قانون الغاب - بقلمي الأديبة الدكتورة حكيمة جعدوني
كتبته بتاريخ 17/06/2020
سأحاول تقريب الصورة أكثر لتتّضح ملامح تلك الأنظمة أمامكم.
حتى هذه اللحظة، لا يزال العالم منقسمًا إلى طرفين لا ثالث لهما:
طرفٌ مفترس، يتغذّى على ضعف الآخرين،
كمثال: الصهيوني والإسرائيلي.
وطرفٌ ثانٍ فريسة، يُسحق تحت وطأة المفترس،
كمثال: الفلسطيني.
إنه قانون الغاب وقد أُسقِط على عالم الإنسان...
فالمفترس يرى نفسه "سيّدًا"،
والفريسة لا ترى ذاتها إلا "عبدًا".
لم يرتقِ "قانون الغاب" بعد إلى المستوى الذي يخدم مصالح الآدمي،
ولا حتى إلى مستوى يُراعي كون الإنسان كائنًا أعلى من الحيوان، يمتلك عقلًا متطورًا ووعيًا متجاوزًا للغريزة.
وها هو المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية،
وبعد مضي خمس سنوات كاملة،
يخرج ليفنّد حرفيًا ما قلته
كأن الزمن لم يكن كافيًا لابتكار رأي يُخالف رؤيتي، بل لتأكيدها بمنطق آخر.
فلنتأمل قليلاً في قانون الغاب كما يتجلّى عبر الأنظمة السياسية:
• في النظام الشيوعي:
كان الصراع على الفريسة بين الحاكم والرعية من "الخواص"، يتنازعانها كما تتنازع الضواري ما تبقّى من وليمة دامية.
• أما في الأنظمة الاشتراكية:
فقد تحوّل الصراع إلى تنافس بين حاكمَين، كلٌّ يريد السيطرة على الفريسة.
• وفي الأنظمة الرأسمالية:
استقرّ قانون الغاب عند نسخته الأكثر وحشية، حيث يتفرّد "حاكم واحد" بالوليمة، ويمنع عنها الجميع، لا شريك له في السلطة ولا في الغنيمة.
• أما الأنظمة العلمانية،
فقد اختارت سلوكًا مغايرًا لقانون الغاب…
عزلت الحيوان المفترس عن بيئته الطبيعية ألا وهي الغابة، وانشغلت بترويضه بمفاهيم مصطنعة وبعيدة كل البعد عن عاداته الفطرية.
علّمته كيف "يتأنّق" في القتل،
وكيف "يختار" فريسته وفق لائحة مراقبة، بل وأشرفت بنفسها على تحديد نوع الفريسة التي عليه أن يقتات عليها.
• ثم جاءت الأنظمة الليبرالية…
وكانت أكثر جرأة ووقاحة ،
فقد حرّرت الحيوان المفترس بالكامل،
ومنحته "حقّ الاختيار للفريسة"،
حرية مطلقة في افتراس من يشاء، متى يشاء، وتحت غطاء الحماية العسكرية أيضا.
ولعل من سنّ القوانين لتلك الأنظمة
لم يكن مفكّرًا أو مصلحًا أو نبيًّا ،
بل كان مسخ مشوّه داوم على زيارة حديقة الحيوانات، فأعجبته وقرر أن يحكم بها العالم.
• أما الأنظمة الإسلامية، فذاك حديث مختلف تماما… لأنك إن تعاملت يومًا مع مجنون يدّعي أنه عاقل، ويتّهم العقلاء بالجنون، فقد خَبِرتَ تمامًا كيف يفكّر الإسلاميون. يدّعون الطهر وهم غارقون في النفاق، يرفعون شعار الإسلام وهم يعيثون في الأرض فسادًا.
