======================
كتب / سمير أبو طالب
======================
في مشهد يجسد معاناة البسطاء وآمالهم، وقف الحاج محمد عزب أبو هاشم، رجل خمسيني من إحدى العائلات الفقيرة بكفر أبو الريش ومنشية اباظة أمام مبنى محافظة الشرقية حاملاً أوراقه البسيطة وابتسامة متعبة تخفي خلفها سنوات طويلة من الكفاح الحاج محمد عزب، الذي كان يعمل في أعمال يومية متقطعة، وجد نفسه مؤخراً بلا مصدر ولا دخل ثابت بعدما أقعده المرض عن العمل الشاق وقعد على بترينة صغيرة لبيع السجائر ورغم ذلك لم ييأس، فقرر أن يلجأ إلى مسئولى مجلس المدينة بطلب لا يتجاوز أحلامه الصغيرة: كشك بسيط يبيع فيه السجائر والجرائد والحلوى ليأكل منه عيش بالحلال ويعول أسرته ولدين وبنت مش عارف اجهزها .. ف أنا الآن اسكن في إيجار ولم أملك أن ادفع الكهرباء والمياه وهما بالكارت .. وعندى ولدين في الثانوي الصنايع بقرية الزنكلون بمحافظة الشرقية لم أستطع أن أسدد المصاريف الدراسية لهم لأنى لااملك شيئ لأني مريض ومركب شريان وتعرضت لجلطه وعندى أوراق طبية تثبت ذلك .. فرجاء من السيد المهندس حازم الأشمونى محافظ الشرقية مساندتى ومساعدتى .. يقول محمد عزب أنا مش طالب صدقة ولا معونة، أنا عاوز أشتغل بعرقي، كشك صغير أسترزق منه وأربي عيالي. نفسي أعيش زي أي بني آدم بكرامة." .. أمله أن يجد صوته صدى عند المسؤولين، خاصة أن مثل هذه الأكشاك الصغيرة كانت دائماً طوق نجاة للعديد من الأسر البسيطة، توفر لهم دخلاً ثابتاً يحميهم من الحاجة ويمدهم ببصيص من الأمل .. مطالب الحاج محمد ليست فردية، بل تعكس واقع الكثيرين من البسطاء الذين لا يريدون سوى فرصة عمل شريفة تحفظ كرامتهم وتؤمّن مستقبل أولادهم. ويبقى السؤال: هل يستجيب المحافظ لنداء الرجل البسيط ويمنحه تلك الفرصة التي قد تغير مجرى حياته؟
تعليقات
إرسال تعليق