القائمة الرئيسية

الصفحات

نبيل أبوالياسين : مقترح "بيترو" يقلب الموازين الدولية وتحذير خليجي شديد اللهجة لإسرائيل:: بوابة الإخبارية نيوز










الإخبارية نيوز : 

في تصريح صحفي تاريخي صدر عنه اليوم، قال "نبيل أبوالياسين"، المحلل الحقوقي والباحث في الشأن العربي والدولي، إن العالم يشهد لحظة فارقة تتصادم فيها إرادة الشعوب مع أنظمة القِدم المهترئة. وأضاف أبوالياسين، في معرض تحليله للتصريحات المزلزلة التي أطلقها رئيس كولومبيا والتحذير المصيري الصادر عن مجلس التعاون الخليجي، أن جدار الصمت الذي فرضته القوى العظمى لـ "عقود" حول القضية الفلسطينية ينهار تحت وطأة صمود غزة وشجاعة دول العالم الجنوبي. وأكد أن مقترح بيترو الجريء بتشكيل جيش عالمي لتحرير فلسطين ومطالبته بإصلاح نظام الأمم المتحدة لم يعد حلماً رومانسياً، بل تحول إلى برنامج عمل تتبناه ملايين الضمائر الحية، فيما يحذر الخليج بلسان واحد إسرائيل بأن الأمن العربي كتلة واحدة لا تتجزأ.


مقترح تاريخي: جيش عالمي لتحرير فلسطين


وأضاف "أبوالياسين" أن دعوة الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو لتشكيل قوة عسكرية دولية لتحرير فلسطين واعتقال مجرمي الحرب تمثل نقلة نوعية في الخطاب الدولي. وأشار إلى أن بيترو، بجرأة نادرة، نقل النقاش من دائرة التنديدات العقيمة إلى ساحة الفعل الملموس، معتبراً أن بيانات الاستنكار لم تعد كافية لمواجهة جرائم الإبادة الجماعية. ولفت المحلل الحقوقي إلى أن تصريح بيترو الذي أكد فيه أن "إنقاذ الفلسطينيين في غزة هو إنقاذ للإنسانية جمعاء" يضع العالم أمام مسؤولياته الأخلاقية، ويجسد تحولاً جذرياً في موازين القوى، حيث ترفض دول العالم الجنوبي أن تظل رهينة لفيتو يحمي جرائم الحرب.


إصلاح الأمم المتحدة.. ضرورة وجودية


ووضح "أبوالياسين" أن الربط الاستراتيجي الذي أقامه الرئيس الكولومبي بين إنهاء الحرب على غزة وضرورة إصلاح نظام التصويت في مجلس الأمن هو لبّ المعركة الحقيقية. وأكد أن بيترو، بقوله إنه "لا يمكن لدولة واحدة أن تفرض رأيها على العالم"، يضع يده على الجرح الغائر في جسد النظام العالمي، وهو الاستخدام التعسفي لحق النقض "الفيتو" لتعطيل إرادة المجتمع الدولي وحماية دولة الاحتلال من المحاسبة. وأشار أبوالياسين إلى أن هذه الدعوة تلقى تأييداً شعبياً ورسمياً غير مسبوق، لأنها تلامس حاجة ملحة لاستبدال ديكتاتورية القلة بديمقراطية تتسع لجميع أمم الأرض.


تأييد دولي أوروبي: فنلندا تطرح بديلاً عملياً لإصلاح الفيتو


وأشار "أبوالياسين" إلى أن مقترح الرئيس الكولومبي يتلقى دعماً متصاعداً على المستوى الدولي، حيث انضم إليه بشكل لافت الرئيس الفنلندي الذي طالب، وللمرة الأولى، من الأمم المتحدة إلغاء حق النقض "الفيتو" بسبب سوء استخدامه من قبل الولايات المتحدة وغيرها. ووضح المحلل الحقوقي أن هذا الموقف الأوروبي الجريء يأتي في إطار الإدراك المتزايد بأن سوء استغلال الفيتو قد أدى إلى فقدان الأمم المتحدة وجميع هيئاتها مصداقيتها أمام شعوب العالم. ولفت إلى أن الرئيس الفنلندي قد وجه نقده مباشرة إلى نظام يمنح القوة لبضعة دول فقط، ويعطل إرادة المجتمع الدولي بالرغم من حصول القرارات على إجماع واسع. وأكد "أبوالياسين" أن البديل الذي اقترحته فنلندا – وهو تعليق العضوية لأي دولة تنتهك ميثاق الأمم المتحدة بشن حرب عدوانية أو احتلال – يمثل نقلة نوعية في النقاش من مجرد الشكوى من النظام الحالي إلى تقديم حل عملي وقابل للتطبيق يعيد التوازن لمؤسسات الحوكمة العالمية.


