✍️ بقلم: أحمد الشبيتي
في الأيام الأخيرة، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي والأحاديث العامة بتكهنات وأخبار ـ معظمها بلا سند ـ عن أسماء قوائم انتخابية أُعدّت مسبقًا، وأعضاء حُسمت أماكنهم في مجلس النواب قبل أن تُفتح صناديق الاقتراع. ومع كل ذلك، نجد أن أعدادًا كبيرة من الأشخاص يتقدمون للترشح دون دراسة، ودون برنامج انتخابي واضح، وكأن الأمر مجرد سباق على مقعد أو لقب.
والسؤال هنا: أين نعيش نحن؟
هل نحن أمام سباق كراسي، أم أمام عمل وطني جاد يقوم على الوعي والفهم العميق لدور النائب البرلماني؟
إن معنى "مرشح الشعب" لا يقتصر على صورة ولا شعار ولا حملة انتخابية صاخبة، بل هو مسؤولية ثقيلة. النائب الحقيقي يجب أن يدرك أنه يمثل سلطة رقابية وتشريعية، له حق الاستجواب، وطلب سحب الثقة، وطلب الإحاطة، والمشاركة في صياغة ومراقبة القوانين التي تحكم حياة المواطن. فهل يدرك كثير ممن يتسابقون على الكراسي هذا الدور؟ أم أن المسألة عند البعض لا تتجاوز نفوذًا أو مالًا أو وجاهة اجتماعية؟
الوطن اليوم لا يحتاج إلى تعصب أعمى ولا إلى شراء أصوات، بل يحتاج إلى علماء، إلى أصحاب رؤية ودراسة وخبرة، إلى من يضعون مصلحة الوطن فوق أي حساب ضيق أو منفعة شخصية. الانتخابات ليست مجرد أوراق في صندوق، بل هي انعكاس لوعي شعب ومسؤولية أمام الله والتاريخ.
رسالتي لكل مواطن: أفيقوا. لا تجعلوا أصواتكم مجرد ورقة بيضاء تُباع وتُشترى. بل اجعلوها أمانة، تختارون بها من يعرف معنى التشريع والمحاسبة والمراقبة، ومن يملك برنامجًا حقيقيًا يخدم الوطن والمواطن.
فالأوطان لا تُبنى بالكراسي، بل تُبنى بالرجال الصادقين، وبالعقول المستنيرة التي تعرف أن البرلمان ليس ساحة وجاهة، وإنما ميدان خدمة وعمل جاد.
تعليقات
إرسال تعليق