بقلم احمد الشبيتى
نعيش اليوم واقعًا مريرًا لم يعد خافيًا على أحد، واقع تتصدره الشائعات، ويغذيه النسخ واللصق بلا وعي ولا تحرٍ للدقة. أخبار كاذبة، مغلوطة، محرفة، تُلقى بين الناس كما تُلقى الشرارة في الهشيم، فتشعل فتناً بين الأهل والأصدقاء، وتهدم بيوتًا، وتزرع الشكوك في النفوس.
أين نحن من ديننا الذي أمرنا بالصدق، ونهانا عن الكذب؟!
أين نحن من حديث رسول الله ﷺ: "كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع" [رواه مسلم]؟
ألا نعلم أن نشر الكذب جريمة أمام الله قبل أن تكون جريمة أمام القانون؟
وقفة مع الضمير والدين
يا من تنشرون على صفحاتكم أخبارًا لم تتحققوا منها… تذكروا أن كل كلمة تكتبونها أو تشاركونها، هي شهادة عليكم يوم القيامة، قال تعالى:
﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق:18]
أفيقوا من غيبوبة النسخ واللصق… دعونا نعود لما تربينا عليه: المصداقية، الكلمة الطيبة، الخبر الصادق، والتحليل العاقل.
لمحة اجتماعية من الزمن الجميل
كم كنا ننتظر نشرة الأخبار على التلفاز المصري، أو نقرأ في الجرائد المصرية الصادقة… كم كانت الكلمة مسؤولة، تُكتب بميزان الذهب. أما اليوم، فقد غزتنا صفحات مجهولة، ووجوه خلف الشاشات، لا نعرف لهم ماضٍ ولا حاضر، يتربحون من المشاهدات والتعليقات على حساب سمعتنا وأمننا الاجتماعى .
الموقف القانوني
القانون المصري لا يتهاون مع هذه الأفعال، فـ السب والقذف، ونشر الأخبار الكاذبة، والتحريض على الفتنة، كلها جرائم منصوص عليها في قانون العقوبات وقوانين الجرائم الإلكترونية، ويعاقب مرتكبوها بالحبس والغرامة.
ومن حق أي مواطن متضرر أن يحرر محضرًا ضد أي شخص نشر أو شارك محتوى كاذب أو مسيء، ليكون عبرة لغيره.
صرخة تحذير
أيها الأحبة… أوقفوا هذا الشرير الذي اقتحم بيوتنا باسم "التكنولوجيا الحديثة".
أوقفوا هذا "الهلفوت" الذي جعل الكذب والنفاق والحقد تجارة رابحة.
إن أردتم الأمان، فلتغلقوا أبواب الفتنة، ولتحاربوا هذه المنصات الملوثة بالكذب، أو على الأقل لتتعاملوا معها بعقل وحذر.
كلمة أخيرة
استقيموا… أفيقوا قبل فوات الأوان… اتركوا من يعمل يعمل، واتركوا من يبني يبني، واتركونا نعيش في سلام وأمان.
عودوا للكلمة الصادقة، ودعونا نكتب ونقرأ ونسمع ما يرفع شأننا، لا ما يهدم بيوتنا.
تعليقات
إرسال تعليق