قراءة تحليلية
بقلمي الأديبة والمفكرة الدكتورة جعدوني حكيمة نينارايسكيلا.
ظنّ البشر أنّهم ملوك الأرض وحدهم، وأنّ الشمس لا تشرق إلا بإذنهم، والرياح لا تهبّ إلا بإشارتهم. نسوا أنّهم ذرات معلّقة في الفضاء، وأنّ الطبيعة حين تنفض غبارها تهزّهم كما تهزّ العاصفة أعواد القشّ، فلا تبقي لهم أثرا.
ولذلك كان لكل نبيّ بينهم مقام، يجيء كالنور في ليلة مظلمة، يذكّرهم أنّهم تائهون في صحراء النفس. آلاف السنين مرّت، والدرس نفسه يعاد، وما زال القطيع يطلب راعيا، وما زال الإنسان طفلا يتعثّر كلّما مشى وحده.
أيّ حضارة هذه التي يتفاخرون بها، وهم لا يصلحون إلا تحت رقابة؟ المتحضّر حقّا من يعمل الخير دون أن يلوّح فوق رأسه سيف، ومن يختار العدل حبا في الحق وليس خوفا من قاض أو جنديّ.
أما أنتم فما زلتم عبيد العصا والسوط، تدورون حيث دارت القيود.
والحياة كلّها مدرسة عظيمة، جدرانها السماء، وأرضها البسيطة، ومعلّموها الأنبياء والملائكة، وتلاميذها كلّ المخلوقات. رأينا الطير يغير نظامه، والنملة تشيّد بيتها بالحكمة، والنجوم تسير بلا عوج. أمّا الإنسان، فقد شاغب في الصفّ، كسر الألواح، مزّق الدفاتر، حتى أنه أهلك من هم حوله من الكائنات، وأعلن أنّه الأعلم والأرفع!
فيا أيها الإنسان، إن كنت لا تزال بحاجة لمن يعلّمك كيف تبرّ أمّك، وكيف تصدق صديقك، وكيف تقف بخشوع أمام خالقك، فأنت لم تزل أدنى من الحيوان، بل أضعف من الشجرة التي تعرف كيف تمدّ ظلها بلا مقابل.
وحين يمتدّ سيفك إلى صدور إخوانك، تكون قمة التخلف، وهناك يكون الكفر الأعظم. الكفر في إشعال نار بين الأخ وأخيه وطعن قلب وسفك دم وليس في إنكار لسان، فإذا وصلتم إلى هذا الجنون، جاءت النهاية كما تجيء العاصفة، لا تبقي ولا تذر.
ولو فتحت لكم خزائن الذهب، وسخّرت لكم ينابيع الفضّة، وجعلت بين أيديكم جواهر الأرض والسماء، لعاثت أيديكم فيها فسادا، ولحوّلتم النعمة نقمة، والغنى وبالا. ذلك أنّ النفوس الملوّثة، لا تشبع مهما رزقت، بل تلتهم حتى نفسها.
وقد قال الإله في الكتاب "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا." هذه صرخة كونية لتذكيركم أن حياة الفرد هي حياة الجماعة، وأن ألم الواحد هو وجع الجميع وليست كلمات تقرأ فقط. إن الله يريدكم جسدا واحدا لروح واحدة، ولكن أنانيّتكم خانت هذا العهد، فصار كلّ واحد منكم إلها صغيرا لا يرى في العالم إلا ذاته، فانكسرت الروح الجامعة التي كان الإله يريدها فيكم.
فلا تلوموا ربّكم إن أبدلكم بغيركم، وأتى بقوم أطهر قلوبا، وأقرب رحِما، وأصدق زكاة. فإنّ سنّته جارية في الخلق؛ أنّ من خان الأمانة، زالت عنه، ومن أضاع العهد، رفع منه، وأُعطي لغيره.
فلا تقولوا إنّ الله ظلمكم إذا محاكم من الأرض كما يمحى السطر الأعوج من اللوح، وجاء بقوم آخرين أنقى، أزكى أرواحا، وأقرب عهدا بالسماء. من رفض النور عاش في الظلام، ومن عطّل الحق أُبدل بغيره.
منذ أن تقلّدت الدول الكبرى مقاليد الحكم في العالم ظهر مصطلح "جديد" للوجود ، تلك التي تمتلك حقّ النقض وتسند نفسها بتحالفات الناتو، مفاهيمها على الساحة الدولية، نشأ تعريف جديد وموجّه لكلمة "إرهاب". صار سلاحا سياسيا يشهَر في وجه كل من يعارض مصالحها، ولم يعد المصطلح توصيفا محايدا لجرائم عشوائية أو قتل للمدنيين. فكل من يعاديها ولو كان صاحب حق ينعت بالإرهابي.
كل من يرفض هيمنتها ينعت بالإرهابي.
