القائمة الرئيسية

الصفحات

حول عرض فني استثنائي أيام نابل للخير من 29 أوت إلى 05 سبتمبر 2025

 هنا نابل بقلم المعز غني  


   



في فضاء نابل الساحر ، وعلى مسرح الهواء الطلق بنابل، حيث يلتقي التاريخ بالحاضر وتتعانق عبقرية المكان مع دفء الإنسان ، تشرق مدينة نابل عاصمة الوطن القبلي على حدث إستثنائي عرض فني نظمته المنظمة التونسية للتربية والأسرة ، المكتب الجهوي بنابل على مسرح الهواء الطلق من التاسع والعشرين من أوت إلى غاية الخامس من سبتمبر 2025.


منذ اللحظات الأولى لانتشار البادرة ، سرت في أرجاء المدينة همسات الفرح والانتظار ، إذ تلاقى الفن مع القيم النبيلة بغاية مثلى : تخصيص مداخيل هذه السهرات للعودة المدرسية ودعم التلاميذ وعائلاتهم في مواجهة أعباء السنة الدراسية الجديدة [ 2025 / 2026 ]. فكانت المبادرة درباً من دروب الطيبة وإمتداداً لروح العطاء في نابل الطيبة ، عاصمة

 الزهور والبرتقال 

 والعذوبة وروح .


كل الشكر والعرفان أوجهه إلى الصديق الغالي أنور الحلومي ، رئيس المكتب الجهوي بنابل للمنظمة التونسية للتربية والأسرة؛ فهذا العمل النبيل ليس إلا ترجمةً حية لما آمنتم به دوماً من رسالة سامية تجمع بين بهجة الإبداع الفني وأصالة الواجب الاجتماعي . لقد أثبتم بجهودكم أن الفن لا يُخلق للمتعة الجمالية فحسب ، بل ليكون رسالة حب ونور وسند للمجتمع ، ينهض برسالته في لحظات الحاجة ويمنح الفرح والأمل لقلوب طالما أنتظرت أنصاف الفرص .


وليلة الافتتاح… يكون المسرح يتلألأ بحضور جمهور متعطش للفن ، وجوههم يشع فيها نور الإنتظار وآذانهم تستعد لالتقاط أنغام الأمل.

 ألوان الأضواء ورائحة البحر تجعلان من المكان أسطورة تستيقظ من سباتها.

 أدهشني حجم التنظيم والاستعداد على قدم وساق وروعة التفاصيل هذه البرمجة المتنوعة ، ووقفت مشدوها أمام سخاء العطاء من مشاركين ومنظمين أفترشوا أوقاتهم وأعصابهم بساطاً للنجاح .


 سوف تعاقب الفنانون على الركح : أغان ترعرعت في أحضان التراث وأخرى تشهق بالمستقبل … موسيقى، رقص ، مسرح ، لوحات شتى إمتزجت في ليالي نابل إستحالت إلى عطر خالص . كيف لا ، ونابل تستحق الأفراح بعد طول رتابة ؟ 

كيف لا ، وأطفالنا محتاجون إلى فرحة تفتح لهم أبواب العلم بجرأة؟


أما الجمهور ، فسوف يكون كالعادة البطل الخفي للعروض ، يحضر عن بكرة أبيه ، جَمع الصغير بالكبير ، النساء والرجال ، في تلاحم نادر يملؤه الحب والافتخار والوفاء للمدينة وللإنسان .


في نهاية العروض ، بدا لي أن نابل ليست فقط مسرحاً أو مدينة أو فسيفساء … نابل هي حضارة القلب الذي تتسع للجميع ، وهي قادرة على صنع الفرح وصياغة الأمل من رحم التحديات. 

فهنيئاً لنابل بأناسها وبهكذا مبادرات.


أسأل الله العلي القدير أن يجعل أعمالكم جميعاً في ميزان حسناتكم ، ويمنحكم مزيداً من التوفيق لتواصلوا صناعة الخير والفرح في قلوب أهلنا وفلذات أكبادنا. 

وفقنا الله وإياكم لما فيه خير البلاد والعباد ، ودامت نابل منارة للعطاء ومسرحاً للبهجة والإبداع .


وليست هذه المبادرة إلا حلقة إضافية في سلسلة عطائكم، فما عهدناكم إلا سباقين لكل فعل نبيل وصنيع جميل .


— المعز غني

تعليقات