القائمة الرئيسية

الصفحات

ملجئي وملاذي الله
يا رب، إني لا أطرق بابك الآن من فراغ،  
بل من امتلاءٍ موجع، من قلبٍ أثقله الهمّ،  
من روحٍ تتقلب بين الخوف والرجاء،  
من أمٍ تخشى على بناتها أكثر مما تخشى على نفسها،  
وتتساءل في صمتٍ يائس:  
هل لهنّ من ملجأ بعدي؟  
هل سيبقى الأمان قائمًا إن غاب حضني؟  
هل ستظل الحياة رحيمة حين يضعف ظهري؟  
يا الله، أنت الذي لا يُغلق بابه، ولا يُردّ من لجأ إليه،  
أنت الذي تحفظ حين يغيب الحفظ، وتقوّي حين تنهار القوّة، وتُنير حين يعمّ الظلام.
أنا الآن لا أطلب شيئًا سوى أن تُمسك بيدي،  
أن تُربّت على قلبي، أن تُطمئنني بأنك لن تتركني،  
ولا تترك من أحببتهم أكثر من نفسي.  
لقد تراكمت الهموم، وتكاثرت المخاوف، وتسللت الهواجس إلى أركان روحي، حتى صرتُ أبحث عنك في كل نبضة، وفي كل تنهيدة، وفي كل دمعةٍ لا يراها أحد سواك.
يا رب، أنا لا أطلب أن تُبعد البلاء، بل أن تُنزل عليه لطفك، وأن تجعلني ممن إذا ابتُلي صبر،  
وإذا أُعطي شكر، وإذا ضاقت به السبل، وجد فيك السعة والرحابة.
أنا الآن أقف، لا لأنني أملك القوة، بل لأنك تمدّني بها،  
أتحدى الشدائد، لا لأنني لا أخاف، بل لأنك تطمئنني،  
وتزرع في قلبي يقينًا لا يهتز.
يا الله، قوتي بك، فقوّني. أملي بك، فلا تخذلني.  
وحبي لك، فاجعلني ممن أحببتهم ورضيت عنهم .

قلم الأستاذة خديجة آلاء شريف 
الجزائر

تعليقات