• وسأحدثك الآن عن الإعلام…
الإعلام لم يشذّ يومًا عن قانون الغاب ،
بل مثّل امتداده الأنيق، بصيغة صوتية وبصرية. فهو أشبه بطائر ناضج، ذو ريشٍ بهيّ، يقبع في أعلى غصن الشجرة…
يطعم صغاره بمنقاره الرفيع.
وهنا، أقصد بالمنقار: القلم،
وبالطعام: الخبر.
مرّةً يضع الخبر "بتحيّزه" في فم الحاكم ،
ومرّةً أخرى في فم الرعية. وكلاهما، في عينه، مجرد "صغاره".
• ثم لنتحدّث عن الشباب والعدالة الاجتماعية.
حتى لا يجرؤ الشاب على المطالبة بـ"العدالة المثلى"، جرّوه نحو المطالبة بـ"العدالة المثلية".
وشوّهوا معنى الحرية في عقل المرأة،
فدفعوها للمطالبة بحريتها في قانون العدالة الاجتماعية، فجعل من ذلك حرية الوصول إلى جسدها.
وهكذا، نشأ جيلٌ من أكوام القمامة.
إنه قانون الغاب من جديد، بنسخة حضارية مشوّهة، تسير بها الإنسانية إلى الهاوية بخطى واثقة.
• فهل من الحكمة أن يتّبع الآدمي
سلوك الحيوانات، والمجانين، والمثليين، والساقطات؟
التنظيمات السياسية أمر يثير الجدل، طرفين اساسيين يحشوان المعركة وهما الحاكم والرعية وبينهما موجة إيداعية تدعي الإهتمام بالطرفين يطلق عليها اسم الاعلام، هذا التنسيق المثالي الذي أسقط قناع الزيف عن وجه الواقع !!!!
ينقسم العالم الآن إلى طوائف وجماعات وإتجاهات يكاد صيتها يثقب المسامع، كل منها تنهش جسد الأخرى وكما نعيش حاليا، فهناك انتقادات وخطط وتصفيات واضافات ومخاوف وجلسات اجتماع ومكائد وتنبيهات وترشيحات وفي الأخير يخط -----قانون الغاب- كعنوان رئيسي لجريدة البرلمان،
أرفع راية الولاء لهذا أو ذلك،،،، كم انه يسقط جبهة المعظمين والساهرين على أمل من سراب... الرعية تطالب بالحق في الحرية التي يظهرها المتحكم في مرآة لا تعكس ما فيها على الواقع في حين يعتقد المواطن أنه يمتلك ما في المرآة الذي لا يعرف أصلا أين هو مصدر الانعكاس، فكيف سيفهم ما نوعه إذن وطبيعته وهل ما يقدم له كحق موجود من الأساس؟؟؟؛ على المطالبون توخي الحذر حتى في نوع الطلب، فهناك من ينفذ عبره لمعرفة مستقبل نوع ذلك الجيل، هل يسمح له الوضع بالتمرد عليه أم التراجع والظهور بالوجه الحقيقي أم التلاعب بالأفكار أو يبعثر الاوراق،
لما تتكلم الساقطة عن الحرية وهي طبعا الحصول عن
ورقة الخروج لممارسة كل أنواع العهر بما لا يشتهيه القانون ويتكلم المثليين عن حرية الظهور لممارسة الرذيلة مع رجل غريب شبيه بجنسه ويأتي البليد ويطالب بحرية الحصول على عمل جيد وهو لا يملك حتى شهادة مؤهلة ويكمل المتأسلم البقية ويظهر على الشاشات يذبح الأبرياء بحجة معارضته لأي دين غير دين الاسلام .
فينتفض المتنمرين ويهجمون على المساجد برصاص وألقاب تناشد بعقاب كل المسلمين، لا نقاب لا حجاب ... هيت للعنصرية..... أريد أن أعرف شيئا واحدا أين الحرية ؟؟؟؛
وأي جهة تدعم هذه الفصائل؟؟؟ لقد ابتعدو عن الدين وإنحرفوا عن الطريق نهائيا، فكيف يريدون من المتحكم أن يمدهم بشيء هم أصلا لا يعرفون ماذا يعني !!!
