بقلم احمد الشبيتى
انتهت انتخابات مجلس الشيوخ، وانتهت معها الأحلام المؤقتة، والرهانات الفردية، والتكهنات الميدانية، وانتهت – أو كادت – مشاهد "القيل والقال" والوعود الوردية والتصريحات النارية.
خرج البعض فرِحين، وخرج آخرون محبطين، وتلاشت تلك الهمهمات التي غزت الشارع المصري عن فلان وعلان، ومَن نجح ومَن سقط، ومَن اشترى الكرسي ومَن حُرم منه. لكن ما بقي لنا كمواطنين هو الأهم: وعيٌ يجب أن ينمو، وتجربة يجب أن تُقرأ بعقل، وعبرة لا بد أن نستخلصها قبل أن نُقبل على المرحلة الأهم: انتخابات مجلس الشعب.
نحن الآن على أعتاب محطة جديدة، أشد تأثيرًا، وأوسع نفوذًا، وأقرب إلى هموم المواطن اليومية. مجلس الشعب ليس مجرد مقعد يتصارع عليه الطامحون، بل هو عنوان لكرامة الناس، ومسؤولية لن تَسَعها الوعود ولا الشعارات.
إن على كل من يفكر في الترشح أن يُراجع نفسه، لا من باب الحسابات الانتخابية، بل من باب المسؤولية والقدرة على المواجهة. فكرسي البرلمان ليس للوجاهة أو التصفيق، بل منصة للمحاسبة والتشريع وخدمة الناس.
كما أن على الناس أن يتعلموا من التجربة الماضية. لا يجب أن نُلدغ من ذات الجُحر مرتين. نحتاج إلى مرشح صاحب مشروع، لا صاحب صورة. نحتاج إلى من يعرف مشاكل القرية والنجع والمدينة، لا من يعرف فقط كيف يلوّح بيده في المؤتمرات.
أيام قليلة وسنرى التخطيط من جديد، وسنسمع الوعود تُغلف بالكلمات الذهبية، لكن يبقى السؤال: هل نتعلم من الدرس؟ هل نعيد ترتيب أولوياتنا؟ هل نُحسن الاختيار هذه المرة؟
أمامنا فرصة، فإما أن نصنع منها مستقبلًا يليق بنا، أو نعيد الكرة ونندم كما ندمنا مرارًا من قبل.
تعليقات
إرسال تعليق