القائمة الرئيسية

الصفحات

أكرم حسني يتألق في مهرجان الفضائيات العربية ويحصد جائزة أفضل ممثل كوميدي لعام 2025



الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 


في أمسية فنية ساحرة لا يمكن أن تمر مرور الكرام على ذاكرة محبي الدراما المصرية والعربية، شهدت القاهرة حدثًا استثنائيًا تمثل في فعاليات الدورة الأخيرة من مهرجان الفضائيات العربية، ذلك المهرجان الذي أصبح على مدار السنوات الماضية بمثابة المرآة الحقيقية التي تعكس تطور صناعة الفن والإعلام والدراما في العالم العربي، وجاءت هذه الدورة لتؤكد أن مصر ما زالت وستظل القلب النابض للفن العربي ومنبعه الأصيل، حيث اجتمع تحت سقف واحد نخبة من كبار النجوم وصناع الأعمال الدرامية والإعلامية، في مشهد يعكس مدى الثراء والتنوع الذي باتت تشهده الساحة الفنية، وسط أجواء احتفالية مبهرة جمعت بين الرقي والبساطة، وبين التنافس الشريف والتقدير المتبادل. وما زاد من بريق هذه الليلة هو الأصداء الواسعة التي تركها المهرجان، ليس فقط لما تضمنه من فقرات مميزة وحضور لافت، وإنما أيضًا لما حمله من تكريمات وجوائز اعتُبرت بمثابة تتويج حقيقي لرحلة إبداع طويلة بذل خلالها الفنانون والمنتجون جهودًا كبيرة ليقدموا للجمهور أعمالًا تحمل قيمة وتترك بصمة.


وسط هذه الأجواء المضيئة، جاء التتويج الكبير للنجم المصري أكرم حسني الذي استطاع أن يخطف الأضواء من خلال فوزه بجائزة أفضل ممثل كوميدي لعام 2025 عن بطولته لمسلسل "الكابتن"، وهو العمل الذي أحدث ضجة واسعة خلال موسم رمضان الماضي، ونجح في أن يحظى بمتابعة جماهيرية ضخمة لم تقتصر على الجمهور المصري فقط، بل امتدت إلى العالم العربي كله. هذا الفوز لم يكن مجرد جائزة عابرة تُضاف إلى رصيده، بل هو اعتراف صريح من النقاد والجمهور على حد سواء بموهبته الفذة وقدرته على تقديم الكوميديا بروح مختلفة، كوميديا راقية تعتمد على الموقف الذكي والفكرة العميقة بعيدًا عن الابتذال والتكرار، لتضعه في مصاف كبار نجوم الكوميديا الذين يحفرون أسماءهم بأحرف من نور في سجل الدراما العربية.


لقد جاء تتويج أكرم حسني ليؤكد أن الكوميديا ليست فنًا للتسلية فقط، بل هي مدرسة قائمة بذاتها قادرة على بث رسائل إنسانية واجتماعية عميقة، وهو ما جسده النجم الموهوب في "الكابتن"، حيث استطاع أن يمزج بين خفة الظل وسلاسة الأداء من ناحية، وبين تسليط الضوء على قضايا اجتماعية قريبة من واقع الناس من ناحية أخرى، وهو ما جعل المشاهد يتفاعل مع شخصيته ويشعر أنها تنبض بالحياة والواقعية. ومن يتتبع مسيرة أكرم حسني سيكتشف أن هذا النجاح لم يأتِ صدفة أو بضربة حظ، وإنما هو ثمرة سنوات من الاجتهاد والعمل المستمر وتطوير الذات، فقد عرف كيف يطور أدواته الفنية ويصقل موهبته حتى صار أحد أعمدة الكوميديا المصرية الحديثة.


أكرم حسني لم يعد مجرد ممثل كوميدي تقليدي، بل بات مشروعًا فنيًا متكاملًا يضع لنفسه خطًا مميزًا قائمًا على المزج بين المتعة الفنية والرسائل الهادفة، ليبرهن في كل عمل جديد يقدمه أن الضحك لا يتعارض مع القيمة، وأن الفن يمكن أن يكون وسيلة للترفيه والتأثير الإيجابي في آن واحد. ولعل ذلك هو السر وراء حب الجمهور له والتفافه حوله في كل عمل يشارك فيه، حيث يشعر المشاهد أنه أمام فنان صادق يعرف كيف يقترب من وجدان الناس ويرسم البسمة على وجوههم دون أن يتخلى عن مسؤوليته تجاه المجتمع.


ومن خلال هذه الجائزة الجديدة التي أحرزها في مهرجان الفضائيات العربية، يثبت أكرم حسني مرة أخرى أنه في الطريق الصحيح، وأنه يسير بخطوات واثقة نحو ترسيخ مكانته كأحد أبرز نجوم جيله وأكثرهم قدرة على البقاء والتأثير، ليظل اسمه حاضرًا في كل حديث عن الكوميديا الراقية والدراما ذات البصمة الخاصة، وليكتب فصلًا جديدًا في مسيرة فنية لا تزال تحمل الكثير من المفاجآت والنجاحات القادمة.

تعليقات