بقلم حسن ابو زهاد
يعد الحرمان العاطفي من أكثر المشكلات تأثيرا علي العلاقات الإجتماعية وتأثر سلبا في استمرار هذه العلاقات او إصابتها بالبرود أحيانا حالة من السكون تعقبها عواصف وشقاق وحدوث مشكلات فقد تمر العلاقات بعدة مراحل مرحلة البدايات وغالبا ما تكون مشوقة من الطرفين تحظي بالشغف وتحظي بالرضا
مع مرور الوقت وتأثيرات الحياة كثرة المشكلات الحياتية تأخذ الحياة جانباً آخر ما يسمي بالبرود العاطفي أو العاطفة الصمت او مراحل الوفاة الحقيقية وهي الميل إلي العزلة تصل لحد الاكتفاء وهنا تبرز تاثيرات هذه المشكلةمن حيث البحث عنها خارج أطرها ما يسمي بالتسول العاطفي أو حرمان الاحتياج ولو تيقنا لهذه المشكلة من بدايتها ومحاولة إيجاد الحلول لتجنبنا حدوث التصدع والانهيار في العلاقات يوماً بعد يوم مما يؤدى إلى دمارها دمارا كاملاً في النهاية لأن الاحتياج صمت مؤلم لايري ولكن يستشعر تتفاقم اثاره منبئة بالانفجار الكامل في لحظة ما قنبلة موقوتة
أن العلاقات ليست مجرد ارتباط رسمي بين طرفين بميثاق مكتوب او صلة أرحام في الاشتراك في الاسماء وليست مجرد التزمات مادية وتلبية احتياجات اليومية النمطية من الماكل والمشرب اوإجتماعية بين طرفين كمراعاة العادات والتقاليد الاجتماعية والنظم البروقراطية اليومية في تبادل الزيارات الرسمية في المناسبات المختلفة بل هي بناء متكامل من المشاعر والأحاسيس جرعة الحنان اللازمة للنفس كي تحظي بالسلامة النفسية التي لا تقل أهمية عن السلامة الجسدية أنها روح الإحتواء والمشاركة الوجدانية والدعم العاطفي. الذي يبعث في الحياة حياتها ويكسبها طعما خاصاً يجلب السعادة والهناء
.
عند فقدان احتياجنا النفسي و العاطفي العاطفي تصبح علاقاتنا تعاني من الاضطراب شيئا فشيئا ويبدأ أثر ذلك بالظهور خاصة على المرأة التي بطبيعتها تميل إلى التواصل والعاطفة والإهتمام وتحتاج إلى سماع كلمات الثناء والتعبير عن الرضا والاحتياج لها بل اشعارها بذاتها كونها مرآة تحتاج مثلها مثل الرجل تماما إلي أحاسيس ومشاعر الرضا وكلمات الثناء فكلاهما يحتاج لمثل هذه المشاعر والأحاسيس الإنسانية الفطرية
.
الحرمان يمكن في عدم الإهتمام فلا نجد من يستمع الينا أو الي مشكلاتنا او احتياجنا النفسي الي التقدير التقدير والمشاعر والوصول إلى حالة اللامبالاة بمشاعر الآخرين ان احتياجنا النفسي الي من يسمعنا احتياجا هاما لانه يؤثر على المراكز النفسية والعقلية في شخصية الإنسان وبالتالى يؤثر علي حلالات الرغبة نفسها كما يدفع إلي إتخاذ قرارات تحت تأثير الحالات النفسية والمعنوية من حيث الطمأنينة والقلق الثقة والخوف الرضا والغضب كل له تأثيراته في مواقف الحياة المتباينة
.
قد تظل العلاقات قائمة ولكنها قد تكون علاقات جوفاء تنذر بالانفجار في لحظة ما وهذه اسوء مراحل العلاقات فقد يكون أحد الأطراف ليس مؤذيا ولكنه مصاب بالصمت الداخلي واللامبالاة وهو ما يفقد الطرف الآخر في العلاقة بالتواصل ويساعد في زيادة التصدع في العلاقات فيحول دون فهم الآخر وأدراك احتياجاته ولذا تعد الصراحة والوضوح والشفافية هي الملاذ الآمن لهذه العلاقات فهمنا للآخرين يجعلنا أكثر قدرة على التعامل معهم
.
