نصر الصابرين
شمسُ غزّةَ أشرقتْ بعدَ العَنــاءِ
وغدتْ تُغني الفضا لحنَ الإبــاءِ
جُرحُها سِفرٌ منَ الدمعِ المُــــرا
وصُمودُ الحُرِّ يعلو كالمُنـــــى
نامَ في أحشائها قهرُ الزمــــانِ
واستفاقَ اليومَ حلمُ العائدِيــــنَ
كلُّ دربٍ في ثراها قد روَتــــهُ
كفُّ طفلٍ، أو دعاءُ الطاهريـــــن
يا عيونَ المجدِ في سهلِ الرُبــــى
ها هنا سطّرتِ صبرَ الأوّليــــن
كمْ شقيقٍ فُقِدَ، لكنْ بقيـــــنا
نزرعُ الدربَ قناديلَ اليقيــــنَ
يا ترى، من غيرُ غزّةَ يحتــويـنا؟
إنَّها القلبُ، ومحرابُ الحنيــــنَ
في جراحِ الأمِّ ألفُ انبـــــلاجٍ
وفي كفِّ الطفلِ نورُ العائديـــــن
صوتُ من في الأسرِ يبكي ثم يُنـادي:
“ها أنا قُربَ المدى رغمَ القيــــودِ”
وبلادي، رغمَ نارِ الحاقديــــنَ
تستقي ضوءَ الفجرِ من سُجــــودي
كلُّ حجرٍ في ثراكِ قد صـــــلاّ
كلُّ وترٍ عزفَ المجدَ المنضــــدَا
يا غزّة، قد أتيتُكِ والرجــــا
يملأ الأرواحَ، شوقًا مُؤبّــــــدَا
حمداً لله على سَــــلامِ التــــرابِ
وعلى صبرِكِ في وجهِ العذَابِ
والسلامُ الآنَ من ربّ الســــماءِ فنعمَ عُقبى الدارِ﴾.. يا أرضَ الوفا
تعليقات
إرسال تعليق