القائمة الرئيسية

الصفحات

اجتماع الجامعة العربية: مصر تقود تضامنًا عربيًا لوقف تصعيد إسرائيل في غزة

 


الإخبارية نيوز : 

بقلم : نبيل أبوالياسين 

في لحظة تاريخية فارقة، حيث تتكالب قوى الظلام على فلسطين، وتتجرأ على إعلان خططها لاحتلال غزة، يجتمع العرب على أملٍ يلوح في الأفق. اجتماعٌ ليس كأي اجتماع، بل هو صرخة في وجه الصمت الدولي المريب، ورفض قاطع للسياسات الأحادية التي تسعى لفرض أمر واقع بالقوة. وبينما تتزامن هذه اللحظة مع اجتماع لمجلس الأمن، تقع على عاتق الدول العربية مسؤولية تاريخية لا تقبل التأجيل أو التراخي. هذه الأزمة ليست مجرد حدث عابر، بل هي اختبار لإرادة الأمة في مواجهة التحديات المصيرية التي تهدد وجودها وهويتها.



اجتماع جامعة الدول العربية.. تحركٌ في مواجهة الاحتلال


تلبيةً لنداء فلسطين، اجتمعت جامعة الدول العربية في القاهرة على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث آليات التحرك الفوري ضد القرار الإسرائيلي بإعادة احتلال قطاع غزة. هذا الاجتماع، الذي جاء بطلب من فلسطين ودعم من الدول الأعضاء، يهدف إلى مناقشة سبل وقف المجازر والانتهاكات التي ترتكب بحق المدنيين في غزة. لقد أشار مندوب فلسطين، مهند العكلوك، إلى أن هذه الخطوة الإسرائيلية تنذر بتهجير قسري واسع النطاق، وهو ما يتطلب موقفًا عربيًا موحدًا وفعالًا. هذا الحراك العربي يمثل بارقة أمل في ظل الظروف الراهنة، ويؤكد على أن القضية الفلسطينية لا تزال في قلب الضمير العربي.



إدانات عربية ومخاوف من تصفية القضية


توالت الإدانات العربية الرسمية على خطة إسرائيل لاحتلال غزة، حيث أدانت كل من الجزائر وتونس هذا المخطط الذي يعتبرونه تصعيدًا خطيرًا ورفضًا لإرادة المجتمع الدولي. كما أكدت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة رفضها القاطع لهذا الإعلان، واعتبرته انتهاكًا للقانون الدولي ومحاولة لفرض أمر واقع. من جهته، أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، أن مصر ترفض بشكل قاطع السياسات الأحادية والتدخلات الخارجية، مشيرًا إلى أنه لا يمكن لأي طرف أن يهيمن على المنطقة. هذه التصريحات والتحركات تؤكد أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية، بل هي قضية وجودية ترفض التصفية والتهميش.


ما الخطوات العملية المتوقعة بعد الإدانات؟


في ظل تصاعد الأزمة، يتساءل الكثيرون عن الخطوات العملية التي يمكن أن تتخذها الجامعة العربية لمواجهة التصعيد الإسرائيلي. هل ستلجأ الدول العربية إلى ضغوط دبلوماسية مكثفة في الأمم المتحدة؟ أم أن الموقف سيتجاوز الإدانات إلى خطوات ملموسة مثل فرض عقوبات أو دعم مقاطعة إسرائيل دوليًا؟ التاريخ يشهد أن المواقف العربية الموحدة كانت دائمًا عامل ضغط حاسم، والآن أكثر من أي وقت مضى، يحتاج الفلسطينيون إلى تحركات عربية تجعل كلفة الاحتلال باهظة على إسرائيل.  


الغضب العالمي والإسرائيلي يتصاعد


في خضم هذه الأزمة، تتصاعد موجات الغضب العالمية والإسرائيلية على حد سواء ضد حكومة نتنياهو. فبينما يواصل العالم إدانته لجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة، تخرج مظاهرات حاشدة في تل أبيب للتعبير عن الرفض الشعبي لخطة تصعيد الحرب. لقد تظاهر آلاف الإسرائيليين مطالبين بإنهاء فوري للحملة العسكرية وإطلاق سراح الرهائن، مؤكدين أن سياسات نتنياهو المتطرفة تهدد حياتهم ومستقبل بلادهم. يقول المنظمون إن أكثر من 100 ألف شخص انضموا للمظاهرة، في إشارة واضحة إلى أن الشارع الإسرائيلي يرفض استمرار الحرب التي لم تجلب سوى الدمار والألم.


وختامًا: لقد دقت ساعة الحقيقة، وها هي الشعوب العربية والعالمية، بل وحتى داخل إسرائيل، ترفض هذا العدوان الأعمى الذي يهدد بتقويض كل أسس الاستقرار الإقليمي والدولي. إن اجتماع جامعة الدول العربية، وتصريحات مصر الرافضة للتدخلات الخارجية، يجب أن تكون بداية لصحوة عربية حقيقية، لا تكتفي بالإدانة والشجب، بل تتخذ خطوات عملية وحاسمة لإنقاذ غزة وأهلها. إن التاريخ لن يرحم المتخاذلين، والشعوب لن تنسى من خذل القضية. لقد آن الأوان لأن يتحول هذا الرفض إلى فعلٍ على الأرض، يوقف آلة الحرب الإسرائيلية، ويحمي الشعب الفلسطيني من مصير التهجير والإبادة. هذه اللحظة هي لحظة مصيرية، إما أن ننهض ونتحرك، أو نذبل ونندثر.


تعليقات