سنفعلها وجيش النيل وعد الله أوفاها
ونرفع راية التوحيد مهما عز من جاها
مضى أحمس الأول بنصر الحق يعلمنا
بأن الأرض ميراث لمن أخلصت يمناها
الفاتحين على خطى الأجداد قد خرجوا
تضج الأرض تحت خطاهم شوقا لنجواها
توارثنا طوفان النيل تسقيه إذا غضبت
فتنبت في ربوع النصر أزهارا لفداها
حملنا في العروق عزيمة الأجداد مورثة
كأن الشمس تعرفنا إذا أشرقت مسراها
فعلناها بحرب الغفران إذ دوى زئير بنا
فزلزلنا خطاكم حين كنا النار تلظاها
وهذي المرة الكبرى سنمضي لا هوادة في
مسيرتنا ونلقي في وجوه الغدر أشباها
غدا تنفجر الميادين الكبرى صاعقات لنا
فتغدو كل أساطيركم هزلا وأوهام سحقناها
نشق الليل من مصر إلى الأقصى نغنيها
بأن القدس عربية وأن عز لكرامه مأواها
شهداؤنا قوافل والعزوم جبال شامخة
تبارت كي ترى النصر وتسمو في أعلاها
نذود عن العقيدة بالدم الممزوج في كبدي
ونكتب بالدماء النصر أو نفنى بسوحاها
إذا ما صاح مؤذنها بأن الحرب قادمة
أجبنا كلنا الله أكبر الله أكبر لا سواها
سنلقى الأعداء حمما كأن السماء تطلقها
فتصعق كل أوهام وتكسر كل تيجانها
وكم زيف ادعيتم في فلسطين لنا وطنا
فصرنا اليوم نكتبها بدم الأحرار عنوانها
سيبقى الأقصى فينا قبلة الإيمان جامعة
تساميها جموع الحق من أعماق أقصاها
لقد وعد الإله وكان وعد الله صادقا
ومن أوفى من الرحمن بالآيات معناها
جنود الله في سيناء كالأسود عرينهم
إذا دعوا إلى الميدان أفنوا كل عدوانها
على خط القناة سطروا تاريخ أمتنا
فكان النصر يشهد أن مصر الحق فرسانها
غدا ستعود صيحات الراجمات المزمجرة
وتنزل في قلوب الغاصبين البؤس رعداها
كفى ظلما كفى عدوان قد نفد الصبر
تأجج في حناياها لهيب العزم نيرانها
سنكتب في دفاترنا بأن الأرض عربية
ونغرس في صحائفنا دم الأبرار ألوانها
ستعلم كل أجيال اليهود غدا إذا وقفوا
بأن سيوفنا برق وأن الموت عنوانها
سيخرج من ضفاف النيل بركان يفجرها
ويغرق كل من طغت يداه ببحر طوفانها
ونرفع في سماء القدس تكبيرا مدويا
فترقص في سماوات العلا أفلاك رحماها
فلسطين العروبة لن تذل ولن تفرط في
عزوم المؤمنين فكيف يخبو نور برهانها
أيا مسرى الرسول إليك جيش الله قادما
ليغسل عنك أدران السنين ويطهر أوطانها
إذا ما هبت الأبطال من مصر الكنانة لن
تعودوا بعد ذاك الدهر إلا برفات أكفانها
لقد صنع أجدادنا الكبار لنا ملاحمهم
فصرنا نحن أحفاداً نمجد كل ميادينها
سنعيد الحرب حرب الغفران نصرا لا شبيه له
فنكتب بالرصاص حروف مجد فاض إيماناها
سيأتي يومكم غضبا ونار الحق تحرقكم
وتبقى مصر في الأمجاد سامقة بأركانها
وإن نادى المنادي قم فهذي الأرض تجمعكم
رأيت الفرح من دمع الشهيد يسيل أجفانها
سنمضي لا نبالي بالمنايا نحن نعرفها
فمن يعشق لقاء الله لم يهبوا أحزانها
كفى طغيانا يا أبناء صهيون اسمعوا أبدا
فجيش النيل في الميدان يرسم خط نهايتها
ستبقى القدس عربية تصون المجد ساطعة
ويحرسها جنود الله ما أبقت لنا أرواحها
إذا ما حاولوا خدعا وبيعا خلف موائدهم
فنحن الحق إن زحفوا سنكسر كل أعوانها
سيبقى وعدنا للنصر محفورا بأوردتي وإن
سألوا عن الأقصى فمصر اليوم فرسان لها
قلم الأديب أحمد أمين عثمان
تعليقات
إرسال تعليق