لا شيء ظاهر.
كل ما يراه الناس هو شخص يؤدي يومه كأيٍّ منهم.
أتحرك، أبتسم، أجيب، وأبدو كأنني بخير…
لكن لا أحد يلاحظ أن رأسي يئنّ بثقل لا يُحتمل.
كل فكرة تمرّ بي، لا تمر.
بل تستقرّ في مكانها، كأنها حجرٌ يُرمى في بئرٍ بلا قاع.
لا تهدأ، لا تغادر، فقط تتمدد داخلي،
وتجعلني أشعر أنني أتنفّس تحت الركام.
أنا لا أفكر…
أنا أحمل أفكاري على ظهري،
كمن يسير في طريق طويلة،
وكل خطوة فيها تُضيف حجرًا جديدًا إلى حقيبته المثقوبة.
تفاصيل صغيرة تستنزفني:
رسالة لم أجب عليها.
كلمة قلتها وخشيتُ أنها أُسيء فهمها.
نظرة شعرتُ أن فيها عتبًا،
وصوت في داخلي يكرر: "أنت عبء، من دون قصد."
الليل لا يرحمني.
حين ينام الجميع، تبدأ جوقة رأسي بالعزف:
كل الأفكار التي أجلتُها،
كل السيناريوهات التي لم تحدث… لكنها تحدث داخلي بآلاف الطرق.
لا أحد يرى أني متعب.
ليس لأنني أخفي، بل لأن التعب هنا لا يُرى.
تعبُ الداخل… صامت، مُهذّب، لا يشتكي.
أحيانًا…
أغلق عينيّ فقط لأفصل سلك التفكير،
لكن الأفكار تقفز مثل تيار كهربائي لا ينطفئ.
أتمنى لو أملك زرًّا لإيقاف رأسي، فقط لساعة… فقط لأنام دون أن أغرق.
وإذا سألني أحدهم:
"كيف حالك؟"
أبتسم كمن يضع ضمادة على جرحٍ غائر،
وأقول برقة مجاملة: "أنا بخير."
ثم أتابع المسير،
ورأسي يمتلئ أكثر…
كأنني أجرُّ جبلًا لا يراه أحد… إلا أنا.
تعليقات
إرسال تعليق