القائمة الرئيسية

الصفحات



  "بين الركح والكواليس: ولادة مخرجة شابة، أميمة الطرابلسي " 


في زمن تمتلئ فيه المسارح بالأضواء وأصوات التصفيق ، ولدت أمام أعيننا تجربة فريدة من نوعها ، بطلتها مخرجة شابة إسمها أميمة الطرابلسي. 

رحلة نادرة ، عبرت فيها من وقوفها على 

خشبة المسرح في إفتتاح مهرجان نابل ، إلى وقوفها خلف الكواليس ، تدير الدفة ببصيرتها وشغفها في الاختتام .


 ■ ولادة على الركح ■

لم تكن ولادة أميمة كمخرجة مجرد قرار مهني؛ بل لحظة تحوّل سُمعت فيها دقات قلبها مع رفرفة ستائر الخشبة في قاعة مملوءة بالأمل والجمهور

. هناك وسط التصفيق ، كان الجمهور يرى بطلة ، بينما كانت هي تتخيّل لحظات أخرى ، أبعد من الأضواء ، ترى صورتها المقبلة داخل العمل الجماعي والخلفيات الخفية .


كانت البداية بـ"ديما حب"، عرض تلتقط فيه أنفاسها وهي تقود الإحساس الجماعي من موقع البطلة ، تفتح للآخرين أبواب الحلم وتوقد نار الولاء للفن. 

لم تكن مجرد ممثلة ، بل منبع رومانسية وصدق ، شعرت وقتها أن النجاح لم يُختزل في صفّ من التصفيق أو صورة للذكرى ، بل في الطاقة التي بقيت تتوهج بداخلها .


 ■ من قلب الحدث إلى قلب الإخراج ■ 

انقلب المشهد في النهاية ... أصبح الركح ملعب أفكارها ، والكواليس بيت أسرارها.

 لم تعد البطلة التي تُدوّي العبارات أمام الناس ؛ بل صارت العقل المدبر الذّي يُنسّق ويرسم الصورة الكبيرة بحب لا يقلّ حرارة عن حب الركح .  

في العمل على "المقام"، كانت الحكاية أكثر تعقيدا ، وأكثر دفئا . هناك أكتملت لها صورة الإنجاز الجماعي : رحلة طويلة ، تتقاطع فيها أحلام الجميع ، وتذوب المهارات الفردية في عمل واحد لا يحمل توقيع ممثل أو مخرج بعينه ، بل يحمل بصمة الحياة .


 ■ ما بين الافتتاح والاختتام: الرحلة ■

من جمهور ينبهر بالكلمات إلى عيون تتفرس في كواليس التعب ، كانت أميمة طرابلسي عابرة في هذا المسار ، إمرأة أعطت التجربة أكثر من وجه ، وأهدت للمهرجان ألوانا تضئ حتى العتمة .  

بطلة الإفتتاح وقائدة الاختتام ... تجربتان توحدتا في سيدة على مشارف ربيعها ، إختارت أن تنتصر للحلم.

 فالنجاح الذي عرفته لم يكن يوما صدفة ؛ بل ثمرة إيمان طويل ومقاومة عنيدة ، والمعركة التي خاضتها لم تكن فيها وحدها ، بل كانت بعشقها للفن ، وبإيمانها بأن القيادة ليست فقط وقوفا أمام الناس ، بل تكمن في الإخلاص ، في التوجيه ، وفي الصبر.


 ■ ختامًا…■

ولادة المخرجة الشابة من رحم الركح ، وعودة الروح للفن من خلف الستار ، هما رسالة إلى كل العاشقين للمسرح : النجاحات الكبيرة تبدأ دائما بحلم صغير ، بالوقوف على أرض الواقع وبنقل الأحلام إلى مساحة الضوء ، حتى وإن إخترنا أن نعيش أحيانا في ظلال الكواليس .  

أميمة الطرابلسي رسمت بخطاها المتواضعة ملحمة كامنة خلف كل ستار وكل مقطع موسيقي وكل تصفيق. 

مسيرتها بين "ديما حب" و"المقام" ستبقى حاضرة ، تنبض في ذاكرة مهرجان نابل الدولي في دورته السابعة والثلاثين ، وترتفع لتلهم جيلا جديدا من الحالمين.


#مهرجان_نابل_الدولي  

#ديما_حب  

#المقام

تعليقات