تقرير : صلاح الحوتي
شهد المسرح الروماني بمكتبة مصر العامة بالمنصورة عرض المسرحية الكوميدية "مرات جوزي" في معالجة جديدة للنص الأصلي للكاتب أحمد عبد الوهاب، من إعداد وإخراج وليد الحسانين، بحضور جماهيري لافت أعاد للمسرح بريقه المفقود. على ضفاف النيل
برعاية د رباب عبد المؤمن مديرة مكتبة مصر العامة
تحت إشراف دينا عرفات، وسط حضور جماهيري كبير تقدّمهم الفنانون عمرو رمزي وأمير عبد الواحد ومحمود حجاج وعمرو مغربي، في ليلة مسرحية وُصفت بأنها "ليلة ضحك من القلب". إلى جانب الحضور اللافت للفنانين أصحاب الخبرة وكذلك الشهرة ، كشف العرض عن مواهب صغيرة لم نرها من قبل، لفتت الأنظار بقبولها العفوي وأدائها التلقائي. فقد برزت الفتاة التي جسدت دور الخادمة بأسلوب صادق ومؤثر، كما قدّم الطفل الذي جسّد شخصية المحضر من المحكمة أداءً يليق بالمسرح الاحترافي، مما يؤكد أن خشبة المسرح لا تزال قادرة على تقديم وجوه جديدة تملك الموهبة والحضور.
يدور العمل حول ثلاثة أزواج يحملون الاسم نفسه "نبيل محمود الشنواني" وصراعات زوجاتهم الثلاث، حيث تتشابك الحكايات داخل نقطة شرطة الجزيرة بالزمالك ثم تنتقل إلى منزل نبيل، لتنكشف مؤامرة نصب وتنتهي الأحداث بكشف الحقيقة وعودة التوازن الأسري.
أولاً: الرؤية العامة
العرض كوميديا اجتماعية ذات طابع حواري يميل إلى أسلوب الحكي المسرحي، حيث يتشابك السرد المطروح من المؤلف احمد عبد الوهاب مع المعالجة التي طرأت على النص حيث نجح مخرج العرض في تقديم حكاية ممتدة داخل مشاهد متعددة مليئة بالمفارقات. الأحداث دارت بين نقطة شرطة الجزيرة بالزمالك ومنزل نبيل الشنواني، حيث تتشابك الخيوط بين ثلاث شخصيات تحمل نفس الاسم، وتتصاعد المواقف بين الزوجات والضباط والغرباء والدخلاء في حبكة تمزج بين الإضحاك والنقد الاجتماعي.
المشهد الأول – نقطة شرطة الجزيرة بالزمالك:
انطلق المشهد من نقطة الشرطة في مشهد احتكاك مباشر بين السلطة والمواطنين، يكشف عن حالة الفوضى الاجتماعية، حيث تُستدعى الشخصيات بسبب شجار بسيط سرعان ما ينقلب إلى أزمة كبرى
يتصدر المشهد المأمور (محمد الصاوي) وسط حالة من الفوضى: امرأتان محتجزتان ، ومسجون داخل القفص، وضابط يكتشف أن كل الموجودين يحملون اسم "نبيل محمود الشنواني". تظهر الزوجة الثالثة فوزية (ميريت فرنسيس) التي تُتهم بالاعتداء على ستة أشخاص
في واقعة تمت أثناء سيرها بالسيارة حاول احد سائقي الميكروباص تضيق الطريق عليها ومحاولة ارهابها فقررت الانتقام منه على طريقة المراءة الحديدية... تعدت على السائق وخمسة من الركاب وتم القبض عليها واحتجازها بقسم الشرطة وجائت الأحبة الأولى والثانية التي بالفعل يقيمون معها في منزلاً واحداً وهم ايضا مادمات نبيل الشنواني وفي مشهد رائع قررت كلاً منهما الاتصال بزوجها نبيل وحضر كلاً من نبيل 1، ونبيل 2 لمواساة فوزية عوضاً عن غياب زوجها البخيل وبالفعل لبا النداء نبيل ٣ ( محمد حشيش) الرومانسي المحب للفن لدرجة تفوق حبه لزوجته يعيش داخل فيلماً درامياً لاتنتهي أحداثه بل تتجدد وهو يتنقل من شخصية إلى أخرى بأداء رائع بصوت – الدقن، المليجي، عباس فارس – محاولاً فرض موهبته بكل الطرق، حتى وهو يتحدث مع المأمور بلكنات متغيرة. حاول معرفة موقف فوزية وكيف يمكن الإفراج عنها ، بينما ناقشه المأمور بالفدية المطلوبة لسائق الميكروباص والركاب كتعويض عن إصاباتهم، كي يتم الإفراج عن فوزية بعد التصالح. لكن الحقيقة أن زوج فوزية بخيل وعنيد، يكره كل من يطالبه بالمال.
