---
هنا نابل ✍️ بقلم المعز غني
لا تنتظر مناسبة لتكون سعيدًا...
في عالمٍ يمضي سريعًا ، وفي زمنٍ تغزوه الهموم من كل صوب ، لا تنتظر مناسبة خاصة لتتأنق ، أو تتعطر ، أو تلبس أغلى ما في عالم الموضة والأناقة .
أجعل من كل يوم عيدًا صغيرًا ، ومن كل لحظة لوحة تستحق التأمل والفرح .
دلّل نفسك ... نعم ، دلّلها دون خجل ، أرتدِ أجمل ما لديك لا لتُعجب أحدًا ، بل لأنك تستحق أن ترى نفسك في أجمل حُلّة .
ضع عطرك المفضل كأنك خارج لموعد مع الحياة نفسها .
تأنّق لها ، فهي لا تنتظر ... ولا تُمهل ... ولا تُعيد .
أن تستيقظ كل صباح وأنت بخير ، رئة تتنفس ، وقلب ينبض ، وعين تُبصر ، وجسد يتحرك ...
هي مناسبة عظيمة تستحق الشكر والامتنان والفرح .
كل نفس تأخذه ، كل خطوة تخطوها ، كل حب تشعر به ، كل ضوء تراه ، هو نعمة ... بل هو إحتفال خفيّ بوجودك .
إن لم تجد ما تحب ، فحبّ ما تجده ... وأصنع من تفاصيلك اليومية لحظات لا تُنسى :
إتصال مفاجئ بمن تحب ، مصالحة مع من خاصمته ، رسالة حنونة ، لقاء بسيط مع وجه يُشعرك بالسلام...
أشترِ لنفسك ما تشتهي ، حتى لو كان شيئًا بسيطًا...
أرتدِ تلك القطعة التي تحبها في خزانة ملابسك وقل لنفسك : أنا أستحق .
أبتسم ، تكلّم بلُطف ، وتبادل الحديث الجميل مع من ترتاح له.
كن جميلًا ، ترى الحياة جميلة ...
فهي مرآة لداخلك ... وما تُرسله للكون ، يعود إليك مضاعفًا .
لا تنتظر السعادة من الآخرين ، بل كن أنت مصدرها .
بالطبع، إليك مقالًا أدبيًا مطوّلًا مستوحًى من المقولة القرآنية العظيمة: "لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ"، بصيغة تعبيريّة أدبية ممهورة بتوقيعك:
ختامًا...
"إن حمدتموني... لأزيدنكم"
ليست وعدًا عابرًا ، بل قانونٌ سماويّ لا يُخطئ أبدًا .
هي قاعدة نورانية خطّها الله لعباده ، وجعلها مفتاحًا للبركة والرضا والوفرة .
كم من نعمةٍ في حياتنا مررنا بها مرور الغافلين؟
صحة ننساها حتى تمرض ...
رزقٌ نألفه حتى يُحجب ...
أحبة حولنا لا نعرف قيمتهم إلا بعد الغياب ...
والله يقولها صراحة: اشكروا ... أزيدكم .
فالشكر لا يُضيف شيئًا إلى ملكوت الله ، لكنه يفتح لك أبوابًا ما كانت لتُفتح لولا إمتنانك .
الشكر ليس كلمات تُقال فحسب ، بل إحساس داخليّ يُترجم في نظرتك للأشياء ، في تعاملك مع الآخرين ، في حفظ النعمة وصيانتها .
أن تقول في الصباح : "الحمد لله"، وأنت تتنفس ...
أن تهمس في قلبك : "الحمد لله" ، وأنت تمشي على قدميك دون ألم ...
أن تقول: "الحمد لله"، وأنت تجد قوت يومك ...
هو شكرٌ يُكتب في صحيفتك نورًا ، ويُرسل لك من السماء مددًا لا يُرى لكنه يُعاش .
الشكر طوق نجاة ، ووقاية من الزوال ، وسُلّم للارتقاء ...
كم من أناس عرفوا سرّ الشكر ، فزادهم الله نعيمًا في الدنيا، وطمأنينة في القلب ، وبركة في الوقت والعمر والرزق .
فلا تنتظر أن تفقد شيئًا لتشكره ، بل أشكر ما دمت فيه ...
وإن ضاقت عليك الأرض بما رحبت ، فابحث عن نعمة باقية تشكر الله عليها ، يكن لك فيها فرجٌ من حيث لا تدري .
اللهم أجعلنا من الحامدين الشاكرين ، ولا تجعلنا من الغافلين النادمين ...
" فـ"إن حمدتموني ... لا أزيدنكم
🫶
-------
تعليقات
إرسال تعليق