القائمة الرئيسية

الصفحات

الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر يكتب إيوان… عيد ميلاد نجم بصوتو الفريد وحضور ما بيتكرر



كل ما يطلّ عيد ميلاد النجم اللبناني إيوان، بيصير متل مناسبة جماعية، ما بتنحصر فيه وحدو، بل بتنعكس على كل الناس اللي بيحبّوه وبيتابعوه، لأنو حضوره مش مجرّد مرور عابر على الساحة الفنية، بل حالة خاصة بتميزها الشياكة، الكاريزما، والروح اللبنانية الأصيلة. إيوان مش بس فنان بيمتلك صوت صافٍ ورنّان بيشبه الذهب لما يلمع تحت أشعة الشمس، هو كمان إنسان بيعرف يخلق حالة دفى من اللحظة الأولى اللي بيظهر فيها، بتشوفه وبتحس إنو في انسجام نادر بين عينيه وضحكته وصوته، وبتكتشف بسرعة إنو مش أي نجم بيقدر يحمل هالمزيج الفريد.


إيوان هو من النجوم القليلين اللي بيخلّوا الفن يضلّ حقيقي، بعيد عن الاستعراض المبالغ فيه، بيغنّي وكأنو عم يحكي قصة شخصية، وبيقدّم حالو من غير أقنعة أو تكليف، وهيدا السبب اللي خلّى الناس تتعلّق فيه وتعتبر إنو وجوده مش مجرّد غناء، بل جزء من الذاكرة العاطفية اليومية. وفي زمن صار فيه كتار من الفنانين بيركّزوا على الشكل والأضواء أكتر من الجوهر، بقي هو وفيّ لخطّو، صوته هو بطاقتُه وهويّتُه، وحضوره هو البرهان الأوضح إنو النجومية مش صرعة موسمية بل مسيرة عمر.


عيد ميلاد إيوان مش بس رقم جديد بينضاف عالسنة، بل هو تأكيد إنو الزمن عم يمرّ بس ما عم يقدر يغيّر بجوهر هالإنسان، بالعكس، كل سنة بتزيدو نضج، بتعطيه رونق مختلف، وبتخلي جمهورُه يحبّو أكتر، لأنو النجوم الحقيقيين متل النبيذ، كل ما مرق الوقت، كل ما صاروا أغلى وأقوى وأقرب للناس. يمكن سرّو الأكبر إنو بيعرف يوازن بين نجوميته وبين عفويته، يعني إذا شفتو عالخشبة أو بالتلفزيون أو حتى بمقابلة، بتحس إنك شايف حدا من بيتك، قريب من قلبك، وما في مسافة وهمية بين الفنان والجمهور.


ويمكن أهم ما يميّز إيوان إنو بيعرف يخلي اللحظة اللي بيطلّ فيها تتحوّل لمناسبة، يعني حضورو مش عادي، بيترك أثر واضح، وبيعرف كيف يطبع صورته بذاكرة كل شخص بيشوفه أو بيسمعه، وهيدا الأثر ما بينمحى، لأنو جاي من صدق، والصدق أقوى من أي أضواء أو حملات ترويج.


بعيد ميلادو اليوم، جمهور كبير بين لبنان والوطن العربي عم يعبّر عن حبّو إلو بالدعوات والتهاني، والكل متفق إنو وجودو متل قطعة نادرة من الفن اللبناني الأصيل، اللي لازم نحافظ عليه ونحتفل فيه، مش بس لأنو نجم، بل لأنو مثال إنساني بيذكّرنا إنو الشهرة الحقيقية بتنبع من البساطة، والحنجرة الذهبية ما بتلمع إلا إذا كانت مغسولة بالصدق.


فكل سنة وإنت بخير يا إيوان، وكل سنة وإنت هالنجم اللي بيضوي بفرح، وبيذكّرنا إنو الفن مش بس مهنة، إنما حياة كاملة من المشاعر، ومع كل عيد ميلاد جديد إلك، بيتجدّد بقلوبنا الإيمان إنو في أصوات وحضور ما بتنطفئ ولا بتنتهي، بل بتكبر وتزيّن سماء لبنان والعالم العربي.

تعليقات