كتب شريف عبد الجليل أسوان
رغم ما حققته منظومة التأمين الصحي الشامل من خطوات واسعة نحو تحسين الخدمات الطبية وتخفيف أعباء العلاج عن كاهل المواطنين في أسوان، إلا أن أزمة نقص الأطباء ما زالت تمثل التحدي الأكبر الذي يهدد استمرارية المنظومة بكامل قوتها.
ففي الوقت الذي وفّرت فيه الدولة أحدث الأجهزة الطبية وطوّرت المستشفيات والمراكز الصحية، يظل غياب الكوادر الطبية المتخصصة عائقًا أمام تقديم الخدمة بالكفاءة المطلوبة. بعض الوحدات والمستشفيات تعمل بنصف طاقتها، وأخرى تضطر لتحويل المرضى لمسافات طويلة بسبب عدم توافر التخصصات الحيوية، مثل التخدير والعناية المركزة وبعض التخصصات الدقيقة.
ويرجع خبراء الصحة أسباب هذه الأزمة إلى عزوف الأطباء عن العمل في المناطق النائية، بحثًا عن فرص أفضل في المدن الكبرى أو خارج البلاد، إضافة إلى الضغوط المهنية وقلة الحوافز.
ويؤكد مواطنو أسوان أن استمرار هذا النقص قد يقوّض الجهود المبذولة لتطوير المنظومة، مطالبين بضرورة وضع حلول عاجلة، منها زيادة الحوافز المالية، وتحسين بيئة العمل، وتوفير سكن وتجهيزات لائقة للأطباء، إلى جانب فتح المجال أمام الاستعانة بالكوادر الطبية من المحافظات الأخرى أو عبر التعاقدات المؤقتة.
ويبقى الأمل أن تدرك الجهات المعنية أن نجاح منظومة التأمين الصحي الشامل لا يعتمد فقط على المباني الحديثة والأجهزة المتطورة، بل على وجود الطبيب المؤهل الذي يمثل العمود الفقري لأي خدمة طبية متكاملة.
تعليقات
إرسال تعليق