القائمة الرئيسية

الصفحات

"جرعة موت في زجاجة باردة".. احذر الماء المثلج وأنت عرقان!



بقلم: أحمد الشبيتي


في لحظة عطش قد تفقد حياتك.

هذا ليس عنوانًا دراميًا أو تهويلًا إعلاميًا، بل تحذير صحي حقيقي تدعمه الوقائع والطب والعلم، ويحمل في طياته رسائل خطيرة لكل من يستهين بالماء البارد بعد الجهد أو في حالات التعرق الشديد.


 القصة التي هزّت طنطا

في صيف 2022، فقد طفل صغير في مدينة طنطا حياته، بعدما شرب ماءً مثلجًا من مبرد في الشارع، عقب لعبة مجهدة بدراجته.

لم تمر دقائق حتى سقط مغشيًا عليه. تم نقله إلى المستشفى، لكن المحاولات لإنقاذه فشلت، وتوقف قلبه بسبب ما يعرف بـ"تنشيط مفاجئ للعصب الحائر"، وتوفي الطفل – رحمه الله – في واحدة من الحوادث التي يجب ألا تمر مرور الكرام.


 ماذا يقول العلم؟

الدكتور هاني الناظر، استشاري الأمراض الجلدية ورئيس المركز القومي للبحوث الأسبق، حذّر في أكثر من مناسبة من خطورة شرب المياه المثلجة بعد التعرق الشديد.

وأشار إلى أن الجسم أثناء التعرق يكون في حالة تمدد شديد في الأوعية الدموية لخفض الحرارة، وأي تدخل مفاجئ – كالماء البارد جدًا – قد يؤدي إلى اضطراب خطير في الجهاز العصبي.


ويؤكد أطباء القلب أن العصب الحائر (Vagus nerve)، المسؤول عن تنظيم ضربات القلب، يتأثر بشدة بالتغيرات الحرارية المفاجئة. وهذا قد يؤدي إلى:


انخفاض مفاجئ في ضربات القلب.

هبوط حاد في الضغط والدورة الدموية.

إغماء، دوخة، ضيق في التنفس.

وفي بعض الحالات النادرة: توقف القلب.


نصائح مهمة لحمايتك وحماية أولادك:


1. لا تشرب ماءً مثلجًا بعد مجهود أو وأنت متعرق.


2. اجلس وارتَح قليلًا حتى يبرد جسمك تدريجيًا.


3. استخدم فوطة مبللة أو اغسل وجهك لتقليل درجة الحرارة أولًا.


4. اشرب الماء بدرجة حرارة الغرفة، فهو الأفضل لترطيب الجسم دون ضرر.


5. علّم أبناءك هذه العادة الصحية، ووضح لهم أنها مسألة حياة أو موت وليست مجرد "نصيحة قديمة".


التوعية تبدأ من البيت

في زمن تتسارع فيه ضربات الحياة، قد نغفل عن تفاصيل صغيرة لكنها تصنع الفارق.

شرب الماء البارد يبدو بسيطًا، لكنه قد يكون خطرًا صامتًا إن لم ننتبه له.

أجساد الأطفال والشباب لا تتحمل دائمًا الصدمة الحرارية، والمطلوب منا اليوم هو نقل هذه التوعية للأجيال القادمة:

لا تشرب ماءً مثلجًا وأنت سخن.

ولا تستهين بتحذير ربما ينقذك أو ينقذ غيرك.


 في الختام:

"الماء سر الحياة، فلا تجعله سبب نهايتها."

نعم لشرب الماء، نعم للترطيب، لكن بحكمة ووعي.

التوعية مسؤولية الجميع، والحياة تستحق أن ننتبه لكل تفصيلة فيها.

تعليقات