القائمة الرئيسية

الصفحات

مخطط طوفان الأقصى بدأ منذ العام 2016 تمهيداً لإسرائيل الكبرى -بوابة الاخباريه نيوز الالكترونيه

  

مخطط طوفان الأقصى بدأ منذ العام 2016 تمهيداً لإسرائيل الكبرى -بوابة الاخباريه نيوز الالكترونيه


لم تكن عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر 2023 مجرد مفاجأة كما حاولت الآلة الإعلامية الإسرائيلية تصويرها للعالم، بل كانت جزءاً من مخطط خبيث تديره إسرائيل منذ سنوات طويلة، هدفه الأساسى ليس فقط مواجهة حماس أو غزة، وإنما التمهيد التدريجى لتحقيق ما يسمونه بـ"إسرائيل الكبرى".


منذ عام 2016، كانت التقارير الاستخباراتية داخل إسرائيل، وتحديداً من الوحدة 8200 المتخصصة فى التنصت وجمع المعلومات، ترصد بدقة تدريبات حماس ومخططاتها، بل إن هذه الوحدة رفعت تقارير مفصلة تؤكد أن الحركة تستعد لعملية عسكرية كبرى. ورغم ذلك، لم تتحرك تل أبيب، ولم تغير من انتشارها على الحدود، وكأنها تنتظر لحظة الانفجار كى تستغلها سياسياً وعسكرياً.


بل إن المشهد فى يوم السابع من أكتوبر يثير ألف علامة استفهام. تعليمات صدرت بعدم تسيير دوريات إسرائيلية على الحدود مع غزة فى ذلك اليوم، وكأن هناك يد خفية أرادت ترك الميدان مفتوحاً لتمر العملية كما خُطط لها. وحتى على مستوى القيادات العسكرية، خرجت تصريحات زوجة رئيس الأركان الإسرائيلى الأسبق هرتسي هاليفي لتفضح المستور، إذ أكدت أن زوجها غادر المنزل فى وقت باكر من صباح ذلك اليوم قائلاً: "سندمر غزة". هذه الكلمات لم تكن عفوية، بل تكشف أن القرار بالتصعيد وتدمير القطاع كان جاهزاً قبل أن تنطلق أول رصاصة.


أما على الصعيد المالى والسياسى، فقد لعبت إسرائيل لعبة قذرة، إذ كانت تسمح بتدفق الأموال القطرية إلى غزة تحت ستار "المساعدات الإنسانية"، لكنها فى الواقع كانت تدرك أن هذه الأموال ستذهب إلى حماس لتطوير السلاح وحفر الأنفاق، وهو ما حدث بالفعل. إسرائيل لم تكن غافلة، بل كانت تخطط لتكريس الانقسام الفلسطينى وضرب السلطة الوطنية الفلسطينية، كى تظل غزة ورقة مشتعلة فى يدها تستخدمها متى شاءت.


وهنا يظهر السؤال الجوهرى: إذا كانت إسرائيل تعلم منذ 2016 بكل خطوة تخطط لها حماس، فلماذا تركت الأمور تصل إلى السابع من أكتوبر؟ الإجابة واضحة: لأنها أرادت أن تستغل العملية لتبرير جرائمها الوحشية فى غزة، ولتحشد الداخل الإسرائيلى خلف حكومتها، ولتحصل على ضوء أخضر أمريكى وغربى لتدمير القطاع بالكامل.


الحقيقة أن إسرائيل كانت ومازالت تسعى لتحقيق حلمها التاريخى المسموم: إسرائيل الكبرى. هذا الحلم لا يقتصر على غزة أو الضفة الغربية، بل يمتد إلى سيناء والأردن والعراق وسوريا. كل خطوة من خطواتها، سواء دعم الانقسام الفلسطينى أو إشعال الحروب، ما هى إلا حلقات فى سلسلة طويلة تهدف فى النهاية إلى إعادة رسم خريطة المنطقة لصالح المشروع الصهيونى.


إن ما جرى فى السابع من أكتوبر لم يكن مجرد تقصير استخباراتى، بل كان تواطؤاً داخلياً متعمداً، وتخطيطاً مسبقاً للتضحية بدماء الإسرائيليين أنفسهم، كى تفتح تل أبيب الطريق أمام عدوان شامل على غزة وتكسب شرعية زائفة أمام العالم. إسرائيل التى تدّعى أنها الدولة الأكثر ديمقراطية وأمناً فى الشرق الأوسط، لم تتردد فى استخدام دماء شعبها كوقود لمخططاتها الاستعمارية.


وعليه فإننا أمام مشهد خطير: طوفان الأقصى لم يكن بداية، بل كان نتيجة طبيعية لتخطيط استراتيجى بدأ منذ سنوات. إسرائيل كانت تعرف، وسمحت، وغضت الطرف، لأنها أرادت لحظة الانفجار كى تبرر حلمها الأكبر. واليوم، ومع تصاعد العدوان، يجب أن يدرك الجميع أن ما يحدث ليس حرباً ضد حماس فحسب، وإنما جزء من مشروع أكبر، هو مشروع "إسرائيل الكبرى" الذى لا يخدم سوى مصالح تل أبيب وحلفائها، على حساب دماء الأبرياء فى فلسطين والمنطقة بأكملها.


تحذير إلى مصر والعالم العربى


إن ما يجرى اليوم فى غزة ليس بعيداً عن حدود مصر أو عن أمن الأردن وسوريا والعراق ولبنان. إسرائيل تتحرك وفق خطة طويلة المدى، وكل خطوة تنفذها داخل فلسطين ما هى إلا تمهيد لمرحلة أخطر تستهدف الأمة العربية كلها. ومن هنا فإن مصر بقوتها وجيشها، ومعها باقى الدول العربية، أمام اختبار حقيقى: إما أن يتم التصدى مبكراً لهذا المشروع الجهنمى وإفشاله قبل أن يتمدد، أو أن نصحو يوماً لنجد خريطة الشرق الأوسط قد أُعيد رسمها بالكامل لصالح "إسرائيل الكبرى". والسكوت اليوم ليس حياداً، بل خيانة للأمن القومى العربى برمته.

تعليقات