المشهد الثاني – منزل نبيل الشنواني:
انتقل الحكي إلى منزل "نبيل الشنواني"، ليكشف المأساة الإنسانية خلف الكوميديا زوجة موجوعة من بخل زوجها، وشبهات الزواج العرفي، وخادمة تكافح لقوت يومها، وصعيدية تهرب من جحيم الفقر وأخرى تهرب من الزواج القسري.
في يوم عيد ميلاد فوزية تتصاعد الأحداث باحتفال عيد ميلاد الست مرات البخيل والطبيعي انها تنتظر الهدايا العطايا والاكرامات ، ويفضح البخل المفرط لنبيل 1 (عمرو أبو العلا)
الذي عودها على طقوس لاتتغير أثناء الخروجات بأن يشتري كوز ذرة ويقاسمها النصف ويشتري عصير المانجو ويتقاسم معها نص الكوب هكذا قالت فوزية وافتضح امر نبيل أمام الجميع
ثم تظهر بلبلة بنت العم (منى فهمي) لتكشف مأساة الوحدة، والعزلة والبعد عن الناس حتى الأقارب وكرها لنفسها وللجدران، الحوائط التي تشكو اليهم حالها ولاشئ يتغير
وجاء ذلك بعد أن حدثتنا عن ماضيها الذي كان ملئ بالأسرة والجامعة والصديقات الذي تغيروا بعد أن اصبحاًامهات وربات منزل وهي النبيلة التعيسة وكما حدثتنا ايضاً عن حاضرها الذي تغيرت معالمه تركتك منزلها التي تملكه عن والدها لابن عمها نبيل الشنواني مقابل مبلغ بخث واصبحت غريبة حتى عن نفسها وكذلك نبيل كان يخدعها بأكثر من طريق والهدف هو البخل الذي تربي عليه و لايريد سماع كلمة اعطني المال المستحق
الزائرة الصعيدية (جنى محمد ) تحكي مونولوجًا صادقًا عن قصتها مع أهلها الذين يريدون لها مصيراً تعس لبنت صغيرة عمرها ١٦ عام أراد والدها ان يسترها بزواجاً من رجل في عمر الخمسون بل يزيد ويدعي عبد الستار في رسالة واضحة تفضح قضية زواج القاصرات وتروي هذه القصة الي البنت الشغالة وللاسرة البائسة
وتأتي المفاجأة الكبري بخبر وفاة زوجة أحد الثلاثة وحيازتها عقد زواج عرفي، واسم الزوج نبيل الشنواني ما يضع الجميع في أزمة قانونية وأخلاقية. يدخل عم عوضين البواب ( محمد زكريا)
ظهر عم عوضين ويبدو على ملامحه الغضب بسبب الطلبات التي يطلبها الزوجات من الهايبر أو الفكهاني وتسمى بأسماء اجنبية وهو لايعرف القراءة والكتابة العربية اصلاً فكيف يعرف هذه المسميات ليكون هو الاخر ضحية جديدة تلعب دور انه المزور للعقد وانه الزوج الحقيقي للمرأة المتوفية وبهذا يصبح الثلاثي نبيل براءة من هذه التهمة أمام زوجاتهم مقابل 50 ألف جنيه وبعد الاتفاق والمصارحة تتم امام الزوجات فيعلم عوضين المكيدة المدبرة بعد أن صرحت احدي الزوجات انه سيواجه اهل المتوفية الاب والابن الذين قرروا الانتقام من هذا الزوج الندل فيصدم عوضين بهذه المعلومات الخارجة عن الاتفاق وقرر ان يعترف بخطة نصب شارك فيها من أجل المال وارضاء الازواج، لكن اللعبة تنقلب على الجميع وتنتهي الأحداث بكشف المؤامرة.
تصاعدت الأحداث بدخول شخصيات متباينة (المحضر، الدليفري، الضابط، المزورون)، مما أضفى إيقاعًا سريعًا وخلق لحظات مفاجئة أعادت الجمهور إلى الضحك بعد كل تصعيد درامي.