قد تدور العديد من الأسئلة داخل الشخص الآخر هل أنا السبب. في حالة التجاهل التقديري يتذكر مواقفه بل يعددها لنفسه وهذا اكبر عبئا علي الشخصية حيث يبدأ في جلد الذات و هنا تظهر المشكلات النفسية كالاكتئاب و الانعزال والانطواء والبعد شيئا فشيئا وتصدع العلاقات وظهور المشكلات التي تتفاقم يوما بعد يوم
حين. يشعر الإنسان أنه أصبح شخصاً غير مسموع و مع توجيه اللوم المتكرر وكثرة الانتقادات تؤدي في النهاية إلى الاضطرابات النفسية ذات التأثير الخطير علي الإنسان نفسه وتدمير العلاقات الاجتماعية ثانياً ولذا وجب سرعة التنبه فكلما تنبهنا مبكرا كلما استطعنا إنقاذ العلاقات من الانهيار
ونتيجة ذلك يبدأ الشخص الآخر في البحث عن تعويض النقص العاطفي والاحساس بالحنان والاحتواء او حدوث شروخ وتصدع في العلاقات او الاحتياج إلي سماع كلمات الشكر والثناء لتلبية الاحتياجات النفسية وهنا تكمن اخطر مراحل المشكلات الاجتماعية في غياب الوازع الديني
.
ان أهم ما يجنبنا ويلات هذه المشكلات الحوار الصريح الحقيقي بين الاطراف والتعبير عن الاحتياجات النفسية دون أي لوم أو جلد الذات أو إخفاء لهذه الاحتياجات وجعلها حبيسة مهددة بالانفجار في لحظات ما تمر بها العلاقات لأتفه الأسباب كما يقولون الشعرة التي قطمت ظهر البعير
ان طلب العون والمساعدة ليس عيبا وخاصة من أهل الخبرة أو المخلصين حتي تمر هذه المنحنيات في امان وسهولة ويسر دون حدوث عواقب وخيمة لها تنذر بكوارث اجتماعية في شتي أن أنواع العلاقات بين الأسر والبناء الإجتماعي الأصدقاء والزملاء في العمل و العلاقات الأسرية وكافة أنواع العلاقات الاجتماعية
علينا أن نعلي من أهمية الكلمات الحانية وعبارات الحب والتعزيز النفسي والاهتمام بالجانب الروحي في العلاقات أهمية الدعم النفسي كمصدرا من مصادر الطاقة لاستمرار العلاقات الاجتماعية بكافة أنواعها
ان إهمال الجانب النفسي والتعزيز في العلاقات أشبه بالقنبلة الموقوتة التي تهدد بالانفجار في لحظة ما
لذا علينا ان نهتم بالجانب النفسي في العلاقات ان نقدر الآخرين ونفسح لهم مجالا للتعبير عن الذات وعدم احاطتهم بسيل من الانتقادات الموجهة إليهم الإستماع لما يدور بداخلهم تعزيز لغة الحوار وعدم تأجيل حلول المشكلات إعطاء أطراف العلاقات وقتا كافيا لاستماع إليهم والتعبير عن أنفسهم واشعارهم بالتقدير والاحترام مما يعزز لغة الحوار وحل المشكلات كما تلعب الرحلات الترفيهية وتغير نمط الحياة تجديدا في العلاقات وإيجاد عاملاً مشتركا جديد يمكن الالتفاف حوله حتي تسير العلاقات الإجتماعية في امان ان اهم العوامل هي التربية السليمة والوازع الديني والتمسك بالقيم والمبادئ الإنسانية التي تمثل حائط الصد لجميع المشكلات الاجتماعية
تعليقات
إرسال تعليق