الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
في سماء الفن المصري، يسطع نجم تزداد أشعته قوة يومًا بعد يوم، نجم لا يعتمد فقط على وسامته ولا يكتفي بكونه وجهًا على الشاشة، بل يصر على أن يكون أداءه هو العلامة الفارقة وصوته الفني هو البصمة الباقية، إنه الفنان شريف حافظ، الذي استطاع أن يثبت حضوره المميز تحت أشعة الشمس، لا بوصفها مجرد رمز للضوء والدفء، بل كناية عن النقاء والوضوح والصدق الذي يحمله في موهبته ومسيرته.
فنان يبحث عن التحدي لا عن التكرار
شريف حافظ لم يسلك الطريق السهل الذي قد يختاره البعض بالركون إلى الأدوار المألوفة، بل سعى منذ بداياته إلى الأدوار المركبة، التي تحمل بين ثناياها مشاعر متناقضة وتحديات نفسية وإنسانية عميقة. فهو يرى أن الممثل الحقيقي ليس من يكرر نفسه، بل من يغامر بخوض مناطق جديدة، حتى وإن كان الطريق محفوفًا بالمخاطر. وهكذا جاءت اختياراته الفنية انعكاسًا لروح جريئة تؤمن أن الفن رسالة ومسؤولية قبل أن يكون شهرة وأضواء.
حضور يفرض نفسه على الشاشة
حين يظهر شريف حافظ على الشاشة، لا يحتاج إلى كثير من الجهد ليلفت الانتباه، فملامحه الحادة والحنونة في آن واحد، وصوته المميز، وطريقته في التعبير تجعل المشاهد يشعر أن الشخصية التي يجسدها من لحم ودم، وليست مجرد دور مكتوب على الورق. هذا الحضور الآسر جعله أحد النجوم الذين يترقب الجمهور أعمالهم بشغف، لأنه يدرك أن كل ظهور له يحمل جديدًا ويترك أثرًا.
شمس تتوسط سماء الشباب
يمثل شريف حافظ جيلًا من الفنانين الشباب الذين لم يكتفوا بالوجود كأرقام في قوائم الأبطال، بل سعوا إلى أن يكونوا حالة فنية خاصة. فهو يدرك أن الشمس التي تضيء يومًا قد تختفي خلف الغيوم إن لم تجدّد ضوءها باستمرار، ولذلك يحافظ دائمًا على توازنه بين الأعمال التجارية ذات الجماهيرية، والأعمال النوعية التي تثبت موهبته وتضيف إلى رصيده الفني.
رؤية مختلفة للنجومية
النجومية عند شريف حافظ لا تعني السعي وراء الشهرة الزائفة أو اللهاث خلف الأضواء، بل تعني عنده أن يكون للفنان مكان في قلوب الناس، وأن يترك بصمة لا تُنسى في عقولهم. لذلك تراه يختار أدواره بعناية، يبحث عن النص الجيد والمخرج المبدع والشخصية التي تستفزه ليغوص في أعماقها، حتى لو كان الدور صغيرًا، لأنه يؤمن أن قيمة الممثل لا تقاس بعدد المشاهد، بل بمدى الصدق الذي يوصله إلى المشاهد.
ظهور تحت أشعة الشمس
حين نقول إن شريف حافظ ظهر تحت أشعة الشمس، فنحن لا نصف مجرد مشهد التقطته عدسات الكاميرا في إضاءة طبيعية، بل نصف حالة نجم يواجه الحياة والفن بوضوح، لا يخشى النقد، ولا يتوارى في الظلال، بل يختار أن يواجه جمهوره بكل صدق، وأن يقدّم نفسه كما هو: فنان يبحث عن التطور، إنسان يتعلم من أخطائه، وشاب يملك من الطموح ما يكفي لأن يبقى حاضرًا في المشهد الفني لسنوات طويلة.
المستقبل الذي يُصنع اليوم
شريف حافظ لا يعيش على أمجاد البارحة، ولا ينتظر أن تهديه الصدفة أدوارًا عظيمة، بل يصنع مستقبله بوعي اليوم. يعرف أن الاستمرار أصعب من الوصول، وأن النجومية الحقيقية ليست في لحظة صعود بل في قدرة الفنان على البقاء في القمة رغم المنافسة. ولهذا يحرص على أن يظل دائمًا في حالة بحث وإعداد، يتدرب، يقرأ، ويتابع، لأنه يدرك أن الموهبة وحدها لا تكفي، وأن الشغف هو الوقود الحقيقي للاستمرار.

تعليقات
إرسال تعليق