ذات يوم ، كان إسم مهرجان قرطاج الدولي مرادفًا للرقيّ ، ومرآة تعكس وجه تونس الثقافي المشرق ، وحين يُذكر إسمه تُحنى له القامات إحترامًا ً، ويُفتخر به بين الأمم ...
أما اليوم ، فلقد بلغ بنا المشهد حدًّا من الإسفاف والابتذال يبعث على الحسرة ، ويستفزّ كل من في قلبه ذرة غيرة على صورة تونس.
الصورة أصدق من الكلمات ... مشهد مخجل ، عبثيّ ، مهين على ركح مسرح كان يومًا منبرًا للفكر والفن الأصيل ، فإذا به يتحول إلى ساحة تهريج لا تُشبه قرطاج في شيء.
لا إحترام لا للمكان ، ولا للجمهور ، ولا حتى لما تبقّى من رمزية المهرجان العريق في ذاكرة التونسيين .
ما حدث ليس مجرد زلّة عابرة ، بل مؤشّر خطير على التسيّب الثقافي ، والتدهور في معايير البرمجة والإنتاج ، والأخطر من ذلك : التطبيع مع الرداءة باسم الترفيه .
ومن هذا المنبر ، أوجّه رسالة مضمونة الوصول إلى الجهات المعنية: إلى رئاسة الجمهوريّة ، وزارة الشؤون الثقافية ، وكل من يهمّه الأمر ،
نرجو فتح تحقيق جاد ومسؤول فيما آلت إليه الأمور ، ومحاسبة كل من ثبت تقصيره أو إستهتاره بصورة تونس الثقافية.
قرطاج ليست للفرجة الرخيصة ،
قرطاج ذاكرة حضارة ، وإرث إبداع ، ومسؤولية أجيال .
فاحفظوا لها ما تبقّى من هيبتها ،
فليس كل سقوط يُغتفر ...
اللهم أشهد لقد بلغت .
تعليقات
إرسال تعليق