تشريح الشخصيات وتوظيفها الدرامي
اعتمد العرض على رسم شخصيات متنوعة الملامح والطباع، عكست بمهارة التركيبة الاجتماعية المصرية، وتم توظيفها بدقة لخدمة البناء الدرامي وتصعيد الكوميديا الممزوجة بالنقد الاجتماعي
المأمور (محمد الصاوي): شخصية صارمة ولكنها تحمل قدراً من الطرافة، من السلطة التي تحاول ضبط الفوضى بينما تجد نفسها في قلب فوضى أكبر.
العسكري (يوسف محمود): حضور بسيط وفعّال عكس صورة الجندي المطيع المتورط في عبث تشابه الأسماء.
الزوجات الثلاث (منة القناوي – ميريت فرنسيس – نانسي عبد العزيز): نماذج نسائية مختلفة بين الصعيدية القوية، والزوجة التي تكافح بخل الزوج، والزوجة التي تواجه أزمة الثقة والخيانة.
الثلاثة نُبيل محمود الشنواني (السعيد فتحي – عمرو أبو العلا – محمد حشيش): أظهروا وجوهاً متباينة للرجل المصري بين البخل، والفن، والازدواجية، وكانوا المحرك الأساسي للكوميديا والصراع.
بلبلة (منى فهمي): نموذج المرأة المنكسرة التي عزلتها الوحدة، وُظفت لإبراز الحاجة للدفء الإنساني.
فوزية (ميريت فرنسيس): حملت ثقل المونولوج الإنساني الذي كشف معاناتها منذ الصبا حتى الزواج، لتكون ضمير العرض.
الأدوار الأخرى التي ساهمت في نجاح العمل
مثل الرائد (أمجد شريف) الذي ارسله القدر ليصبح ظهوره نقطة فارقة ويتحول الشكل الكوميدي الي درامي حيث جاء الضابط ليبحث عن المدعو نبيل الشنواني وذلك البلاغه ان زوجته المتوفية أثر حادث سيارة وجدا بحوزتها عقداً عرفي وان أسرتها تتحمه بخيانة ابنته والتغير بها طمعاً فيها وهددوا بقتل هذا الخائن مما يتوجب حمايته من الأخ والاب الثائر ن وأثناء هذا الحكي تصورت الزوجات الثلاثة ان زوجها يعرف امرأة غيرها وبالتالي يطلبن الطلاق
فالأولى ( نانسي عبد العزيز) من أسرة ثرية وتحب الرفاهية وتعشق الرومانسية وتسيطر على زوجها نبيل ٣ ( محمد حشيش ) فارسلت لوالدها حتى يحررها من الزوج الخائن ورفع دعوة ضده بطلب الخلع وبالفعل ياتي الاب الغني والمسكن في ذات الوقت ( محمد الخولي) حتى يصطحب بنته وينهي هذه العلاقة في مشهد ماستر سين بين الاب والابن وزوجها في مواجهة صارمة تفجرت الكوميديا بينهم حيث جمعت الزوجة أغراضها وهدد الاب الزوج بشهادة وعقد القائمة الذي يبتزه به ويعكره مزاجه معلاً أنني حصلت على القائمة ومصيرك سيكون وراء القضبان لكن الزوج لايبالي من هذا الهراء فإن شخصياته السينمائية تجعله يكابر هذا التهديد
والزوجة الثانية الصعيدية ( منة القناوي) زوجة نبيل ٣ ( السعيد فتحي) هي ايضاً تعيش مع زوجها بمنتهى الإخلاص وتدبر له الأمور ولكنه انسان يعيش بالفترة كلاسيكي محب للحياة ومالي لاقصي درجة ويهاب من زوجته بعد أن وقع الشك فيه هو الاخر بأنه تزوج على زوجته عرفي وطالبات هي ايضاً الطلاق منه. وعدم الاستمرار معه
الكفيف ( عبد الرحمن وائل) ، البلطجي (محمد سامي)، هما الاب والابن وفي مشهد معبر حضروا الاب ومعه ابنه في محاولة ابتزاز الثلاثي نبيل طمعاً في المال
ويتنصل الثلاثة أزواج من انهم نبيل الشنواني
وعن المحضر (مايكل أمجد)، ممثلًا عن محكمة الأسرة ويحمل لكل زوج خطاب الزوجات الثلاث الذين يطلبن الطلاق من ازواجهم
