القائمة الرئيسية

الصفحات

مصر... أنا من يلاعب العمالقة - بوابة الاخباريه نيوز الالكترونيه

 

مصر... أنا من يلاعب العمالقة - بوابة الاخباريه نيوز الالكترونيه

الباحث السياسي محمود أبو الحمد يكتب

لم تعد مصر اليوم كما كانت بالأمس، دولة تنتظر السلاح من مصدر واحد أو تترقب فتات القوى الكبرى، بل أصبحت لاعباً حقيقياً على رقعة الشطرنج الدولية، تمسك بخيوط قوتها من كل اتجاه، وتعيد رسم ملامح توازن القوة في الشرق الأوسط.

الجيش المصري، الذي طالما كان العمود الفقري للدولة، أدرك مبكراً أن الاعتماد على مصدر واحد للسلاح يعني الارتهان لسياسات الآخرين. لذلك اختارت القاهرة أن تفتح أبوابها لكل القوى العظمى: روسيا، الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، الصين، وكوريا الجنوبية… سلاح من الشرق وسلاح من الغرب، فلا إملاءات ولا قيود، بل إرادة مستقلة تصنع جيشاً لا يُكسر.

تنوع السلاح لم يكن مجرد شراء معدات عسكرية، بل استراتيجية شاملة لتحويل الجيش المصري إلى قوة عظمى إقليمية. غواصات ألمانية، مقاتلات رافال فرنسية، ميج وسوخوي روسية، إف-16 وأباتشي أمريكية، طائرات بدون طيار صينية، فرقاطات إيطالية، منظومات دفاع جوي متعددة المصادر، وصناعة عسكرية محلية تتطور يوماً بعد يوم. كل ذلك جعل من مصر اللاعب الوحيد في الشرق الأوسط القادر على استخدام أحدث ما في ترسانات العالم دون أن يقف رهينة لمزاج دولة بعينها.

هذا التنوع خلق جيشاً عصياً على الشلّ أو التقييد، وقوة ردع حقيقية تدركها كل القوى في المنطقة. فمصر لم تعد مجرد دولة تدافع عن حدودها، بل أصبحت رقماً صعباً، تفرض المعادلة، وتملك قرار الحرب والسلام.

في زمن التحالفات الكبرى والصراعات العالمية، مصر لا تبحث عن مقعد على الطاولة، بل تصنع طاولتها الخاصة، وتجلس عليها نداً لا تابعاً. فالقاهرة تقول للعالم:

"أنا مصر... أنا من يلاعب العمالقة، ولن أقبل إلا أن أكون الأقوى في الشرق الأوسط

تعليقات