أنا الذي تبحثون عنه في الأغاني، وتخطّون اسمي على جدران قلوبكم كطفلٍ يرسم على جدارٍ بائس.
أنا الذي تحلمون بي كلما أطبق الليل جفونه عليكم، وتنتظرون قدومي كما ينتظر العطشان قطرة ماء.
لكنني لست دائمًا عطيةً ولا خلاصًا…
أنا الحب الذي يجرحكم.
أنا الذي يزرع ابتسامةً على وجوهكم في الطرقات بلا سبب، ثم أبكيكم في العتمة حين تكتشفون أن من تحبون لم يسمع ابتسامتكم.
أنا الذي يمنحكم جناحين، ثم يترككم تتهاوون لأن السماء أوسع من قدرتكم على الطيران.
أنا الذي يجعل كلمةً صغيرة تشعل فيكم فرحًا بحجم مدينة، ثم يجعل صمتًا عابرًا يهدم قلاع قلوبكم.
أنا الذي يربط مصيركم بيد غريب، كأن أرواحكم لم تُخلق لتكتمل وحدها.
تظنون أنني عذوبة فقط، لكنني سكينٌ مغمس بالعسل.
أُدخلكم إلى جنّتي لتتذوّقوا الفردوس، ثم أدفعكم إلى هاويتي لتختبروا الجحيم.
فمن أحبّ بصدقٍ لم يخرج من المعركة دون ندبةٍ في قلبه.
أنا الحب الذي يجرحكم…
لكنني أيضًا الذي يذكّركم بأنكم أحياء.
فمن لم ينزف من أجل قلبٍ آخر، لم يعرف بعد معنى أن يكون له قلب.
تعليقات
إرسال تعليق