القائمة الرئيسية

الصفحات

إيجا نغني ... ليلة من الفرح الأصيل والحلم الجميل على مسرح الهواء الطلق بنابل

 هنا نابل / بقلم المعز غني





ها هي مدينة نابل ، النابضة بالإبداع والجمال ، تستقبل مرة أخرى أمسية أخرى من ليالي الخير والفن ، حيث يضرب الجمهورٌ النابلي تواق للموسيقى والفرح مع عرض "إيجا نغني" بقيادة المايسترو مجدي داود وفرقته الموسيقية ، وذلك على ركح مسرح الهواء الطلق المنصف قرط بنابل ، تحت لواء المنظمة التونسية للتربية والأسرة ، المكتب الجهوي بنابل، وذلك في سهرة الجمعة 29 أوت، ضمن فعاليات :

" أيام نابل للخير "


** أحلى فن وأحلى عرض وأحلى جو **

لن تكون مجرد حفلة ، بل سهرة الليلة لقاء للأرواح قبل أن تكون إجتماعًا للأجساد ، جاءت فيه نسمات البحر المتسللة من جهة الضاحية حاملة معها وعدًا بليلة إستثنائية ، تُحلّق فيها الأصوات الشجية ضمن بانوراما موسيقية تقودها أنامل المايسترو مجدي داود وفرقته الموسيقية ، ذاك الرجل الذي بات إسمه اليوم مرادفًا للرقي والإبداع الموسيقي لينسج مع فرقته لحظات لا تنسى.

، بدأ واضحا أن جمهور النابلي لا يرضى إلا بالسفر عبر أزمنة الصحوة الفنيّة ، أحلام الطفولة ، وحنين البدايات. "إيجا نغني" لم يكن شعارا فحسب بل دعوة صادقة للجميع للمشاركة في صناعة الفرح ، تمتزج فيها الأصوات الصاعدة بأداء المجموعة المحترفة ، تشدو بالأغاني التونسية الأصيلة ، وتضيف بصمتها الخاصة على الألحان الخالدة .


** ركحٌ يحكي وأصواتٌ تروي **

هنا على ركح مسرح الهواء الطلق المنصف قرط بنابل ، يلتقي عبق الماضي بأمل الحاضر وتطلعات المستقبل.

 الروح التونسية كانت حاضرة بقوة في كل زاوية ، ممزوجة بنقاء القلوب التي جاءت تبحث عن دفء اللقاء ، عن ضحكة طفل وصفقة يد شابة ودعاء عجوز.

 القصص التي روتها الأصوات أتخذت لها مساحات بين مقاعد الجمهور ، ترفرف على إيقاعات الطبلة وتعانق أنفاس العود والكمان .

تتوالى الأغنيات ، من المالوف التونسي إلى الرومانسيات ، مرورًا بباقة من الأغاني الوطنية والطربية التي أثارت مشاعر الحنين وصنعت لحمة فريدة بين الفنان والجمهور. 

 المايسترو الشاب مجدي داود حاضرًا كما لم يكن قط ، قيادة وإبتكارا، يتنقل برشاقة بين مقطوعة وأخرى ، يمنح كل عازف فرصة التألق أمام جمهور يثق في ذائقته ، ويصفق بحرارة خالصة.


** غاية وحكاية **

للليالي النابلية ، ولعرض "إيجا نغني"، غاية أعظم من مجرد موسيقى تُسمع فهو حدث جمع الصغار والكبار ، الأصدقاء والأسر النابلية ، ليذكرنا أن الفن أسمى وسيلة للارتقاء بالوجدان وإحياء قيم التضامن والعمل التطوعي ، كما أرادت المنظمة التونسية للتربية والأسرة المكتب الجهوي بنابل تحت رئاسة الصديق والأخ الحلومي أنور وكافة المشرفين والمنظمين .

هذه الليلة سوف تؤكد تؤكد أن نابل ما زالت عاصمة الفرح ، وواحة للقاءات النبيلة بمبادراتها وطاقاتها الخلاقة .


بين التصفيق المتواصل ودمعات الإمتنان في العيون وترانيم الأصوات الصادحة تحت نجوم الصيف النابلية ، يكون العرض وبدأ الشوق للقاءٍ جديد ، حيث الفن رسالة أمل لا كبوة تغيب ، وحيث مسرح الهواء الطلق بنابل يظل يروي للأجيال القادمة حكاية مدينة لا تعرف الضجر .


** إيجا نغني** أنت لست متفرجًا فقط ، بل شريك في الأغنية وفي الفرح ، وكأنها رسالة المايسترو مجدي داود وفرقته وجمهور نابل: الحياة تستحق أن تُغنى ، ونابل دومًا هنا ، تبتسم ، وتغني .


المواعيد مع الفن متواصلة في نابل ، عاصمة المحبة والاحتفاء بالحياة. 

في هذه الأمسية حيث يلتقي الجمال بالغاية النبيلة ، 

تخصص المداخيل لمساعدة العائلات محدودة الدخل والتلاميذ فاقدي السند ، قصد إقتناء مستلزمات العودة المدرسية ، ليكبر الحلم في عيون صغارنا ويُضاء المستقبل من جديد .

فما أجمل أن يتحول ركح المسرح إلى جسر يربط بين الفن والخير ، وبين الموسيقى والرحمة ، وبين الحاضر والمستقبل. 

إنها نابل ، مدينة الحياة والوفاء وعاصمة الوطن القبلي ، التي لا تكتفي بالغناء فقط ، بل تكتب بأنغامها قصائد إنسانية تُحفر في الذاكرة.


فليكن الفن باب رزق للفرح ، وليكن الغناء سلّماً نحو الكرامة ، ولتكن هذه الليلة قبس نور يضيء دروب أطفالنا نحو غدٍ أرحب ... ✨

ولعلّ هذه البادرة تكون دعوة مفتوحة لكل من يؤمن بأن للفن رسالة ، أن يكون سندًا للفقراء ، وبلسمًا لليتامى ، ونغمة دفء في ليالي المحتاجين. 

فمدّوا أيديكم مع نابل ، وأجعلوا من الخير لحناً لا ينقطع ، ومن التضامن أغنية لا تنسى ...

تعليقات