احمد الشبيتى
أنا معلم ومربٍّ، أستقبل أبناءكم كل يوم، وأسهر على تعليمهم وتربيتهم، أشرح لهم، أتابعهم، أنصحهم، أداوي جراحهم الصغيرة، وأتحمل عنكم مسؤولياتكم الكبيرة.
تطلبون مني:
ألا أضرب!
ألا أصرخ!
ألا أُخرج تلميذاً من الفصل!
وأنا حريص على أن يكتبوا، أن يفهموا، أن يناقشوا، أن يحلّلوا، أن يحضّروا دروسهم.
أراهم في مقاعدهم: طبيب الغد، مهندس المستقبل، سفير الوطن، مزارع الأرض، وأستاذ الأجيال.
أتابع دفاترهم، حقائبهم، أخمد الشغب، أنهي النزاع، أنصر الضعيف، أفرض النظام، أزرع العدل بينهم، أرتّب جلوسهم، أنبّههم على مظهرهم، أربط حذاءهم، وأمسح دموعهم.
أنا من أعرف في فصلي اليتيم والكريم، السقيم والمجتهد، الكسول والنبيه، فأعطي كل ذي حق حقه.
أنا من يهوّي الفصل، يحافظ على نظافته، يجمّل جدرانه، يراقب هندامهم، ويُرَبِّي قبل أن يُعَلِّم.
أنا الطبيب أحياناً، والممرض أحياناً، والمسعف دائماً.
أمسح رعاف تلميذ، وأسكّن حُمّى آخر، وأواصل رغم أوجاعي وصداعي وهبوط سكري.
أحترق وأنا أوزّع النقاط، فينهزم قلبي أمام الضعفاء، وأُتَّهم أنني السبب!
فارفعوا القبعة للمعلم، بادروا بتحيته، اعترفوا له بالفضل، ولا ترضوا له الإساءة.
فالمعلم هو الشريك الأول في تربية أبنائكم، وهو الموظف الوحيد الذي يقف ليقدّم الخدمة، فيما المتعلم جالس يتلقّى.
تعليقات
إرسال تعليق