«الحرية» الحقيقية لا توجد أو بالأحرى لم تطبق بعد وليست هي تلك كما يزعمون، فما يبحثون عنه هو التحرر من قيود يفرضها واقعهم، لينضجوا في الأخطاء أكثر مما هم متوغلون في الرذيلة والتفاهة والأكثر عجبا أن المصلحة هي أساس مطالبهم فلا أحد منهم أعطى الحق للغير مثلما أعطاه لنفسه؛ فكل منهم يرى الآخر مخطئ ويرى نفسه بالغ التعقل فيما يرغب به وإذا أرادت طائفة ما أن تملك السيادة أي أن تتوفر لها ظروف البقاء وذلك ما تراه حرية ستمارسها علنا؛ فعليها أن تعرف أن السيادة نفسها تقف أمام «الحرية الحقيقة» والتي إن طبقت لن يبقى هناك حاكم ورعية وسيأتي هنا دور هذا المفهوم «المساواة» ،
كثير من يقول أن التساوي بين الرجل والمرأة حق، التساوي بين الغني والفقير حق والتساوي بين المعاق والطبيعي حق لكن الحقيقة هي أن ذلك عدل وليس مساواة، الله خلق بين المرأة والرجل تمايز واختلاف مقصود، وليس أن زوجها أو صديقها أو حبيبها أو زميلها أو أخوها يفرض نفسه عليها كما تعتقد، فهي مخصصة لأمور وهو مخلوق لأمور أخرى. المعاق والطبيعي بينهما حكمة، فالأول عبرة للثاني والثاني عونا للأول.
أما الفقير والغني فبينهما سرّ أيضا وهو على الفقير أن ينافس ويجاهد ليصل إلى الثراء وعلى الغني أن يعرف بأنه مهما بلغ من البذخ فهو فقير أمام الله وحيلة الضعيف وبذلك فإن تساوى الجميع هنا، سيحدث ملل كوني ولن يتعلم أحدا من الآخر شيئا، ومنه فكلمة التكامل والعدل تصلح جدا جدا أن تطلق على ميكانيكية المشهد، أما المساواة فتأتي بعد أن تطبق الحرية الحقيقة وإذا فالمتجبر( المفترس) يسقط من مكانته لأن ذلك يضر بمطامحه وثم لن ينال مراده فإن حاز الكل عن المساواة سيكون هناك عد وإحصاء لكل كبيرة وصغيرة وتفرق الحقوق على دويها وتشفط كل الواجبات من المعنين بها فأتخيل متى سيحين دور ذلك الذي كان يقف في المقدمة دون موجب شرع ويدعى ألوهية الحكم فهل سيستطيع الصمود امام جدية (الرعية) ....؛؛!
الذي هو حاليا تحت مسطرة التنفيذ ما هي إلا قوانين تشبع وتيرة خلل الواقع التالف، وإن نهض الواقع المتلف سينقلب السحر على الساحر ... الميزان ذو كفتين متعادلتين ما هو إلا رمز شعاري يلصق على المحكمة؛ أما الواقع فهو ميزان صنع بكفة واحدة، كل من عليها يخدم الأقوى وللضعيف الوهم المطلق....
الإنسان المخدوع بعدوانية المحيط، يركض خلف صنيع الشيطان الذي يولّد طاقته السلبية في كل شيء؛ حتى يتسنى له تخدير عقول الفئة اليافعة، كي تنزاح عن السبيل الإيجابي، وتقدم له قرابين من بعضها البعض كما تفعل الماسو*** نية ، يذبح ويأكل أخوه ليحصل على رضى مسخٍ أو شيطانٍ جائع ضعيف لا يستطيع الإكتفاء بذاته حتى.
