القائمة الرئيسية

الصفحات

الصحة الفكرية وتأثيرها على سلامة المجتمع



بقلم المعز غني 

صورة الحبيب بورقيبة، رمز إشكالي في الذاكرة السياسية التونسية ، الزعيم والمجاهد الأكبر الذي ارتبط إسمه بتاريخ تونس الحديث، ما زالت إلى اليوم تثير جدلًا بين من يراها رمزًا للتحرر وبداية بناء الدولة الوطنية، وبين من يعتبرها مرآة لزمن الإستبداد وتكميم الأفواه.

 هذه الصورة ليست مجرد ملامح على جدار أو ورق، بل هي إنعكاس لذاكرة سياسية متشابكة بين الأمل والخيبة، بين المجد والانكسار. 

إن إستدعاء صورة بورقيبة هو إستدعاء لسؤال الحرية والكرامة والديمقراطية، وهو سؤال ما زال حاضرًا بإلحاح في وجدان الشعب التونسي : الشعب يريد.....؟؟؟


نحن لا نريد أن يتحدث بلساننا الجاهلون،

نحن فقط نريد كرامة وديمقراطية، ورئيسًا يحترم الإنسان ولا يظلم.

لا لرئيس يعاملنا كالدواب ويعتبر نفسه إلهًا...

إن الديمقراطية تبدأ أولًا بالصحة الفكرية، فهي البذرة التي تنبت شجرة الحرية والكرامة والديمقراطية 


في زمن تتدفق فيه المعلومات كالسيل، وتنتشر فيه الأفكار بسرعة البرق، صارت الصحة الفكرية قضية محورية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية أو النفسية. 

فالفكر السليم هو الضامن لوعي متوازن، وهو السلاح الحقيقي لمواجهة التضليل والانغلاق والتطرف.


الصحة الفكرية هي:

القدرة على التفكير النقدي وتمييز الصحيح من الباطن .

الانفتاح على الرأي الآخر دون تعصب.

وعي المعلومات والتحقق من مصادرها.

التوازن وتجنب الغلو في أي مجال، دينيًا كان أو سياسيًا أو إجتماعيًا.


أثرها على المجتمع:

الإستقرار الإجتماعي: كلما إرتفع وعي الناس، خفتت أصوات _ الكراهية، وتضاءلت فرص الانقسام.


_ التنمية والتقدم: لا حضارة بلا فكر ناقد مبدع، ولا تنمية بلا عقول متفتحة قادرة على الابتكار.


 _ التصدي للتحديات الفكرية: في مواجهة الشائعات والأفكار الهدامة، لا بد من عقل واعٍ قادر على فرز الحقيقة.


 _ نشر القيم الإنسانية: فالتسامح والعدل والتعاون ثمار طبيعية لعقول متزنة.


كيف نعزز الصحة الفكرية؟

1)- . التربية والتعليم: غرس التفكير النقدي منذ الطفولة، إدماج قيم التسامح والمواطنة في المناهج، وتشجيع الحوار الحر.


2)- . الإعلام والثقافة: تقديم محتوى هادف، مواجهة الشائعات، ودعم المبادرات الثقافية التي تحتفي بالتنوع.


3)- . الأسرة والمجتمع: الحوار داخل البيت، تشجيع القراءة، وبثّ روح النقاش الواعي في المجتمع.


4)- . التشريعات والسياسات: حماية حرية الرأي، مكافحة خطاب الكراهية، ودعم الأبحاث والدراسات التي تحلل الظواهر الفكرية السلبية.


وأخيرا وليس آخرا ...

الصحة الفكرية ليست ترفًا ولا ترفيهًا، بل هي مسار وعي وكرامة. إن شعبًا يحمي فكره من التلاعب ويصون وعيه من التضليل، هو شعب قادر على كسر قيود الاستبداد وبناء مستقبل حر كريم.

فالصورة التي نريد أن تبقى في الذاكرة ليست صورة زعيم يُؤلَّه ولا رئيس يظلم، بل صورة مجتمع ناضج يحكمه العقل، وتُظلله الحرية، ويسنده العدل.


✦ والآن، دعوني أسألكم أنتم: كيف ترون أن بإمكاننا نحن أبناء هذا الوطن أن نرسخ الصحة الفكرية ونحمي ذاكرتنا السياسية من التزييف؟

شاركوني آراءكم وتجاربكم في التعليقات، فالفكر لا يزدهر إلا بالحوار...


بقلم المعز غني

عاشق الترحال وروح الاكتشاف ✨


--------

تعليقات