هنا نابل ✍️ بقلم المعز غني
في زحمة الأرقام والمعادلات الإقتصادية ، يطلّ علينا سؤال بسيط لكنه موجع : هل يقدر التونسي يِلبي طلاباته اليومية في ظل غلاء المعيشة وإرتفاع الأسعار؟ مثل : خبز اللحوم الحمراء والبيضاء - العودة المدرسية والجامعية - الملابس - إستهلاك الكهرباء - وسائل النقل العمومي- الدواء ...إلخ بمرتب شهر كامل؟
الأجر الأدنى المضمون (SMIG) في فرنسا اليوم يساوي 1426.30 أورو، بينما سعر كيلوغرام لحم العلوش هناك هو حوالي 22 أورو. أي أنّ الفرنسي العامل البسيط قادر يشري شهرياً يقارب 64.83 كيلوغرام
لحم.
وفي المقابل ، إذا رجعنا لتونسنا العزيزة ، نجد أن الأجر الأدنى المضمون (الصميغ) لا يتجاوز 148 أورو، وسعر الكيلوغرام من لحم العلوش عندنا حوالي 16.9 أورو (باحتساب صرف الدينار). يعني التونسي البسيط ما ينجمش يشري أكثر من 8.76 كيلوغرام لحم بشهريتو الكاملة.
هذه المقارنة لا تجوز ، وحدها تكشف حجم الهوة بين القدرة الشرائية في تونس وبين أوروبا ، ولسائل أن يتساءل: إذا المواطن الأوروبي يستطيع أن يعيش بكرامة والترف من حيث السفر والترفيه عن النفس ، التونسي لا يزال يسأل نفسه كيف يشبع كرشو؟
💭 الحقيقة مؤلمة: بلد غني بالطاقات والفلاحة والشباب، لكن النتيجة أن العامل الكادح يجد نفسه يكدّ ليلا نهارا وفي الآخر ما يلحق على" كسرة " لحم في طنجرة.
وهنا مربط الفرس: الإصلاحات يجب أن لا تبقى حبر على ورق ولا وعود في المنابر الاعلامية وشعارات فضفاضة من قبل رجال السياسة ، بل لا بد أن تكون قرارات جريئة لإعادة التوازن بين الأجر وكلفة المعيشة.
🇹🇳.... تونس
تستحق أن يكون فيها المواطن البسيط قادر يعيش بكرامة ، ياكل ويشرب ويعالج أولاده من غير ما يمدّ يده.
فهل نملك الشجاعة لكي نخدم على بلادنا بجدّ ونقطع مع عقلية “ما باليد حيلة”؟
أسأل فقط وأترك لكم حرية التعليق
....
----------
تعليقات
إرسال تعليق