كل من يعطّل مشاريعها يصنّف بالإرهابي الأخطر عالميا.
كل من يتمسّك بجذوره في مواجهة محاولات الاقتلاع والتذويب يجرّم.
كل من يفكر بعيدا عن القطيع ولا يخشى كلام الناس مثل المنافق، يدان.
حتى من يدافع عن أرضه وعِرضه يدرَج اسمه في قوائم الإرهاب.
إذن، ما هي مصالح تلك القوى؟
هي الاستغلال الاقتصادي، فإن رفضت الاستغلال صرت "إرهابيا".
هي العبودية السياسية، فإن قلت "لا" لاستعبادها لك عدّت "إرهابيا".
هي محو الهوية والتاريخ، فإن تمسّكت بذاتك عدّت "إرهابيا".
هي تدنيس الفطرة، فإن لم ترضى بالتغيير فأنت "إرهابيا"
هي التوسع العسكري والاحتلال، فإن قاومت غطرستها صرت رأس الحربة في "الإرهاب الدولي".
بهذا المنطق المقلوب، يصبح صاحب الأرض هو المتّهم، والمحتلّ هو الضحية. يصبح المظلوم ملاحَقا، والظالم مُبرّأ ومُعانا.
الإرهابي في ملفاتهم هو الضعيف الذي يجرأ على قول الحقيقة علنا.
هو من يحمي نفسه منهم، ويستعدّ لمواجهتهم، فيتعلّم ويكدّ، ويحقق اكتفاء ذاتيا في طعامه وسلاحه، فلا يجدون منفذا ليستقووا عليه.
إذ كيف سيحاربون رجلا شجاعا، صارما، متعلّما ودارسا، ملمّا بالمعرفة والتكتيكات، عالما بالثقافات، قادرا على صناعة سلاحه والتصدّي لهجماتهم؟
لقد بات "الإرهابي" معروفا عندهم
هو الذي يشهد بالحق، ويقول رأيت وسمعت، ليكشف سوأتهم.
هو الذي يأبى أن يكون شيطانا أخرس، أصمّ أبكم أعمى.
الإرهابي المزيّف هو ذلك الذي تصوغه الأقلام المأجورة في قاعات الأمم المتحدة، وتحدّده أجهزة الإعلام الموجّهة. هو المقاوم الذي لم ينجحوا في تطويعه. هو الرافض لأن يشكّل وفق مقاييسهم. هو الذي يقول "لا" حين يقول الجميع "نعم". هو الذي يأبى أن يسجد لغير الله، وأن يركع لغير الحق.
أما الإرهابي الحقيقي، فهو من يغتصب الأرض، ويشوّه الذاكرة، وينهب الثروات.
هو من يلبس القتل ثوب القانون، ويمنح الاحتلال شرعية دولية.
هو من يفرض الفقر والحصار على شعوب كاملة، ثم يلومها إن ثارت أو قاومت.
إنه من يملك الطائرات والصواريخ ويهدم بها البيوت فوق ساكنيها، ثم يتحدث عن "السلام".
ليس جديدا هذا القالب؛ ففرنسا الاستعمارية وصفت الجزائري الحرّ بـ"الإرهابي"، فقط لأنه رفض أن يشرّد، ولأنه حمل السلاح دفاعا عن وطنه. لم يكن إرهابيا يوم قال: هذه أرضي، وهذا وطني، ولن أهبها للغاصب. بل كان شاهدا على أن "الإرهاب" في قاموس الاستعمار اسم جديد لـ"الحرية التي لم تهزم".
اليوم، تتكرّر الصورة في غزة، الإيغور، السودان، إثيوبيا، وفي كل أرض قالت شعوبها "لا" للهيمنة. يظل المقاوم متّهما، ويظل المحتلّ محميا بقرارات الفيتو. ومع ذلك، يبقى الفارق واضحا بين المزيّف والحقيقي.
المزيّف هو الذي تروّج له القوى الكبرى، كل من قاومها.
الحقيقي هو الذي تخفيه تلك القوى وراء أقنعتها، كل من مارس العدوان والاحتلال.
إن المعركة على الوعي وليست على المصطلح فقط. وحين يدرك الناس أن "الإرهابي" الحقيقي هو من يفرض عليهم الإذلال بالقوة، وأن "الإرهابي" المزيّف ليس سوى رمز الحرية، يتضح وجه العالم بلا أقنعة.
في أعين القوى الكبرى،"العبد" و"المطيع" عندهم ليس إرهابيا من يرضخ صامتا، ولا من يقبل الذلّ خانعا. بل الذي يرفض أن يهان، ويأبى أن يبيع كرامته، هو العدوّ الأول، وهو الذي يصنّفونه بالإرهابي.
