ليلى لا تنسى من مهرجان نابل الدولي في دورته السابعة والثلاثين ، صوت الجنوب التونسي الأصيل رؤوف ماهر ، صوت الجنوب الصادق أمتعنا بأغنية
"على والديك رد بالك "
فتحول المسرح إلى دعاء واللحن إلى درس في الوفاء ، تصفيق حار إهتزت له مدارج المسرح ، دموع دافئة ، وقلب مدينة يعانق الفن الأصيل .
في ليلة من ليالي نابل التي لا تشبه سواها ، حيث يختلط عبق البحر بنسمات السهول ، ويلامس ضوء القمر ملامح المدينة الحالمة ، إرتدى مسرح الهواء الطلق المنصف قرط ليلة أمس السبت 09 أوت 2025 حلّته الأجمل، وتزين بقلوبٍ جاءت عطشى للفن النبيل .
هناك ، وسط تصفيق الأيادي وخفق الأرواح ، ظهر رؤوف ماهر … إبن الجنوب وصوت الوفاء.
لم يأتِ حاملاً ألحانًا فحسب ، بل جاء محمّلًا بذاكرة البيوت القديمة ، وحنين النخيل ، ورائحة القهوة في صباحات الأمهات .
وحين أنساب صوته في أغنيته الخالدة «على والديك رد بالك» ، لم يكن يغنّي فحسب … كان يزرع في القلوب بذور الإمتنان . إرتج المسرح تصفيقًا ، وإختلطت الإبتسامات بدموعٍ دافئة ، كأن نابل بأكملها كانت تردّد معه الدعاء .
ولقد أستمتع الجمهور الحاضر بباقة من الأغاني مثل :
،الخطافة ، الحب ، عروبية ، صنديدة ، عيونك تحاموا فيا
لم تكن السهرة عرضًا موسيقيًا وحسب ، بل كانت حكاية من فلكلور الجنوب ، رقصة من ذاكرة التراب ، ونغمة إلتقت فيها روح التراث بنبض الحاضر .
في هذه الليلة ، كتبت نابل سطرًا من ذهب في كتاب عشقها للفن الأصيل ، وأهدت العالم درسًا بليغًا: أن الموسيقى ، حين تنحني إحترامًا ًا للوالدين ، تصبح أسمى من كل الألحان.
شكرا رؤوف ماهر على هذه السهرة الرائعة التي ستبقى محفورة في الذاكرة الجماعية للنوابلية .
تعليقات
إرسال تعليق