بقلم: محمد عبدالعزيز سعفان
التاريخ ليس قصة للتسلية، بل إنذار مكتوب بدماء الأمم التي سقطت. الأندلس لم تسقط حين هاجمها الأعداء، بل حين فتحت أبواب قصورها للموسيقى واللهو وأغلقت أبواب حصونها. حين استبدلت الرمح بالعود، وتنازلت عن أسباب قوتها، تبدّل اسمها من الأندلس إلى إسبانيا، وتغيّر بطلها من طارق بن زياد إلى فاسكو دي غاما.
اليوم، ونحن نرى السعودية تسابق الزمن نحو الانفتاح، نسأل: هل هذا انفتاح واعٍ يحافظ على الهوية؟ أم انزلاق ناعم نحو فقدان الذات؟ الحفلات الغنائية، المهرجانات الصاخبة، سباقات الترف، وانبهار البعض بالنموذج الغربي… كل هذا ليس خطرًا في ذاته، بل يصبح خطرًا حين يتحوّل من أداة للتطوير إلى غاية بحد ذاتها، تسرق الوقت والوعي، وتهمّش العلم والإنتاج والابتكار.
من يظن أن الأندلس بعيدة، عليه أن يتذكر أن الحضارات تموت ببطء، ثم تنهار فجأة. والتاريخ لا يرحم من يكرر أخطاءه.
الرسالة واضحة: من هان، يسهل الهوان عليه… ومن استبدل أسباب القوة بأسباب الترف، سيكتب بنفسه شهادة وفاته الحضارية.
تعليقات
إرسال تعليق