الإرهابي في قواميسهم ليس المجرم ولا القاتل، بل الشريف الذي يحفظ عهد الله ورسوله. هو الذي لا يتلاعب بدينه، ولا يحرف النصوص ليرضي الطغاة. هو الذي يدرك أنّ الطاعة لا تكون لوليّ الأمر إذا عصى أمر الله، لأنّ طاعة من في السماء فوق طاعة من هم في الأرض.
فمن هو الإرهابي إذن؟
إنه الحرّ الذي لا يُخدع ولا يُستعبط.
هو من يعرف حقوقه كما يعرف واجباته.
هو من يزرع الوعي بين الأغبياء، ويكشف لهم دروب الخلاص من ضيقهم.
هو الثابت على صلاته وصيامه وعبادته، لا يعبد إلا الله، ولا يركع إلا له.
ذلك هو "الإرهابي" في مفهومهم، الرجل الحقيقي، الملتزم، الذي لا يخون، يقضّ مضاجعهم لأنه يختلف عن عبيدهم. هو العصِيّ على الانبطاح، المستعصي على الشراء.
ما تخشاه الدول الخمس ليس الضعيف التابع، بل ذو الرجولة، الرجل الذي لا يذلّ نفسه، ولا يسقط كما سقطوا، ولا يُباع كما باعوا. و لا يُنكَح من مؤخرته كما انكحوا. هو الذي لم يُضحك عليه كما ضُحك عليهم، هو الرجل الذي لم يُخدع كما خُدعوا، بل يسبقهم بخطوة، يتغذّى عليهم قبل أن ينقضّوا عليه.
إنه الذكي الفطن، الحازم، الذي يعرف متى يطالب بحقه، ومتى يدافع عنه. لا تُغويه الأموال، ولا تُفتنه النساء ولا الشهوات، ولا يُشترى بالمناصب. إنه الذي يخاف الله حقّ الخوف، لا ذاك الذي يطلق اللحية ليتستر بها على جبنه، ويفتي في الحيض والنفاس ويُعطّل الجهاد ويُبرّر الظلم.
وهكذا، يصبح "الإرهابي" في نظر هذه الدول هو الرجل الصالح، المصلح، العبد الذي لا يبيع دينه ولا وطنه. المفارقة الكبرى تقلب الموازين، من يعيش بشرف ويثبت على الحق، يُصنّفونه مجرما وإرهابيا.
ومن يخضع لهم، يصفّق لظلمهم، ويبرّر انحرافهم، فهو "المسالم" و"المتحضّر" بل المتقعقر الذليل.
إنه الإرهاب المزيّف الذي اخترعوه حيث تدان الفضيلة، ويكافأ النفاق، والخارج عن صراط الله السوي، ويحارب الإصلاح.
من هو الإرهابي الحقيقي إذن؟
الإرهابي الحقيقي الذي يقيم الاستعراضات العسكرية الفخمة، ويصنع الأسلحة المروعة ليتحصّن بها، حتى لو كان الثمن قتل شعبه وليس من يقاتل دفاعا عن حقه.
هو الذي يكدّس العتاد في الثكنات والقواعد العسكرية، بينما شعبه يتضوّر جوعا، ويهلك مرضا، ويحرم من مستقبل كريم.
لو كان الحاكم عادلا، لدعا الإعلام إلى دور الأيتام والعجزة، ليقول لهم هؤلاء لم يعودوا محتاجين، فقد كفيتهم وآويتهم، وغرست الفضيلة في عقولهم، وأشبعت بطونهم.
ولو كان حاكما بحق، لأخذهم إلى بيوت الفقراء، ليشهدوا أن العدالة تحققت بينهم، وأن لا أحد بقي بلا مأوى أو طعام.
ولو كان صادقا في حكمه، لعرّفهم على أبناء المدارس، وقال هؤلاء أبناء شعبي، غرست فيهم العلم الحقيقي، ومنحتهم حرية التدين، فلا يعتدي بعضهم على بعض.
ذاك هو النصر الأحق، وتلك هي القوة التي ترعب الطغاة والمستكبرين.
من يبدّد أموال الدولة في مصانع السلاح ليقتل بها الأبرياء، ويغذّي الكراهية والحروب، ليس قائدا ولا حاميًا لشعبه.
ومن يشيد أسلحة تخترق الأرض والسماء، ثم يوجّهها ضد شعبه إذا تجرأ وطالب بحقه في الاستقرار، إنما يمارس أبشع صور القمع بالحديد والنار.
إنه يؤسس الشركات ليملأ جيوبه، ويبني الجسور والمصانع ليؤمّن رفاهيته ورفاهية أسرته والمقرّبين منه، فيما عامة الشعب يتركون للفقر والضياع.
حتى المستشفيات التي يشيّدها ويزودها بأحدث الأجهزة، وبأموال الأمة، تغلق أبوابها في وجه الفقراء الذين لا يملكون قوت يومهم ولا تأمينا صحيا.