الخليج العربي: جسد واحد في مواجهة العدوان


ولفت "أبوالياسين" إلى أن التصريح الحازم للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، والذي أكد فيه أن "أي اعتداء على دولة خليجية هو اعتداء علينا جميعًا"، يمثل رسالة واضحة المواقف لا تقبل اللبس. وأوضح أن هذا الموقف، خاصة بعد الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر، يؤكد أن الأمن العربي بات كتلة متراصة، وأن مرحلة الصمت الطوعي قد ولى زمنها. وأشار الباحث في الشأن الدولي إلى أن هذا التضامن الخليجي المصري، المتمثل أيضاً في القمة العربية الإسلامية مع ترامب، يخلق واقعاً جيوسياسياً جديداً يحدّ من قدرة إسرائيل على التمادي في عدوانها.


أسطول الصمود: الإرادة الشعبية تكسر الحصار


وأكد "أبوالياسين" أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على "أسطول الصمود العالمي" في المياه الدولية، بدعم بحري إيطالي وإسباني غير مسبوق، هي فصل آخر من فصول المقاومة السلمية العظيمة. ولفت إلى أن هذه السفن، التي تحمل ضمير العالم، تتعرض لهجمات بالمسيرات والقنابل في محاولة يائسة لخنق صوت الإنسانية. وأوضح أن إرسال إيطاليا فرقاطة وإسبانيا سفينة حربية لحماية الأسطول هو اعتراف دولي صريح بشرعية الهدف الإنساني لكسر الحصار، وتحوّل نوعي في الموقف الأوروبي الرسمي الذي بدأ يميز بين دعم الحقوق الفلسطينية وموقف واشنطن المنحاز بشكل أعمى.


اجتماع ترامب: محاولة لتوريط العرب عسكرياً


ووضح "أبوالياسين" أن الاجتماع الذي عقده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع قادة عرب وإسلاميين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، ورغم ما أظهره من حديث عن وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار، يحمل في طياته مخاطر جسيمة. وأشار إلى أن التحليل العميق يكشف أن الهدف الخفي هو محاولة توريط الدول العربية عسكرياً في غزة، بحجة نزع سلاح المقاومة، لإنقاذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مأزقه العسكري والسياسي. وأكد أبوالياسين أن ترامب، الذي لم يذكر في خطابه معاناة المدنيين، يريد تحميل العرب تبعات الفشل الإسرائيلي ودفعهم لتمويل وتنفيذ حل يضمن لأسرائيل أمنها دون أن يمنح الفلسطينيين حريتهم.


وختم "نبيل أبوالياسين" بيانه الصحفي بالقول: إن العاصفة التي أطلقها بيترو من على منبر الأمم المتحدة، والتحذير الخليجي المدوي، وصمود أسطول الحرية في وجه القرصنة الدولية، كلها تؤكد أن النظام العالمي القائم على الهيمنة يحتضر. وإن الحق الفلسطيني، بعد أن تحول إلى قضية ضمير للإنسانية جمعاء، لم يعد يحاصره لا حديد ولا نار. إن المقاومة في غزة تكتب بدماء شهدائها فصل النهاية للصمت الدولي، وهذه التصريحات الجريئة هي بداية النهاية لشرعية الكيان الغاصب. إن التاريخ يسجل اليوم أن شعوب الأرض وقادتها الشرفاء قرروا أن ينتزعوا زمام المبادرة من يد القلة التي ظلت لعقود تحتكر القرار الدولي، وأن طريق تحرير فلسطين، رغم كل التحديات، لم يعد يحجبه سوى خيانة العرب لأنفسهم قبل خيانة الآخرين لهم. المعركة الحقيقية الآن هي معركة الإرادات، وإرادة الحياة التي تمثلها فلسطين ستنتصر لا محالة على إرادة الموت والاستعمار.

تعليقات