هنا نابل / بقلم المعز غني

                  زياد غرسة فنان الأصالة والذوق الرفيع 

                      على ركح مسرح الهواء الطلق بنابل 

في ليلة من ليالي الصيف التي تعانق فيها نسمات البحر عبق التاريخ، تلألأ ركح مسرح الهواء الطلق بنابل ضمن فعاليات الدورة السابعة والثلاثين من مهرجان نابل الدولي، على وقع حضور فنان الأصالة والذوق الرفيع زياد غرسة.

كانت مدينة نابل عاصمة الوطن القبلي، في هذه الأمسية أشبه بعروس تزينت بالموسيقى، وأصطفت القلوب قبل المقاعد، حتى غصّت المدارج بالجمهور الذي ملأ المكان من أول الصفوف إلى آخر مقعد ، في مشهد يفيض حياة وشغفًا.

شرف السهرة حضور شخصيات وازنة، من بينهم الأستاذ أنور المرزوقي، النائب الأول لرئيس مجلس نواب الشعب، والسيد المعز بالرقشة الكاتب العام المكلف بتسيير شؤون بلدية نابل، ليشاركوا أبناء مدينتهم لحظة من الفخر والبهجة.

إعتلى الفنان زياد غرسة الركح بوقار الفنان الذي يعرف كيف يلامس الأرواح، وبدأت الأمسية تُطرّز بخيوط المالوف والمقامات التونسية الأصيلة، فكانت كل نغمة بمثابة رحلة في الذاكرة، وكل كلمة كعطر من ماضٍ جميل يتجدد في الحاضر.

تمايلت القلوب قبل الأجساد، وتعانقت التصفيقات مع الألحان، في إنسياب ساحر جعل الزمن يتوقف إحترامًا لتلك اللحظات.

لم تكن مجرد سهرة، بل صفحة جديدة تُضاف إلى كتاب مهرجان نابل الدولي، صفحة كتبتها الأوتار والحنجرة الدافئة لجمهور يعرف قيمة الفن الأصيل، وسهرة تُحفر في الذاكرة كواحدة من أنجح وأبهى ليالي المهرجان.