعاتكم !!!  

       ( اسمحوا لي أقلّدها هنا )

لو كان الله موجودا، لما كنّا نعيش الدمار

|وتطلقون ضحكات جنون الرجل المريض| 


أرونا أين هو هذا الله الذي يقول إنه خلق السماوات والأرض ؟؟؟ نحن نعرف فقط أن من يحمل السفن هي قوانين وطاقة خفية ...


أكملوا هيا لأرى؟؟؟؟ (عمل غير موفق)


وذلك الذي يقول: اسمح لي، لا تتحدّث لي عن القرآن الكريم، أناااا أنا ...

ومن أنت؟؟؟؟ 

أنا اعتنقت ديانة ثانية لم يعد هناك رابط بيني وبين قرآنكم ... ، 

أحقّا! تصدّق ما تقوله لنفسك! 


قرآننا والذي لا تعرفه، قد تبرّأ منك وأنت معتنقاً له، لأنك وبكلّ بساطة فارغ وستضلّ فارغًا خاويًا، فماذا يريد بك!؟ إن مسيحيّتك تلك، جزء لا يتجزّأ من الكتاب العظيم. اذهب ابحث لك عن شيء يمكن فصله عن رحمة الله، متأكد أنه لا يوجد، لذلك اخرس والزم حقيقتك التي قطعًا لا تعرف عنها شيء. 


تسجدون لمن نوّموا وخدّروا أطراف وعيكم، تقدّمون لهم الولاء الوفي، ونسيتم من له الفضل في وجودكم. 


أكيد لأنكم ناكروا الجميل، والقلم يدوّن في خطاياكم الكثير، فماذا تريدون أنتم بكتاب، لا ينال دراية ما فيه إلا ذاك الذي ولد غير عربيّا، ولم يكن شيخا ولم يدرس الفقه ولكن شدّ انتباهه لأوّل مرّة سطر واحد من القرآن الكريم فقال: 


-"من كتب هذا ؟؟ كيف ولماذا ؟؟ ما غايته؟؟؟ ما هذه اللغة ؟؟؟ ماذا يقصد بها ؟؟؟ لماذا سمي القرآن؟؟؟ ما دوره؟؟؟؟ من حمله؟؟؟؟ كيف وصل إلينا؟؟؟"- 


غاص في درب القرآن الكريم، فبات القرآن مأكله ومشربه ونومه وصديقه وحبيبه وناصره ... 


لم يرسم مفتاح "صول" ورتب وانتقى "المقامات" وحمل "الميكروفون" ثم غنّى كلمات القران الكريم، الذي فيه علوم عن السماوات والأرض على ايقاعٍ طربيّ، بقي بينه وبين " الغناء " خطوتين ويحضر الجوق ..... ثم هلمّوا للمرح. 


بل تهجّأه، سهر الليل والنهار يقلب السطور ويتقفّى معنى الكلمات، يحرث أرض الصفحات ويزرع عليها بذور انهماكه وتساؤلاته وتحليلاته وتفكيكاته، أخذ المشرط وشرّح أعصاب الحروف وأحشاء معانيها، أرهقه التدبّر ونالت منه الحيرة، وسال منه تعرّق الجهد والكدّ، لقد قرأ مكتبات بأكملها من التفسيرات والشروحات، فلم يجد فيها ضالته غير الصادقة منها .... ثم انغمس مجددا في التفكيك والتجزئة والضمّ والمقارنة والمفارقة والاستدلال والتمحيص والتبسيط... 


تعلم اللغة العربية وزاد على قواميسها من الكتاب الكريم ليكتمل له المعنى، تفحّص وتمعّن، وتأنّى، وكرّس ماله ووقته، كل تساؤلاته أهدرها في القران الكريم.


كل فضوله كبّه في الكتاب .... ولما أتى اليوم المعلوم ورفع رأسه، وجد أن كل ما تحتاجه البشرية والأقوام موجود في الكتاب وهو القران العظيم.


إنه رجل من أصل آدمي واسمه البشري .... 


والذي كانت هذه المعجزات من آياتٍ، تناديه منذ آلاف السنين كي يفكّ رموزها المهولة، ويفتح بواباتها على المصراعين وينجد العالم... 


ولقد استجاب، وفعل دون تأخّر 

دون مماطلة، دون استغفال، دون ودون ودون ودون...


لقد أخرج لكم العلم الذي أدرتم عنه وجوهكم، مبدين غفلة كبرى، وزلّة ومعصية فادحة، 


أثبت لكم بأن الله موجود، وسبب عدم شعوركم به هو طبقات الوسخ على نظارات استعباطكم البالغ، واستهزاءكم من أي شيء يخصّ نقيض عالمكم الذي امتلئ بالإهانة لأنفسكم قبل كل شيء. 


هذا البشري هو الوحيد مع الأنبياء والصالحين، الذي دلّكم على مرسى الحقيقة وسبل النجاة، 


هذا البشري هو الوحيد بين المخلوقات الذي لقّنكم دروسًا لم تفقهوها من قبل 


هذا هو المؤمن الوحيد الذي أثبت وبالدليل والبرهان القاطع أن الكتاب العظيم هو العلم وهو كل شيء تبحثون عنه، هو التكنولوجيا الحقيقية التي يبدو ما عندكم من تقليد أمامها، كالهشيم المحترق والرماد المتبلل بالغبار ... 


