أحتاج كثيرًا إلى أن أمضي بلا وجهة،
أن أترك قدميّ تسيران حيث لا أدري،
أن أُسلم خطواتي للمجهول،
لعلني أجد هناك ما عجزت عن العثور عليه بين الجدران الضيقة،
راحةً تسكن بين أنفاس الريح،
وصمتًا يعيد ترتيب نبضاتي المبعثرة.
ما تمنيتُ البكاء يومًا،
لكني وجدتني أُحني رأسي للحزن،
لم أسأله أن يأتي، لكنه جاء،
تسلل بين لحظاتي، تشبّث بقلبي،
ومن همّ الأيام سالت عيناي،
كأنها تسكب ما عجز الكلام عن وصفه.
تمنيت فقط أن أعيش كما أشتهي،
أن أكون أنا كما أردت،
أن أخيط أيامي على مقاسي،
لكن الحياة لا تهبُ الإنسانَ إلا ما يريدها له الزمن،
تختار له طرقًا لم يخطط لها،
وتفرض عليه فصولًا لم تكن في حُسبانه،
فيها ربيعٌ لا يُزهر كما يشتهي،
وفيها خريفٌ يقتطف أمانيه قبل أن تنضج.
ومع ذلك، أمضي،
أمشي حيث لا أدري،
لعلّ الطريق يُخفي لي جوابًا،
لعلّ المجهول يحمل لي طمأنينة لم أجدها في كل ما هو معلوم.
تعليقات
إرسال تعليق