القائمة الرئيسية

الصفحات

منذر رياحنه يردّ على إشاعة السجن بأسلوب ساخر وذكي.. والجمهور يصفّق لعبقرية تحويل الأزمة إلى دعاية ذهبية لـ"أعوام الظلام"



متابعة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 


بعد العاصفة الإلكترونية التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، وانتشار إشاعة سجن النجم الأردني العالمي منذر رياحنه 100 عام في الكويت، جاء الرد المنتظر من النجم نفسه، ليُغلق الباب على كل ما قيل بأسلوب ذكي وساخر، وكأنّه يكتب نهاية قصة لم تكن تستحق أن تبدأ أصلاً. رياحنه اختار أن يطلّ على جمهوره بكلمات بسيطة لكنها مشبعة بالكاريزما والهدوء والثقة بالنفس، حيث قال: "وأنا بقطف ثمار الصباح بهدوء وحرية تحت شمس اليوم… بتساءل: يا ترى بأي زنزانة كنت نايم مبارح؟ 😏 خلّونا نكمل الحكاية بـ أعوام_الظلام … لأن السجن في الدراما، مش في الواقع 😉"، وأضاف الوسوم التي تلخّص فلسفته في الحياة والفن: منذر_رياحنه حرية_الفن أبو_غضب.


هذه الجملة لم تكن مجرد تعليق عابر، بل تحوّلت إلى درس في فن إدارة الأزمات، لأنّ رياحنه لم ينفِ الإشاعة بطريقة جافة، ولم يغضب أو يهاجم، بل استخدم روح الدعابة الممزوجة بالثقة ليحوّل موقفًا محرجًا إلى مادة ملهمة للجمهور والصحافة. كلماته البسيطة كانت كفيلة بأن تحسم القصة، وتعيد زمام المبادرة له شخصياً، وتُعيد الجمهور إلى المسار الصحيح: متابعة العمل الفني المنتظر "أعوام الظلام"، الذي يبدو أنّه لن يكتفي فقط بخطف القلوب على الشاشة، بل بدأ بالفعل يصنع زخمًا إعلاميًا قبل عرضه.


الأهم من ذلك أنّ رياحنه وجّه رسالة ضمنية بأنّ الفن الحقيقي أقوى من أي محاولة تشويه، وأنّ السجن الذي رآه الجمهور في الصورة لا يتجاوز حدود الكاميرا والإضاءة والكواليس، بينما الحقيقة أنّ الفنان يعيش كامل حريته الفكرية والإبداعية، وهذه الحرية هي التي سمحت له بتحويل الإشاعة إلى أداة ذكية لجذب الانتباه. وما إن نشر تعليقه حتى اشتعلت منصات التواصل بالتصفيق والضحك، وبدأ الجمهور يشارك الجملة على نطاق واسع بوصفها "أذكى رد على إشاعة في 2025"، حتى أن بعض الصفحات الأجنبية المختصة بالفن تداولتها وأشارت إلى مهارة النجم في التعامل مع الموقف بروح عالمية تشبه أسلوب نجوم هوليوود في تحويل الأزمات إلى فرص.


المثير للاهتمام أنّ هذه اللحظة لم ترفع فقط من قيمة رياحنه الإعلامية، بل زادت من ترقّب الجمهور لمسلسل "أعوام الظلام"، الذي بات عنوانًا مشحونًا بالإثارة والغموض حتى قبل أن يُعرض رسميًا. كل منشور وكل تغريدة باتت تربط بين اسم رياحنه والسجادة الحمراء التي تنتظره، وبين شخصية "أبو غضب" التي اختار أن يقدّمها للجمهور بطريقة لم يتوقعها أحد. ولعلّ أكثر ما يلفت النظر أنّه استطاع أن يحوّل لحظة قد تكون ضده إلى لحظة لصالحه، بل ولصالح الدراما الأردنية والعربية التي وجدت نفسها فجأة حديث المنصات العالمية بفضل إشاعة فاشلة قلبها الجمهور والنجم إلى قصة نجاح.


وفي النهاية، أثبت منذر رياحنه أنّ النجم الحقيقي ليس من يتصدّر الترند بالمصادفة، بل من يعرف كيف يوظّف اللحظات الحرجة لصالح فنه ومسيرته، ويخرج منها أقوى وأكثر حضورًا، ليؤكد مرة أخرى أنّ السجادة الحمراء لم تكن وعدًا بعيدًا، بل نتيجة طبيعية لموهبة حقيقية تعرف كيف تمشي بثقة بين الضوء والظل، بين الحقيقة والدراما، وتخرج دائمًا رابحة في عيون جمهورها وفي صفحات التاريخ الفني.

تعليقات