القائمة الرئيسية

الصفحات



يا أسد سينا فارس و رمز الفدا

يا من بنيت المجدَ والمجد اعتلا


بالبرث كنت السيفَ بوجه العدى

والحق في كفيك قد صار السنا


قمت الهزيع الأخير تحرس أرضنا

والليل من حول الجبال تلظى


لم تعرف الضعف الجسور إذا مشى

والموت إن لاقاك ولى وانجلى


يا منسيا انت من الخالدين تركتنا

نهفو لعهدك ما حيينا أحييت أملا


أقسمت أن تبقى لرايات العلا

حارسا والدم الطهور هو الفدا


كم سهرت على الحدودِ مكافحا

لا تعرف الإذلال يوما أو ونى


مثال للرجولة إذا ادعى قوم الفتى

فالفعل يشهد لا الثياب ولا الملا


فلتشهد الدنيا وتروي ذكرنا

أنا على دربِ الشهيد وما سوا


جيش العروبة في حماك موحد

لا ينحني للشرّ يوما أو غوى


نم هانئا في الخلد يا فخر الهدى

فالدين والوطن استقاما واعتلا


لله درك كم صدحتَ مبادرا

للحق حين تلا نداء أو دعا


يا أيها الليث الذي صان الحمى

ما خاف من نار العدو ولا العدى


قد كنتَ درعا في الليالي حالكا

وأمضيت سيفا في النهار إذا سرى


والبرث تشهد يوم حاصرت العدى

أن الشجاعةَ قد تجسدت بها


يا قائدا للروح قبل الجند ما

خارت قواه ولا أرخى العصا


أحياك ربّك في القلوبِ محبة

وأراك في التاريخ مجدا خالدا


كم قد حميت الدار من أعدائها

حتى غدوتَ لعينهم شوكا قسا


إن الشهادة في حماك وسامها

أضحى وسام فخارِنا وسناه ذا


يا منسيا يا من جعلت دماءنا

عهداً على الأوطان أن تبقى لنا


لن ينحني جند الكنانة إنما

هم أسد الهيجاء صونا للوغا


كم شجاع بعد ذكراك اقتفى

درب البطولةِ فازداد ارتقى


ولنا بك الفخرُ العظيم لأننا

أبناء جيش لا يلين إذا اعتلى


قد كنتَ سدا حين جاشت فتنة

فتهاوت الأطماع بعدك وانمحى


هذي دماؤك في الثرى تنمو لنا

عزما وعهدا لا يحطم أو ينى


لو كان للحرية وجه ناصع بالورى

لوجدته في وجهك الحرّ الأبا


أنت البقاء إذا الفناء تخطفت

أرواحنا والليل أرخى المعطفا


يا منسيا والله لن ننسى الذي

قدمته روحا وصدقا في الفدا


وأخر مانطقت يانجيب حقهم

يانموت زيهم وكانت لربنا


نم يا شهيد الحق أنت كوكب

يهدي دروب النصر إنْ طال المدى


يا من حميت الأرض من أعدائها

وأبيت إلا أن تعانقها الفدا


سنظل نروي سيرة من مجدك 

لا ينتهي ما غردت فوق الربا


وسيبقى اسمك في القلوب منارة

تشدو بها الأجيال عزا وهدى


نسأل الرحمن في الفردوس يجمعنا

بكَ يا شهيد العز في ظل الرضا


فأنتَ للخلد الحياة حقيقةً

ولك البقاء وإن مضت فينا الحيا


قلم الأديب احمد أمين عثمان

تعليقات