الرجل المؤمن هو الوحيد، الذي شرح وفسّر القرآن الكريم بالدقة والموضوعية والمنطقية الصادقة والواضحة والصافية والغنية والثرية والصافية والقدسية،


هذا هو الرجل الوحيد، الذي يخاف الله ويعلم جيدا من يكون الخالق، ويستشعر قمة غضبه ودرجة نوره ومنافذ عوالم أكوانه، 


هذا هو الرجل الوحيد، الذي فهم وأفهمكم ما هي المعجزة وقوانينها، وأنها لا تأتي عبثاً منثوراً، كما هو سائدٌ عندكم، 


هذا هو الشخص الصالح، الذي انتظرته الأمم آلاف السنين، لأن غايته لم تكن كغايتكم، هو غايته نشر الحقيقة والدفاع عن الله وأنبيائه ورسله، وأنتم غايتكم الظهور على الشاشات ونيل رضى شعوبكم التي قضيتم عليها بالكذب والتفاخر والتظاهر، هو غرضه معرفة العلم الصحيح، وأنتم غرضكم نفي وإهلاك العلم الصحيح، ولن تقدروا على ذلك، أنتم قلتم إن هذا إعجاز، وهو قال: إن هذا ممكن ولا شيء أصعب ولا شيء مستحيل، وأمام أعينكم رأيتم ما لم تحلموا به قط، هو آمن بالله وسلطانه المبين، وأنتم جعلتم لله ندًّا وبه أمنتم وبعتموه عقولكم، 


أعتذر منكم جميعا، صغيركم وكبيركم، حاكمكم وسلطانكم، وشعوبكم وحتى ما عليه تقدرون، فإن المؤمن في كفّة وأنتم بالنسبة لي غير موجودون... 


فلو كنتم كذلك، لكانت أعماركم خالدة، ومياهكم صافية، وناركم باردة، وشوارعكم نقية، ونفوسكم وأرواحكم طاهرة، وأجيالكم وسيمة بالحياء وجميلة بالأخلاق، ومدارسكم جامعة للانضباط والاحترام والتربية، وفتيتكم وفتياتكم أنقياء، أقوياء، أشداء، مؤمنين، وكنتم بالوالدين أبرار، وللاستبداد والإعتداء قُهّار، وللخير أبطال وأنصار، ورجالكم مدافعين، عن أوطانهم وضعفاءهم ونسوتهم وشيوخهم، وبلدانكم موحدة، متماسكة، متآزرة، مشيدة بمكارم الوقار، ومزيّنة بالورد والريحان، ومعطرة بالجهود والرحمة والعطاء والحشمة وطيب الأنسام.


ولو كنتم درستم حقا القرآن كما تدّعون ولم تلقوه في غياهب ظلمكم وتهجروه هجرًا بشعا، فأنتم حتى لم تتركوه في حاله دون سبّ ما ورد فيه والافتراء على أبطاله، وولو وولو ....، ولو فعلاً استبصرتموه، لبنيتم ممالكا في السماء وفي أعماق البحار، لغرب المرض والسوء والغباء والتقصير من خرائط نواياكم، لحاربتم الفقر والظلم وشر الأنفس، لتصدّيتم للباطل والحروب والفساد بكل أنواعه، وعشتم في السكينة والطمأنينة والأمن والسلام.


لكنكم أخطأتم عندما آمنتم بعدوكم (الملك الشيطان) ويمكنني القول إن عدوكم لم يؤمن بكم يومًا وهو يستعبدكم إلى يوم هلاككم المبين، كما إن الله سبحانه وتعالى لن يعذبكم، كما سيعذبكم | قائدكم الشيطان |، طالما شاهدتم السينما ولم تتعلموا شيئًا منها لحد الآن،


كون الغباء يرقد معكم في المأوى ويتبعكم أثناء الترحال ... ذلك المشهد الذي يكون فيه القاتل هو صديق الضحية، يبدو واضحا، إن حتى عدو الله طالما أنبه الضمير ونبهكم من خبثه عن طريق ثغرات غير واضحة، لكن لا حياة لمن تنادي.... 


لا حياة...


وبالصوت المرتفع أقول: إن أقواكم علماً ومنطقاً، أدبًا وتربيةً، أخلاقًا ومجهودًا وتكريسًا وتضحيةً، ووعيًا وإيمانًا، إخلاصًا ووفاءً ونبلاً، عزةً وزهدًا وثقافةً، وجدارةً وصرامةً وتخطيطًا وذكاءًا وفطنة ورشدًا وعبقريةً وحكمةً هو المؤمن بالله الأحد. 


وهو الذي يستحق علم القرآن الكريم، وهو ملك عليكم في الحياة الدنيا والآخرة،


شئتم أم أبيتم. 


الدوام للحقّ وحده.

تعليقات