القائمة الرئيسية

الصفحات

إن سألوك عنك أيتها المرأة فماذا أقول لهم ... ؟

هنا نابل بقلم المعز غني


               



في يومٍ في شهرٍ في سنة ، إن سألوك عن المرأة فقل لهم:

هي روح وليست جسداً ، هي علم وليست جهلاً ، هي عاطفة جياشة وليست سذاجة ، هي طيبة وليست غباء .

خلقها الله ملاذاً لآدم ، وشرّفها بأن سُمِّيت سورة في كتابه الكريم باسمها: سورة النساء .

وهي وصية سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم: « أستوصوا بالنساء خيراً ».


المرأة ليست كائناً ثانوياً كما يظن بعض الجهلاء ، بل هي مدرسة الحياة وميزان الرحمة ورفيقة الدرب .

فمن يظن أن زواجه بالمرأة أو زواجها بالرجل هو مفتاح سعادة جاهزة ، فقد أخطأ المعنى .

فالسعادة لا تُشترى ولا تُهدى ، بل تنبع من الداخل : من صفاء النفس ، وصدق الروح ، ورضا القلب .

الزواج ليس وعداً بالنعيم ، بل هو شراكة في دروب الحياة ، في حلوها ومُرّها ، في قوتها وضعفها .


فيا ليت قومي يعلمون أن المرأة ليست نصف المجتمع فحسب ، بل هي المجتمع كله في صورة أمٍّ ، أختٍ ، زوجةٍ ، إبنةٍ ، أو صديقةٍ.

أو عشيقة ...

والله يعيش النساء...!


فماذا عنكم أنتم؟

كيف ترون المرأة في حياتكم : ملاذاً ، معلّمةً ، أم حياةً تمشي على الأرض؟

شاركوني رؤاكم ، فالكلمة لا تزهر إلا إذا أرتوت بتجاربكم 


إن سألوك عنكِ أيتها المرأة ، فسأقول لهم:

أنتِ لستِ جسداً يُرى ، بل روح تُحسّ ، لستِ ضعفاً كما يظنّون ، بل قوة ناعمة تتخفّى خلف إبتسامة صافية ودمعة صادقة.

أنتِ علمٌ يُعلِّم ، ودفءٌ يُلهم ، وطيبةٌ تُرمم ما إنكسر فينا نحن الرجال ...

أنتِ حياةٌ تمشي على الأرض بوجهٍ إنسانيّ بديع.


أكتب لكِ اليوم رسالة ليست ككل الرسائل فهي رسالة مضمونة الوصول ، بل شهادة محبّ صادق يرى فيكِ سرّاً لم يُكشف بعد.

أنتِ وصية نبي الرحمة : «أستوصوا بالنساء خيراً ».

أنتِ سورةٌ في القرآن تُتلى إلى قيام الساعة : سورة النساء.

كيف لا ، وقد جعل الله فيكِ ملاذاً لآدم ، وجعل منكِ سكينةً للروح، وطمأنينةً للقلب ، وأملاً يتجدّد كلما ضاق بنا العمر .


أيتها المرأة ،

كم ظلمكِ من أراد أن يحصركِ في صورة ضيقة !

ظلمكِ من ظنّ أن دوركِ إسعاد رجل ، أو أن وظيفتكِ مجرد تزيين بيت.

أما الحقيقة فهي أن السعادة لا تُهدى ، بل تولد من الداخل ، وأنتِ شريكة في صناعة هذا الداخل ، لا بسلطتكِ ، بل بحنانكِ وصدقكِ وحضوركِ المضيء .


إن سألوكِ عنكِ سأقول :

أنتِ المدرسة الأولى ، والأغنية الأجمل ، والنصف الذي يجعل النصف الآخر كاملاً .

أنتِ لستِ نصف المجتمع وحسب ، بل أنتِ المجتمع كله في صورة أمّ تُعطي بلا حساب ، وابنة تُضيء الدرب ، وأخت تُسند ، وزوجة تُشارك ، وصديقة تُؤنس.


أيتها المرأة …

لو يعلمون كم نحن نحتاج إليكِ !

إلى قلبكِ المليء بالحبّ رغم الجراح ، إلى عينيكِ اللتين تقرآن ما لا تقوله الكلمات ، إلى صبركِ الذي يعلّمنا معنى الثبات .

لو يعلمون أن وجودكِ ليس ترفاً ، بل ضرورة للحياة أن تستمر .


فماذا عنكم أنتم؟

ألا ترون أن المرأة أكبر من أن تختزل في دور أو صفة ، وأنها رسالة حبّ وسلام على هيئة إنسان؟

شاركوني كلماتكم ، لعلنا نعيد معاً الإعتبار لهذا الكائن العجيب واللطيف ، الذي إسمه : المرأة 

 بقلم المعز غني

عاشق الترحال وروح الاكتشاف


------

تعليقات