وعن الشغالة ( سنا غيدة) هي احد اكتشافات العرض استطاعت ان تجسس دورها بطلاقة رغم صغر سنها وعن دور الخادمة هي مثلها كمثل مهنة الشغالات في المنازل هو دور قوي فعال حيث انها تستطيع أن تدبر الأمور المعيشية مثل الغسيل الطهي وتنظيف الأماكن واعمال أخرى من الواضح انها تستحمل عناء بخل صاحب المنزل نبيل الشنواني وزوجته العنترية التي تضرب من يخالفها في اي امر وإضافة الي ذلك غيابها عن بلدتها بالصعيد حيث أهلها وحبيبها العاشق والتي تمت خطبتهم منذ عامين ولم يستطيعوا الزواج بسبب الفقر واتضرت للعمل لتحقيق هدف عش الزوجية ولم الشمل
،واما عن خطيب الخادمة( محمد الخولي) الصعيدي المتيم بالعشق، جاء الي المدينة من أقصى الجنوب بسبب عشقه لخطيبته الشغالة التي تعيش في منزل الشنواني ويجمعهم اللقاء بعد فراق طويل حيث تفاجئت الشغاله بقدومه أثناء غياب أصحاب المنزل وطلبت منه الإسراع في الخروج من هذا المنزل حتى تضمن بقائها وعدم قطع وسيلة الرزق الوحيد بسبب قدومه اليه ويستجيب الحبيب لها وينتظر بالقرب من هذا المسكن ليراها من جديد ويراقب المنزل ثم ياتي متخفياً مدعياً انه الدليفري مسئول توصيل الطلبات أثناء الاحتفال بعيد ميلاد فوزية ويطالب زوجها بتسديد فواتير عيد الميلاد والأهم من ذلك رؤية حبيبته
ونشاهد ايضاً عامل السوبر ماركت (عبد الرحمن وائل) الطفل السمين الذي ياكل طلبات الزبائن أثناء توصيلها بعلم والده ويبدو انها عائلة تمدد داخلها جينات التخمة بالرغم من أن صاحب المنزل بخيل الا انه مديون للسوبر ماركت وللفكهاني وهذه الظروف دعمت الصراع وأبرزت المفارقات الاجتماعية، عقدة ثم تحررت عقب دخول الضابط في آخر مشهد بأن أعلن براءة نبيل الشنواني من هذا الزواج العرفي المزعوم التي اصتنعه موظف المشرحة بالاتفاق مع الاب والابن النصابين وتم القبض عليهم وانتهت القصة بنهاية رائعة فلا تنخدع وراء الإشاعات ولا تصدق الا ومعك الدليل
تم توظيف جميع الشخصيات دون إسراف، بحيث يملك كل دور وظيفة درامية واضحة: إما دفع الأحداث للأمام، أو كشف جوانب جديدة في أزمات نُبيل وزوجاته، أو تعميق الحس الكوميدي الذي يتخلله وجع حقيقي. هذا التنوع أعطى العرض ديناميكية وحيوية وحوّل الخشبة إلى لوحة متحركة تعكس المجتمع بتناقضاته.
الرؤية الإخراجية والتقنيات
أوضح ليد الحسانين أن الإعداد الجديد لم يكن مجرد نقل للنص الأصلي، بل إعادة بناء درامي وإضافة شخصيات مثل الشغالة لتأكيد سمات البخل لدى نبيل، وشخصية نبيل الآخر الذي عبر عن عشقه المفرط بالفن، وهو جانب لم يكن موجودًا في النص الأصلي.
كما أضاف الحسانين مشاهد كوميدية ودرامية جديدة تتناسب مع العدد الكبير لفريق العمل، مع الحرص على جعل كل شخصية تتحرك وتتطور من مشهد إلى آخر، حتى الشخصيات الشريرة كالنصابين ظهرت بأسلوب كوميدي لا يثقل الإيقاع.
المخرج منح الممثلين فرصة لتطوير شخصياتهم أثناء البروفات، بالتحدث مع كل ممثل حول تفاصيل الشخصية وكيفية إبراز تطورها، وخلق حالة من الارتجال المقنن الذي أضفى عفوية على الأداء. حتى شخصية المحضر حصلت على لازمة حركية جعلت ظهورها كوميديًا مبهجًا.
