كتب/ أيمن بحر
ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الصين ساهمت فى إعادة بناء القدرات الصـاروخية الإيرانية بعد المواجهات الأخيرة مع إسـرائـيل. ورغم نفى بكين لهذه التقارير، إلا أن استنتاجات استخباراتية أوروبية تحدثت عن تعاون وثيق بين الطرفين وهو ما يعتبره البعض تحديًا أمنيًا خطيرًا.
العلاقة بين طهران وبكين لم تكن يومًا عادية فهى جزء من شبكة مصالح تمتد من مضيق هرمز إلى بحر الصين الجنوبى. غير أن التوترات الإقليمية والضغوط الدولية على إيران دفعت هذه العلاقة إلى التحول من الطابع الاقتصادي إلى ميدان أكثر خطورة يتعلق بالسـلاح والدفاع.
وأشارت تقارير إسـرائيـلية أوردتها يديعوت أحرونوت إلى تعاون عسكرى متزايد بين إيران والصين يشمل مساعدات تقنية لإعادة بناء منظومة الدفاع الإيرانية التي استنزفت خلال المواجهات مع إسـرائـيل. من جانبها نفت الصين تلك التقارير تمامًا مؤكدة أنها لا تصدر السـلاح لدول تشارك فى نزاعات مسـلحة وأنها تفرض رقابة صارمة على صادرات المواد ذات الاستخدام العسكرى.
مع ذلك تحدثت دوائر استخباراتية أوروبية عن صفقات سرية تشمل صـواريخ أرض-جو متطورة وأجهزة رادار مقابل النفط الإيرانى. ولم يخف السفير الإسـرائيـلى لدى واشنطن قلقه مشيرًا إلى مؤشرات على أن بكين قد تساعد طهران في إعادة بناء ترسانتها الصـاروخية وهو ما اعتبرته تل أبيـب تهديدًا استراتيجيًا لمعادلة الردع. ونتيجة لذلك سارعت وزارة الدفاع الإسـرائيـلية إلى توسيع جاهزيتها، من تطوير أنظمة الاعتراض إلى الاستثمار في تكنولوجيا الليزر والرادارات بعيدة المدى فى خطوة توحى بمعركة استباقية طويلة الأمد مع خصم يعيد ترتيب أوراقه لمواجهة محتملة فى أى وقت.
وأوضح خبراء عسكريين إيرانيين أن إيران لم تنف رسميًا هذه المعلومات، لكنها لم تؤكدها أيضًا. وأشار الخبراء إلى أن هذه المعلومات بدأت بالظهور بعد انتهاء المواجهة الأخيرة مع إسـرائيـل والولايات المتحدة، وأن النقاش حولها كان واسعًا داخل الداخل الإيرانى رغم عدم وجود مؤشرات على استخدام أسـ لحة جديدة فى الميدان سواء كانت طائرات أو مدفعية أو مضادات أرضية.
وأكد الخبراء أن المرحلة الحالية تركز على إعادة بناء القدرات الصـ اروخية التى استهدفتها الضـربات الإسـرائيـلية مشيرين إلى أن الحـرب كشفت نقاط ضعف فى بعض مستويات القوة العسكرية الإيرانية، مما دفع طهران للعمل على سد الثغرات الأمنية والعسكرية خاصة فى مجالات القوة الصـاروخية والدفاع الجوي والطيران.
وأشاروا أيضًا إلى زيارة وزير الدفاع الإيرانى لبكين على هامش اجتماع دول منظمة شانغهاى بعد ثلاثة أيام من حـرب يونيو الماضى وسط تكهنات بأن إيران طلبت من الصين تجهيزات عسكرية تشمل صـواريخ ومضادات أرضية وربما طائرات صينية رغم أن هذه المعلومات لم تؤكد رسميًا.
وعن القلق الإسـرائيـلى ذكر الخبراء أن القوة الصـ اروخية الإيرانية يتم تصنيعها محليًا منذ أكثر من 20 عامًا، وأن إيران قادرة على تطويرها وتعزيزها بما فى ذلك صـاروخ (راستاخيز )الذى يُقال إنه يمتلك قدرة تدمـيرية تقارب القوة النـ ووية من حيث الاستهداف والتخـريب. وأضافوا أن الهدف من هذه القدرات ليس الهجـوم فحسب بل الردع أيضًا، خاصة مع تصريحات إسـرائيـلية حول احتمالية شن حـرب جديدة على إيران إذا لم تتوقف طهران عن تعزيز ترسانتها النـووية.
تعليقات
إرسال تعليق