القائمة الرئيسية

الصفحات

عزيزه حسين تكتب:محافظ المنيا.. يقيس المكاتب ويترك الكوارث!

عزيزه حسين تكتب:محافظ المنيا.. يقيس 
المكاتب ويترك الكوارث!
Published from Blogger Prime Android App
علي إثر زيارة محافظ المنيا لأحد المدارس
 الثانوية..
في مشهد أقرب للمسرح الكوميدي منه للإدارة الجادة قرر محافظ المنيا أن يخوض معركته الكبرى داخل مكتب مدير مدرسة ثانوية!
دخل المكتب وجده واسعاً ونظيفاً فانتفض غاضباً وكأنه اكتشف مؤامرة كونية "مكتب مدير المدرسة لازم يكون صغير.. مش تكية" وكأن اتساع المكتب جريمة يعاقب عليها القانون أو هو السبب في تدهور التعليم.
Published from Blogger Prime Android App
المدير وقف شامخاً رغم الإهانة لم يرد  ليس ضعفاً بل لأنه رجل تربوي ويعرف أدب الحوار أولا أما ثانيا  لأن المعلم الحقيقي يعرف أن الكرامة لا تُقاس بمتر المساحة وأن الوقار لا يحتاج إلى ضجيج وعلو صوت... لكن المؤلم أن قيادته بالتربية والتعليم كان حاضراً ولم يحرك ساكناً بل وقف مرتعشا وكأن الدفاع عن رجاله ليس من مهامه!

يا سيادة المحافظ لو أن حماسك في مطاردة المكاتب الواسعة توجهه نحو شوارع المنيا الضيقة والمكسرة لكان حالنا أفضل.
لو أن وقتك في محاضرات "ترشيد المساحات" استثمرته في إصلاح الصرف الصحي الذي يغرق القرى أو في تشغيل أعمدة الإنارة التي تترك الأحياء في ظلام دامس أو في رفع القمامة التي تملأ الشوارع لصفقنا لك جميعاً.

المعلمون ليسوا خصومك هم من يصنعون مستقبل أولادك وأولادنا بل هم من ارتقوا بك علما وهم يستحقون الاحترام لا الاستعراض.
المدارس ليست تكية صحيح لكنها أيضاً ليست زنزانة ومكتب المدير ليس رفاهية بل مساحة عمل تليق بمسؤولياته ولقاءاته واجتماعاته وإعداد الإمتحانات وغيرها من مهامه العلميه وإلا كما اخذت توصي بأن كل وحده محليه تصور لك مكاتب المديرين..

في النهاية قياس المكاتب سهل يا سيادة المحافظ لكن الأصعب أن تقيس ثقة الناس فيك وهذه لا تُحسب بالمتر بل تُبنى بالإنجاز والاحترام.
وفي هذا المقال تسمحلي جريدتي أضع صورتي في صدارة مقالي قبل صورتك ككاتبه للمقال وفيما بعد أضع صورتك ورفاهية مكتبك وإتساعه وفرشه بالمدهب والشاشه التي تتعدي ال٥٥ بوصه أو أكثر حضرتك خبره في المقاسات أسوة بتقديرك لمكتب المدير... فهو حقك حضرتك تستقبل قيادات... أما مدير المدرسه فلا يحق يستقبل أحد في مكان يليق بالتربية والتعليم.

تعليقات