من يجد العلاج هناك؟ عائلته والمقرّبون منه فقط، أما الشعب فيموت على الأبواب، ومن يرفع صوته يواجه القمع والتكميم.
أما تلك الاستعراضات العسكرية، والأسلحة الفتّاكة التي تخترق بها الأجساد، فليست لحماية شعبه.
ولو كانت حقًا من أجل السلام، لخرجت لتحمي الأبرياء الذين يقتلون في كل مكان.
فمن هو الإرهابي الحقيقي؟
أهو ذاك الذي ينهب خزائن الدولة ليصنع أسلحة الدمار الشامل، ثم يوجّهها إلى صدور الأطفال، إذا صرخوا مطالبين بالخبز والمأوى؟
أهو من يوقد نارا للفتنة لينقذ عرشه الواهن، بينما يفتك الظلم بالرعية وتطحن الأمراض أجساد البسطاء؟
كلا! إن الإرهابي الحقّ هو من جعل من مصانع السلاح معابد لعبادته، ومن دماء الأبرياء وقودا لتسيير سلطانه.
أما أسلحة الناتو، بكل ما فيها من قاذفات ودبابات، فما رفعت يوما لحماية طفل في غزّة، ولا لنصرة مظلوم من الإيغور، ولا لإنقاذ جائع في السودان.
مليارات تنفق، وجيوش تسيّر، وكلها صدى أجوف، فرط صوت يتبخر في الهواء، لم ينقذ روحا واحدة، ولم يحم حتى بريئا واحدا.
إنها ملحمة الزيف، حيث يلبس الجلاد ثوب الحامي، ويتّهم الحرّ المقاوم بالإرهاب. لكن ساعة الحق آتية، وحينها سينكشف الخبيث، ويسقط العرش المبني على الجماجم والخراب.
أيها الأغبياء، لو كان الحاكم حاكما بحق، ما صنع سلاحا يرهب به شعبه، ولا أنفق المليارات على جيوش الاستعراضات الخاوية. بل كان لينفق أموال الأمة على ضعفائها، ويأخذ من ثروة أغنيائها نصيبا يردّ به المظالم ويقيم به ميزان العدل.
لو كان صادقا، لجمع الإعلام في الساحات، وأراهم كيف تحرّر الأيتام من ذلّ الحاجة، وكيف تكون الشعوب أعزّة في أوطانهم.
كان ليريهم المستشفيات وقد فتحت أبوابها للفقراء، والمدارس وقد احتضنت أبناء الشعب بلا تفرقة ولا إقصاء.
لو كان حاكمًا أمينا، لأخذ المدمنين والمشردين من هوامش الموت، وأعاد دمجهم في صفوف الحياة.
لزرع في العقول نور العلم، وفي القلوب حرية الإيمان، فلا خوف ولا قهر، بل عدل ورحمة وحقّ مصون.
ذلك هو النصر الأحقّ، وتلك هي القوة التي لا تقهر. أن تعطى الحقوق لأهلها، وأن يسود العدل في الأرض، فلا يهان إنسان، ولا يذلّ ضعيف، ولا يكبت صوت يطالب بالحق.
إنّ كل الدول التي تراكمت فوق ترابها جبالا من الأسلحة، ستنكشف حقيقتها ساعة الجدّ.
فالتافه، وإن مُلّك ترسانة من الرصاص، يظلّ جبانا، يرتجف إذا سمع صدى الصواريخ، ويُسقط سلاحه قبل أن يشهره.
وها هم المنافقون في جيوش حلف الناتو الخمس، لو قيل لهم "اخرجوا للقتال"، لولّوا الأدبار، وألقوا السلاح كمن يلقي حجرا كريما لا يعرف قيمته.
أما الإرهابي في أعينهم، فهو الأسد ابن الأسد، ذاك الذي إن حمل سلاحه فوق أكتافه حتى يحمي عرضه، وأرضه، وكرامته.
ذلك هو من يخافونه، وليس ما يملكونه هم أنفسهم؛ من دبابات وصواريخ ما تزلزل الأرض وتدكها دكا.
وأما استعراضاتهم العسكرية، وراياتهم المرفرفة، وأناشيدهم التي تصدح في الميادين، فما هي إلا مسرحيات هزيلة.
فإذا حصحص الحق، غاب الخائن، وتوارى الكذّاب، وسقط السارق، وانكشف الزاني، وانفضح الشاذ والجاهل والمنافق.
حينها، لا يبقى في الساحة إلا الإرهابي الصادق، وحده يثبت كالجبل، يواجه الطغيان بشجاعة منقطعة النظير وبوجه أبيض وقلب لا يعرف الوهن.
ولا تغرّنّك كثرة الخبيث، فإنّما الزبد يذهب جفاء، وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
تعليقات
إرسال تعليق