الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
في ليلة هادئة حملت في طيّاتها سحرًا خاصًا ورائحة فرح لم يعرف لها مثيل، جلس المخرج العالمي ومملك القلوب سعيد الماروق يتأمّل تفاصيل الأمسية التي حضّرها بدقّة كأنه يخطّط لمشهد سينمائي، ولكن هذه المرّة البطلة لم تكن نجمة على شاشة كبيرة، بل كانت نجمة حياته وزوجته خلود، التي كتب القدر أن يشاركها أول عيد ميلاد لها بعد دخولهما القفص الذهبي، فكان المشهد مختلفًا، مليئًا بالعاطفة والحنان، وكأن الكاميرا التي اعتادت أن تلتقط تفاصيل أعماله المبهرة، انتقلت لتوثّق لحظة شخصية تتلألأ بالحب الحقيقي.
المكان بدا وكأنه ديكور مصمَّم بعناية، الشموع الموزّعة في الزوايا ترسم ظلالًا دافئة على الجدران، والموسيقى التي اختارها الماروق بدقّة تتسلل إلى القلوب بهدوء، والورود الحمراء تتناثر فوق الطاولة الكبيرة لتعلن أن العشق لا يحتاج إلى كلمات كثيرة ليُفهم، فقد كان يكفي أن ينظر إليها سعيد بابتسامته المليئة بالفخر ليُدرك الجميع أن خلود هي مصدر إلهامه وملهمته الأولى، فالكعكة التي كُتبت عليها جملة "أول عيد ميلاد يجمعنا" لم تكن مجرّد قطعة حلوى، بل كانت رسالة علنية بأن هذا العيد بداية لرحلة عمر عنوانها الشراكة والانسجام.
في عيون الحاضرين انعكس المشهد وكأنه فيلم رومانسي، أبطاله حقيقيون لا يمثلون، وسيناريوه مكتوب بالصدق لا بالحبر، فالماروق المعروف بلمساته التي تحوّل أي فكرة إلى صورة خالدة، أبدع هذه المرة في كتابة قصة من قلبه، قصة بطلها زوجان يعيشان الحب بعيدًا عن الضوضاء، ويؤكدان أن النجاح العالمي لا يكتمل إلّا حين يجد الإنسان نصفه الآخر.
خلود، بابتسامتها الرقيقة وحضورها الآسر، أضاءت المكان وأثبتت أنّها ليست فقط شريكة حياة، بل هي السند الذي يقف إلى جانب رجل لطالما حمل اسم لبنان إلى أرقى المهرجانات العالمية، لتكتمل الصورة بين نجم إخراج عالمي وامرأة تدرك قيمة أن تكون خلف كل عظمة رجل لمعة أنثى تحب بصدق، فالمشهد لم يكن احتفالًا عاديًا، بل كان بداية سيناريو جديد يكتبه القدر ويخرجه سعيد الماروق بنفسه، ليعلن أن الحب لا يُصوَّر فقط في الأفلام بل يُعاش في الواقع.

تعليقات
إرسال تعليق