القائمة الرئيسية

الصفحات



بقلم د. ليلى الهمامي


أي تصوّر لبرنامج سياسي لا يحمل العمق الحضاري الذي يجب علينا أن نستوعبه كاستحقاق ضروري وأساسي، هو تصوّر لا معنى له... 

أتحدث هنا عن حقوق الانسان، لكن أيضا عن حقوق الحيوان والطبيعة... أتحدث عن أبعاد أساسية بالنسبة للأمم المتقدمة والمتحضرة. 

ليس ثمة ما يجعلنا نحن العرب خارج منظومة القيم الكونية، القيم التي من المفروض أن تكون أساسا لتحقيق السعادة الإنسانية. الإنسان لا يمكنه أن يسعد وهو في حالة حرمان وجوع أو في حالة مرض... عندما يكون فاقدا للمسكن، عندما يكون فاقدا للباس، فاقدا للدفء في الشتاء، لإمكانية الرفاه والترفيه عن النفس... لأن النفس تكلّ. ولا يمكن للإنسان أن يكون سعيدا إذا كان محيطه الحيواني محيطا يتعرض فيه الحيوان للتعذيب وللتنكيل بأشكال بشعة لا يرضى بها الله ولا يرضى بها الإنسان السويٌ. 

الطبيعة وحماية المحيط من الانهيار، من انهيار المنظومة الإيكولوجية، تلك السلاسة الايكولوجية التي تجعلنا نشهد الجمال في كل ما هو طبيعي.

اليوم، بالفعل، أتحدث عن هذه الأبعاد لأن لا معنى لسياسي لا ينظر إلى هذه الأبعاد، لا معنى لسياسي لا يدعو الى حماية الإنسان من التعذيب الى حماية الإنسان من التنكيل، من التهميش الاقتصادي ولا معنى لسياسي لا يعتبر حق الحيوان حقا، تلك الموجودات والمخلوقات اللطيفة التي نحتاجها والتي تؤنسنا إن لم تكن تفيدنا مباشرة في حياتنا... 

منع تعذيب الحيوان ومنع سوء معاملة الحيوان أمر أساسي في كل رؤية حضارية، رؤية تثوّر المجتمع... 

لسنا في سياق شعبوية لارضاء المجتمع ان كان المجتمع على خطإ أو على ضلال ... هي رؤية تنقذ الطبيعة من التخريب، من الافساد الذي تتعرض له في كل أنحاء العالم. 

في بلداننا العربية كل شجرة تزرع هي خير لكل الأمة خير بمعنى أوكسيجين، بمعنى ظلال ، ايواء الموجودات الضعيفة من الامطار ومن المخاطر. كل هذا لا بد أن نأخذه بعين الاعتبار. 

هذا هو معنى أن تكون سياسيا وأن تكون لديك رسالة سياسية.

تعليقات