إذا ازدحمت الأيام، وتكاثرت الأسئلة كأنها غبارٌ لا يُرى لكنه يخنق، فلا يُطلب المرفأ في المخلوق، بل تُلتمس السكينة في خالق الأكوان.
القرآن ليس كتابًا يُقرأ فحسب، بل مأوى تُسكن فيه الأرواح حين تتيه، في كل آية طريق، وفي كل دعاء بابٌ لا يُغلق، وفي كل حرفٍ نورٌ يُبدّد العتمة.
المناجاة لا تحتاج إلى صوتٍ مرتفع، بل إلى قلبٍ خاشع،
فالله يسمع ما لا يُقال، ويُجيب ما لا يُنطق،
ويكتب الرحمة في سجلات الغيب لمن همسوا له بالوجع.
حين تتبعثر البصيرة، وتضيع الطرق،
يُذكر الله كما يُذكر الوطن في الغربة،
وكما يُذكر النبض حين يخاف القلب أن يتوقف.
كلمات قليلة، لكنها تُعيد ترتيب الفوضى،
وتُضيء العتمات، وتربّت على الأرواح بلطفٍ لا يُرى.
وإذا ضاقت الممرات، وتكاثرت الخيبات،
فالدعاء هو الزرع الذي يُخضرّ في أرضٍ قاحلة،
وهو اليد التي تُربّت على القلب حين لا يجد من يُربّت عليه، وهو اليقين حين يتكاثر الشك، والرفيق حين يغيب الجميع.
الابتسامة ليست لأن الطريق سهل، بل لأن الرعاية الإلهية لا تغيب، والتوكل ليس لأن الأسباب مكتملة، بل لأن الأمر بيد من يقول للشيء كن فيكون.
الثقة بالله لا تُخيّب، والقرب منه لا يُورث خيبة ولا وجل، بل طمأنينة تُغني عن كل شيء.
اللهم اجعل من السكينة ظلًا، ومن الرحمة نهرًا،
ومن لطفك غطاءً يضمّ الأرواح حين تشتدّ الرياح،
واجعلنا ممن يبتسمون لأنهم عرفوك، لا لأنهم نسوا الألم.
قلم الأستاذة خديجة آلاء شريف
22/09/2025
تعليقات
إرسال تعليق