الأحلام ليست أجنحة، بل مقابر صامتة نحفرها في صدورنا.
كل حلمٍ لم يكتمل يتحول إلى شاهد قبرٍ جديد، نزوره في الليل بصمت، ونمشي في جنازته وحدنا.
نهارًا نضحك بوجوهٍ عادية، لكن في أعماقنا مدن كاملة من المقابر: هنا يرقد حبّ لم يولد، وهناك دفنا وعدًا لم يتحقق، وفي الزاوية الأخرى ينام وجهٌ انتظرناه ولم يأتِ.
الأحلام مقابر الأحياء…
لا أحد يسمع أنينها الأخير، ولا أحد يرى دمعتها الأخيرة، سوى صاحبها.
إنها جنازات بلا نعوش، وصرخات بلا صوت، دموعٌ تختبئ في الداخل قبل أن تبلل العيون.
لكن قسوتها أنها لا تموت تمامًا…
تبقى تتحرك تحت التراب، تطرق جدران قلوبنا في الليل، توقظنا على السؤال الموجع: ماذا لو؟
نحيا ونحن نحمل موتانا في صدورنا، نضحك والأنين يعلو من الداخل، نتزين بينما شواهد القبور تحيط بملامحنا ولا يقرأها أحد غيرنا.
الأحلام مقابر الأحياء…
والحياة ليست سوى فنّ المشي بينها، دون أن نتعثر.
تعليقات
إرسال تعليق