وخير دليل أننا لم نسمع في يوم أن هناك شيطان ظهر للعلن وأكل بشريا أو قتل بشريا أو سرق بشريا؛ بل سمعنا أن بشري فعل كل ذلك بإبن جنسه، بمعنى أن إبليس نفسه لا يجرؤ على اختراق هذا العلو المهول للحدود الربانية؛ فكيف سيأتمن لعباده وأنصاره؛ وهو فقط ينتقم ويجعل منهم مسخرة وذلًّا أمام العوالم الأخرى
المدعون أنهم يبلّغون الإسلام وهؤلاء الذين ينظرون لهذا الدين على إنه إرهاب متشدد ومتعصب،
هناك توضيح، لمّا يدرسك "مجنون" اللغة العربية، ليس كمثل الدكتور المواظب الذي سيدرّسك نفس المادة؛ لكن سيكون الفرق مناصفة وعندما تنظر إلى وجهك في مرآة مضبّبة ليس كمثل أن تلمعها جيدا ثم تنظر وهكذا... فإن الإسلام الحقيقي توقف عن الجريان بعد زمن الأنبياء والرسل الذين ضحّوا من أجل إيصاله لأجيال لم تعرف قيمته للأسف. تركوا كتابا لو يتحصّل فهمه جيدًا لتكسر صوت الصوت،
عن سيرة عظمى؛
يريد كل من الأنظمة الحالية كسب الغلبة والارتقاء إلى ينابيع النصر،
حسنا ها قد اختفت كل الطوائف والتنظمات إلا واحدة، ماذا ستفعلون بإعتقاد واحد وتفكير واحد؟!
فإن كنت ماسو*** نيًا ستأتي بدينك الإبراهمي على كل من هبّ ودبّ وفي الأخير ستأكل لحم نفسك.
وإن كنت شيوعيي ستتمرّد على الملكية الخاصة وتكدّس كل شيء أمامك حتى ينهار إقتصادك المحترم؛ بسبب واحد وهو أن اليد العاملة ستتوقف تدريجيا، كما أن كثرة الأحزاب ستهيج الفوضى،
وإن كنت اشتراكي، فستتعرّض أسهمك الاقتصادية والمبدئية المنقسمة إلى حزبين للإحتكار من طرف متحكم واحد، وهنا التباري مع الرأسمالية من جديد والبادئ أظلم ...
مشكل الليبرالية هو أنها تترك للفرد حرية الاختيار وتحتّمه على عدم إزعاج حرية الآخر؛ لكن الفرد هنا، هو لا يعرف ما يريد بالضبط بسبب خلط المفاهيم أعلاه، وبذلك سيتمرّد أكثر مما يتوقعه ولن يتوقف هنا، بل سيجرب كل التنظيمات ويجد في الأخير أنها مجرد
--قانون الغاب-- ،
المؤسف هو أن الأدغال لديها تطور فكري عميق يُسمّى احترام السلسلة الغذائية، هذا القانون الذي فقد نشاطه؛ لما تمّ تلقينه للوسط البشري، مما سيؤدي إلى خللٍ في حركة "عجلة الواقع". هذا ما سيدفع لإنقسام المجتمع إلى:
أنصار الظلم وأنصار العدل الحق، وهم أهل الكتاب المقدس الذي فيه كل الحلول والمنطقيات والتراجيم لأي مشكل، سيكون مطمح الجميع لأنه الحلّ والراحة في الأخير، لكن التهافت عليه سيجني حربًا كارثية، لم يشهد لها التاريخ نبرة تشبيه من قبل؛ وكأن لا شيء يتغير دون حرب؛ الكتاب المقدس سيُرفع كي لا يتم استغلاله من طرف الأبالسة الآدميين ومن سيحوز على نسخته الوحيدة، سيتسنى له الملك العظيم، بعدها سيتدخل الإله الخالق لإيقاف الكون، لأن الاختراعات التي ستخلق من ذلك الكتاب ستتحدى حدود الوجود .. وتأوول إلى النهاية
تعليقات
إرسال تعليق