وليد الحسانين اعتمد على الحركة الجماعية وتوزيع الكتل المسرحية، واستخدم الموسيقى والديكور كعناصر متكاملة تخدم الفكرة وتضبط إيقاع المواقف الساخرة. ورغم وفرة الشخصيات وتعقّد الأحداث، حافظ العرض على خيط درامي واضح وخلق حالة من التفاعل الحي مع الجمهور.
وحول الرسالة الاجتماعية
يقول وليد الحسانين: "رسالتي من خلال هذا العرض هي التأكيد على الحفاظ على الترابط الأسري وصلة الرحم، والتثبت من الأخبار قبل الحكم أو اتخاذ قرارات قد تخرّب البيوت، ولابد أولًا من تحكيم العقل قبل أي انفعال."
ويضيف "تضم الفرقة عناصر خبرة إلى جانب وجوه تقف على خشبة المسرح لأول مرة، وأحب إشراك أكبر عدد ممكن من الشباب لإبراز مواهبهم، حتى لو كان الفريق كبيرًا، لأن ذلك يمنح العمل تنوعًا وحيوية."
وأشار إلى أن العرض على المسرح الروماني المكشوف كان تحديًا كبيرًا بسبب الضوضاء المحيطة، لكن الفريق تغلب على ذلك بالحرفية والتركيز، مؤكدًا وجود خطط لتقديم عروض تعليمية لطلاب المدارس بأسلوب كوميدي، إضافة إلى جولات مرتقبة داخل مكتبات مصر العامة.
أظهر الفريق تماسكًا واضحًا وروحًا جماعية عالية، خاصة في مشاهد التصادم السريع بين الأزواج والضباط والمزورين.
تم توظيف جميع الشخصيات دون إسراف، بحيث يملك كل دور وظيفة درامية محددة: إما دفع الأحداث للأمام، أو كشف جوانب جديدة في أزمات نُبيل وزوجاته، أو تعميق الحس الكوميدي الذي يتخلله وجع حقيقي. هذا التنوع في الشخصيات أعطى العرض ديناميكية وحيوية، وحوّل الخشبة إلى لوحة متحركة تعكس المجتمع بتناقضاته الصارمة. حيث قدّم وليد الحسانين رؤية تعتمد على الحركة الجماعية وتوزيع الكتل المسرحية، مع إدارة واعية لإيقاع المواقف الساخرة، مستخدمًا مشاهد حيوية وموسيقى انتقالية دعمت روح الكوميديا. ورغم وفرة الشخصيات وتعقّد الأحداث، حافظ العرض على خيط درامي واضح وخلق حالة من التفاعل الحي مع الجمهور.
تقييم الأداء التمثيلي
أظهر الفريق تماسكًا واضحًا وروحًا جماعية عالية، خاصة في مشاهد التصادم السريع بين الأزواج والضباط
والمزورين.
حضور الفنان عمرو رمزي والفنانين الضيوف (أمير عبد الواحد، محمود حجاج، عمرو مغربي) أضفى بعدًا مختلفًا وجذب الانتباه إلى تفاصيل الحوار الحي المليء بالتعليقات الارتجالية التي تجاوب معها الجمهور.
العرض لم يكن مجرد ضحك من أجل الضحك، بل جسّد أزمات الأسرة المصرية المعاصرة: البخل، الشك، الخيانة، التزوير، الفقر، وضغوط الزواج القسري، مع رسم شخصيات حقيقية نابضة بالحياة.
العرض المسرحي مرات جوزي
إعداد وإخراج: وليد الحسانين
ديكور: محمود نبيه
موسيقى: عبد الرحمن أشرف
مكياج: أماني سامي
تمثيل: زياد أحمد، مايكل أمجد، عبد الرحمن وائل، محمد سامي، جنى محمد، هانيا حمزة، محمد الخولي، محمد زكريا، منة القناوي، السعيد فتحي، ميريت فرنسيس، عمرو أبو العلا، نانسي عبد العزيز، محمد حشيش.
المساعدون: مروان تامر، نادر كرم، إبراهيم عماد.
مسؤول النشاط: دينا عرفات
مديرة المكتبة: د رباب عبد المؤمن
"المسرح بيضحكنا… لكن في نفس اللحظة بيوجعنا. عرض (مرات جوزي) بيقول إن وراء كل نكتة حكاية، ووراء كل قفشة دمعة حقيقية." – صلاح الحوتي














تعليقات
إرسال تعليق