الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
في لحظة إنسانية صادقة تعكس قيم الوفاء والصداقة الحقيقية، خرج النجم المصري تامر مجدي عن صمته وقرّر أن يكتب منشورًا طويلًا على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار خبر القبض على صديقه الفنان الشاب شاكر، في قضية هزّت الوسط الفني وأثارت موجة كبيرة من الجدل والتعليقات المتضاربة بين متابعين يلاحقون الأخبار لحظة بلحظة. منشور تامر لم يكن مجرد كلمات عابرة، بل كان رسالة قوية مليانة صدق وإنسانية حملت دفاعًا شجاعًا عن صديقه وأكد فيها احترامه لسيادة القانون المصري، ورفضه القاطع لأي تجريح أو شماتة في وقت المحنة.
تامر بدأ رسالته بالتأكيد على المبدأ القانوني الثابت: "المتهم بريء حتى تثبت إدانته"، وشدّد على احترامه الكامل لسيادة القانون المصري والعدالة اللي بتاخد مجراها الطبيعي من تحقيقات وتحريات وتحاليل قبل إصدار أي حكم. وأكد أنّه مش بس ملتزم بالمبدأ القانوني، لكن كمان بيحمل شهادة حق تجاه صديقه، وكتب بكل وضوح إن شاكر شاب محترم، مؤدب، ابن ناس، وبيعمل خير كتير، وأضاف أنه حتى ما بيشربش سيجارة واحدة، في إشارة منه لطهارة سلوك صديقه وعدم تورطه في أي شيء مخالف.
الممثل المصري ما اكتفى بالدفاع الأخلاقي بس، بل كشف جانب إنساني وعاطفي في المنشور لما حكى عن مشروع فيلم شبابي كان بيجمعه مع شاكر، وأحلام وطموحات كانوا بيتمنّوا يحققوها سوا زي أي شباب بيحلموا بمستقبل فني كبير. وناشد الجمهور والمتابعين بلهجة مليانة عتاب ورجاء إنهم يبطلوا تجريح وشماتة احترامًا لمشاعر أم شاكر وأهله وعيلته اللي بيعيشوا لحظات صعبة، وقال بالحرف تقريبًا: "في ناس بيتحكم عليها بالإعدام، وعلى آخر لحظة بيتثبت براءتهم، ليه نستعجل ونظلم؟".
تامر ما نسي يذكّر متابعيه بمبدأ إنساني عميق لما كتب جملة كررها أكتر من مرة وكأنها دعاء ورسالة تحذير: "الشامت مبتلي.. لا تشمت.. لا تشمت.. لا تشمت حتى لا تُبتلى". وهيدا الموقف الإنساني خلا منشوره ينتشر بسرعة على مواقع التواصل، وتحول لحديث الجمهور لأنه جمع بين قوة المبدأ القانوني والبعد الإنساني، خصوصًا في زمن بتصير فيه السوشيال ميديا محكمة سريعة بتحكم على الناس قبل القانون، وبتتحول التعليقات أحيانًا لسيوف جارحة بحق المتهمين وعائلاتهم.
رسالة تامر مجدي حملت كمان أمل بدعائه الأخير: "ربنا يفك كربه إن شاء الله"، وكأنها صرخة بضمير المجتمع إنّه ما يظلمش قبل ما يسمع الحقيقة كاملة، خصوصًا إنه أشار بوضوح إن التحقيقات لسه شغالة والتحاليل لسه ما طلعتش، وإنه القانون لسه ما أخدش كل إجراءاته، وما فيش أي حكم نهائي. واللافت إن تامر ختم كلامه بهاشتاغات حملت رسائل واضحة زي شاكر_محظور_دلؤقتي و#تامر_مجدي، اللي حولوا المنشور لقضية رأي عام مصغّرة داخل الوسط الفني والجمهور المتابع للأخبار.
المنشور الطويل اللي كتبه تامر مجدي مش بس عبّر عن موقف شخصي، لكنه كمان فتح النقاش حول أخلاقيات السوشيال ميديا وتعامل الناس مع الأزمات، وحطّ ضوء على الوجه الإنساني للفنانين اللي بيعيشوا لحظات خوف وقلق لما يشوفوا صديقهم في موقف صعب. ويمكن الأهم إنه وجّه رسالة ضمنية لكل الناس: الرحمة قبل الشماتة، والتريث قبل إصدار الأحكام، واحترام القانون قبل نشر الشائعات. ومع كل الجدل المثار، بيفضل موقف تامر مثالًا لنجم حافظ على إنسانيته وصدقه قدام الناس حتى في أصعب اللحظات.
تعليقات
إرسال تعليق