القائمة الرئيسية

الصفحات


                               ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


1. الغموض والهوية:


الشخصية التي في الصورة مغطاة الرأس، بلا وجه، بلا ملامح…

وهذا يفتح بابًا واسعًا للتأويل الأدبي، إذ يمكن اعتبارها:

رمزًا للإنسان المعاصر الذي فقد هويته تحت ضغط الحياة، أو

تجسيدًا للاغتراب الوجودي، حين يصبح الإنسان مجهولًا حتى لنفسه.

الوجه الغائب قد يدل على الانمحاء أمام الواقع أو على التخلي عن الذات في سبيل شيء مجهول.

2. الشجرة المحترقة الخارجة من الظهر:

في الاأدب، الشجرة كثيرًا ما ترمز إلى الحياة، الجذور، الذاكرة، النسب، والنمو.

لكن هنا نراها:

سوداء، ملتوية، محترقة…

تخرج من الظهر كما لو كانت عبئًا أو لعنة، لا هدية.


وهذا يمكن أن يرمز إلى:

جراح الماضي المتجذرة التي لا يمكن التخلص منها.

أو إلى نمو داخلي مشوَّه، حيث تتحول التجربة إلى ألم لا إلى وعي.

النار المشتعلة بين الأغصان تشير إلى:


احتراق داخلي نفسي، ربما ندم، قهر، أو تمزق.

أو رغبة في التغيير، لكنها تؤذي الذات أولًا.


3. الخفافيش/الطيور السوداء:


وجود الخفافيش وهي تطير من جسد الشخصية يضيف بعدًا أكثر ظلمة:

إنها أفكار مظلمة تتحرر، أو ربما ذكريات تهرب.

في الأدب الرمزي، الخفافيش ترمز إلى الخوف، الموت، الأسرار، أو اللاوعي.


4. القمر خلف الشخصية:


القمر هنا ليس مجرد خلفية، بل:

يشبه عينًا تراقب، أو حقيقة مكشوفة.

وقد يرمز إلى الوعي المفاجئ المؤلم، أو الجنون تحت ضوء الحقيقة.

القمر مكتمل، وهذا يشير إلى اكتمال دورة ما: ربما نهاية، أو لحظة تحوّل.


5. التحليق/التعلق في الهواء:


الشخص لا يقف، ولا يطير فعلًا… بل يبدو معلقًا:

كأنه في حالة بين الحياة والموت، بين الحلم والواقع.

هذا الموضع الأدبي يرمز إلى اللاانتماء، إلى التيه الروحي، إلى حالة من الوجود المؤجل.


المعاني العامة التي توحي بها الصورة:

الإنسان يحمل ماضيه على ظهره، لكنه لا يستطيع التخلص منه دون أن يحترق.

أحيانًا، كل ما نظنه نموًا، هو في الحقيقة تَشَكُّلُ الجراح في صورة فروع سوداء.

الاغتراب عن النفس والمجتمع قد يصل بالمرء إلى أن يتحول جسده إلى شجرة محترقة، وأفكاره إلى طيور سوداء تطير في الليل.


 ملاحظات أسلوبية:


الصورة مليئة بالشاعرية السوداوية، وتشبه كثيرًا الأسلوب السريالي الذي يُستخدم في الأدب للتعبير عن اللاوعي والصدمات.

يمكن أن تكون هذه الصورة مشهدًا رئيسيًا في قصة رمزية أو مسرحية عبثية.

ويبقي الشعر: ــــ


"ظلالٌ تخرج من ظهري"

بقلم: أحمد عزيز الدين أحمد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لم أعد أسير على الأرض،

ولم أتعلم الطيران.

أنا ذلك الكائن المعلّق بين السؤال والرماد،

ظهرُه شجرة،

لكنها لا تُزهر…

بل تتقيّأ أغصانًا محترقة.


في ظهري، لا جناحين…

بل ماضٍ متفحّم،

ينبت من نخاعي كالشوك،

ينفجر كلما مرّت نسمة ذكرى.


الخفافيش التي تطير حولي ليست طيورًا،

إنها أفكاري،

أوهامي،

ذنبي حين فكرت أن العالم قد يحتملني.


لا وجهي وجهي،

ولا الليل ليل،

حتى القمر لا يبدو مكتملًا…

بل كعينٍ قديمة

شاهَدت انهياري وابتسمت.


أسير…

بل أُساق،

كما تُساق الروح من الجسد بعد ارتطامها بالألم.


وكلما حاولت أن أطفئ النار التي تنمو في عروقي،

زاد اشتعال الغصون،

وتناثر الظل منّي كالسخام…


ربما لم أكن إنسانًا…

بل فكرةٌ ظلت في عقل الله،

ثم نسيها هناك.


بقلم / احمد عزيز الدين احمد 

كاتب وروائي وشاعر

تعليقات